الخميس , مارس 28 2024
حامد الأطير

سيادة الرئيس: أسمح لي ان أقول لكم : لا وألف لا .

كتب: حامد الأطير
لا للتنازل عن الجزيرتين المصريتين الحيويتين والإستراتيجيتين اللتين تتحكمان في مدخل خليج العقبة “تيران وصنافير” ولا للمساس بأي شبر من أرض مصر .
حالياً ، مصر تستحوذ على الجزيرتين وتسيطر عليهما فعليا منذ ما يزيد عن ستة عقود وحتى هذه اللحظة ، ومصر هي من لها الوجود العسكري فيهما ، ومصر هي من دافعت وتدافع عنهما ، ومصر هي من سالت دماء أبنائها على أرض الجزيرتين.
وسابقاً ، مصر هي صاحبة الجزر بموجب فرمان السلطان العثماني الصادر في العام 1840م ، عندما كانت مصر تخضع للدولة العثمانية وتخضع لولاية السلطان العثماني ، طبقا لهذا الفرمان فإن منطقة خليج العقبة بكاملها ومناطق من بلاد الحجاز (مويلح وضبا) حتى منطقة الوجه الحجازية ، والتي سميت لاحقا وبعد 72 عام من هذا الفرمان بالسعودية ، كانت داخل وضمن الحدود الشرقية ، وبالطبع فإن بلاد نجد والحجاز وبلاد الشام ومصر كانت جزء من الدولة العثمانية وتخضع لها .
وبعد أن سقطت الدولة العثمانية ، لم يتم ترسيم الحدود بين مصر والسعودية ، حتى يشير أو يتجرا أحد ويقول بأن جزيرتي “صنافير وتيران” سعوديتين ، بل أن المملكتين المصرية بقيادة الملك فاروق والسعودية بقيادة الملك عبد العزيز ، اتفقتا على أن تكون مصر هي المسئولة عن الجزيرتين وعن حمايتهما بقوات مصرية في سنة 1950م وذلك بعد قيام إسرائيل في 1948م ، ولا زالت القوات المصرية فيها الى الآن.
سيادة الرئيس: بأي حق وبأي منطق يتم ترسيم وتحديد خطاً للحدود بين مصر والسعودية ولا يأخذ في الاعتبار والحسبان الاتفاقيات التاريخية والواقع المتحقق والحادث فعليا على الأرض ، الذي يثبت سيطرة واستحواذ مصر على الجزيرتين سيطرة مستقرة لا نزاع فيها ولا عليها ، على الأقل منذ سنة 1950 ، أي منذ 76 عام ، وبأي حق ننسى أو نتناسى أو نتغاضى أو نهمل فرمان 1840م الذي جعل خليج العقبة بأكمله مع جزء من الأراضي السعودية ضمن الحدود الشرقية لمصر ؟
سيادة الرئيس: نعلم أن مصر تمر بظروف اقتصادية صعبة ، لكن لا يمكن أن تصل الأمور الى حد التنازل عن أي جزء من الوطن ولو كان مقداره شبرا واحدا ، ولا يمكن لمن يدعي الإخوة والجيرة والمحبة أن يستغل ظروف مصر الاقتصادية الصعبة ليساومها على أرضها بريالات أو دولارات بخسة ، ليشتري أرضنا مثلما اشترى من اليمن ، ولا يمكن أن نسمح له أن يقتطع جزء هام وحيوي واستراتيجي وحساس من أرضنا .
سيادة الرئيس: مصر تستحق الكثير والكثير من أشقائها في دول الخليج ، ومهما قدموا لها فلن يوفوها أبداً ولو جزءً يسيرا مما تستحقه ، وإنه لأمر مضحك ومؤلم في آن ، أن تظن تلك الدول أنها تقدم شيئا يذكر لمصر ، فما تقدمه لمصر هو فتات الفتات ولا يليق بمصر ولا بأهلها ولا بمكانتها ، ولا يرد ولو قدر قليل من جميلها ، والمخلصين من العرب تصيبهم الدهشة حين تعلن هذه الدول عن المساعدات التافهة التي تقدمها لمصر ، ما معنى مساعدة قيمتها 3 مليار أو 10 مليار دولا ، وما مقامنا من هذه الأرقام الضئيلة والقليلة ؟ أقل ما يجب أن يقدم لمصر في كل مرة مبلغ لا يقل عن مائة مليار دولار ، وحتى لو قامت هذه الدول باقتطاع وتخصيص نسبة من عوائدها النفطية لمصر ، ما أوفوها والله حقها ، مصر هي من تحمي ولو من بعيد ، يكفي تعهدها الصريح والواضح بحماية الأشقاء ليلزم كل عدو حده ، مصر هي من أرسلت أبنائها الى هذه الدول الشقيقة وبدافع من التزامها العربي والقومي ليعلموا ويطببوا ويبنوا ، وتحملت النفقات كاملة ، ولم تطمع في أرض أحد منهم ، مصر هي التي حاربت إسرائيل ، ومقابل الدماء المصرية التي أريقت ، تضاعفت العوائد النفطية الى 6 أضعاف عندما ارتفع سعر برميل النفط من 2 دولار ونصف الى 12 دولار ونصف ، فتدفقت الثروات الضخمة على الأشقاء .
سيادة الرئيس: ارفع هامة مصر عاليا ولا تحنيها ، اجبرها ولا تكسرها ، وثق أن المصريين أهون عليهم أن يأكلوا الخبز الجاف أكرم وأشرف من أن يفرطوا في شبر من أرضهم .

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.