السبت , أبريل 27 2024

تاء التأنيب !

مقال ساخر بقلم: إيليا عدلي

عزيزي الرجل الغلبان .. الذي يرى المرأة بنعومة فراء الدب ، برقة ريش النعام ، ببراءة طفل ، برشاقة غزلان الغابات ، نعم .. جميعهن كذلك فعلاً أيها الكائن الطيب ، فقط مع رجل من كوكب فك شفرات قلب وعقل حواء .. لا يغرنك قطقطة وبراءة القطة ، فأنظر لمخالبها الحادة. ترغمك على الإعتذار إذا أخطأت في حقها ؛ وإلا ستصدر لك بوزاً طفولياً يملأك كآبة ، حتى تسارع نحو الاعتذار والتذلل. ترغمك على الاعتذار حتى إن أخطأت هي ! .. هل تعجبت؟! معك كل الحق في العجب .. حين تخطيء هي ، تغضب أنت وتنطح سقف الغرفة مستشيطاً .. تسارع هي بالبكاء الحار .. تعتذر أنت!! في كل الحالات معتذراً يا مسكين .. فرارك من هذا هو ألا تكون ذكراً معها !! كن رجلاً باهتمامك بها ، حاصرها بحبك حتى تشعر بأمان يدفيء قلبها ، بترمومتر حساس لا يزيد أو يقل حرارته عن درجة “زوج رجل”.

عزيزتي المرأة الشرقية الغلبانة .. المتحفزة بخشونة لقوة الرجل ، لعنتريته الشرقية المبالغ فيها .. لا تنخدعي بقوته وشراسته ، ولا بخطواته الثقيلة الذكورية بمشيته الطاؤوسية ، ولا بحمحماته ونفخة صدره وهو يدفع باب بيته راجعاً إلى عرينه ، متخيلاً نفسه ضرغام رجع بهيبته التي تملأ الدار ، تذكري .. بداخله طفل يتوق للتدليل ، للترويض ، لتشكيل صلصال ألعابه اليومية ، تذكري دائماً الطفل بداخله ؛ فيخرج طفله لك بتواضع وطاعة في أشكال عدة ، حتى ولو لبس جلابية ذئاب الجبل ، في النهاية تحت هذا القناع تصرفات طفل يأتمر لأوامر قلبك ، يسارع في الإهتمام بك ، لتمنحيه تدليلاً يرضى طفله الطامع ، ولا تنسي وضع قناع على نظارتك ليرى فيها نفسه عنترة بن شداد .. عزيزتي .. لو نسيتي هذه النظارة ورأي فيها نفسه طفلاً ذليلاً أمامك ، أنصحك بحجز غرفتك بمستشفى العظام سريعاً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.