الجمعة , أبريل 19 2024
هانى رمسيس
هانى رمسيس

من دولة النميمة ..الي دولة السياسية ..انتباه

لاشك ان قرار رئيس الجمهورية بعزل رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات قرار اختلفت فيه الاراء بشكل حاد .ليخرج ما فى البطون من تصاعد خلافا سياسيا في مصر بين قوى سياسية
ترى في الاستقرار تأييد لرئيس الجمهورية الحفاظ علي الاستقرار او قل الحفاظ علي الدولة المصرية من واقع مؤلم لدول مجاورة لنا
وبين فريق يفكر في الماضى وينظر للمستقبل ويرى ان الوقت جاء لبناء الدولة المصرية علي اسس ديمقراطية اوقل علي اسس حديثة تضع حقوق الانسان والمواطنة علي اعلي. قمة الهرم
.وبين الفريقين صراع كبير دائر والجميع يمارس منهج تكسير العظام ..
.النظام بسلطته ..المعارضه بتركيزها علي السلبيات التى تراها في راس الهرم السياسى والتنفيذى

والمواطن حائر
هل يصدق الرئيس الذى خرج يرقص فرحا به مستبشرا بقدمه كاحد انبياء هذا الزمان الذى ملك القلوب وخرج ابسط البسطاء يرقصون فرحا ببشارته
ام يصدق مجتمع الواقع الذى يهدف اعلان ان الرئيس لي
نبيا او زعيما وانما رجل يحمل فكر مؤسسته وينفذها وهو ينتمى للدولة القمعية العميقة
….يقف المواطن حائرا
بين معاناته التى يقنعه كل يوم النظام بتحملها للمرور من عنق الزجاجه
وبين معارضه تعلن له انتشار الفساد في كل مفاصل الدولة وضعف النظام في قدرته علي مواجهته
…ولدى المصريين عادة يمكن رصدها هنا علي انها مقدمات طويلة لقرار يتخذوه في لحظات
فكثيرا ما يعاب علي المصريين انهم من ابطئ الشعوب اتخاذا للقرارات مع انظمتها السياسية واحزابها
ولكنى هنا ارصد امرا هاما في حياة المصريين
وهو النميمة …المصريين يتكلمون عن كل شيئ وفي اى شيئ في حجراتهم المغلقة ووسط تجمعاتهم الضيقة التى لا يمكن الاستهانة بها خصوصا لو كانت تمثل بين الاقارب والاصدقاء
اكثر من نصف عمرهم
…المصريين ربما لا ترى منهم اعلان مباشر من موقف ..معلن واضح مباشر ..ولكنهم خلال احاديثهم اليومية وتفاعلاتهم الاجتماعية الانسانية يكونون رؤية ووجهة نظر في كل شيئ ..تكون لهم مادة يملكونها وتكون في موطن الخزين في عقولهم متى جاء زمان اعلانها
…المصريين لا يهمهم الزمن كثير فهذا احد عيوبهم لكنه ايضا احد مكامن خطورتهم وقوتهم وخروج الاسد الكائن داخل مفاصل حياتهم وفي لحظة لا يعلمها احد
…وهكذا درجت افلام الفتوات في الثمانينات والتى دائما تضر المصرى علي انه يتحمل ظلم السنين الي ان تاتى لحظة لا يعلمها احد يتحرك فيها الحرافيش ويهزمون الفتوة
..ومن عجائب لتكون النتيجة اقامة فتوه اخر ويعودون مره اخر لحياتهم التى كانوا يعيشونا دون تغير وبقرار مقتنعون به تماما
..لذا فالواقع السيتسى ينبئ بشىء ما سيحدث بين اطراف الصراع فلن يستمر هذا الصراع كثيرا لان المواطن لن يحتمل اجواء صراعات اخرى كما عاش في الخمس سنوات الاخيرة ولن يحتمل ان يكون ملعب للصراع السياسى القائم
…..والسؤال هنا هل نبحث ماذا يريد النظام والقوى السيتسية المتصارعة ..سؤال يجيبون عنه هم وليس نحن ..لان اجابتهم سيحتسبون عليها امام الناس. التاريخ وستحدد بالتالي مواقف الناس منهم
…وارى ان السؤال الأهم ماذا يريد الناس من النظام والقوى السياسية ؟
كمواطن مصرى …..
اولا ..هذا الصراع السياسى الحاد يشعرنى دائما بعدم الاستقرار وعدم السلام وشعور دائما بمستقبل غامض …واحساس بعدم الاطمئنان
ثانيا..هذا الصراع السياسى لا يضعنى في تعاطف مع اى طرف من اطراف المعادلة ويدخلنى في منحنى عدم الثقة خصوصا اننا كمواطنين القاعدة اننا نلتمس في رؤساء الاجهزة الرقابية بصيص من الأمل فعندما يعزل رئيس الجمهورية احدهم يكون هذا منعطف وضوح ان على راس هذه الاجهزة اشخاص غير محل للثفة
ثالثا ..كمواطن اتمنى ان يدعوا الرئيس الي لم شمل شتات الصدام مع القوى السياسية لحوار او مؤتمر او رسائل لتبادل الراى او اى اجراءات تعطى ثقة في صانع القرار انه قادر علي احتواء مشكلات هذه البلد فنحن لم ننتخب احد الفراعنه بل انتخب الناس رجل اهل لان يحل مشكلاته من اكثر التيارات اختلافا معه حتى نستطيع مواجهة ماهو اهم وهو مشكلاتنا اليومية وانقاذ اقتصادنا
…اخير اذا استمر الصراع السياسى بهذه الحدية والاستقتطاب فهذا في رايى يدين كل الاطراف
انها اضرت بنا كمواطنين في حاضرنا ومستقبلنا وهذا يجعل دولة النميمة لتكون رؤية جديدة في كل الموجودين علي سطح كوكب السياسة في مصر

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.