الخميس , مارس 28 2024
عمرو بدر

لسه شباب بنواجه دولة يا بدر.

محمد سعد عبدالحفيظ
مر علينا هذا اليوم من شهر ديسمبر عام 2009 كدهر، الشعور بالعجز واليأس والهزيمة

تسلل إلى معظمنا، فالدولة بكل أجهزتها قررت حسم المعركة على طريقتها، وقفت

بكل ثقلها مع مرشحها مكرم محمد أحمد، أخرجت له من الدرج كل الامتيازات «زيادة البدل، شقق سكنية، أجهزة لاب توب، ضغط على رؤساء تحرير الصحف القومية”.

وقفنا فى لجنة الفرز نتابع الصناديق، عسى أن تحدث المفاجأة، لكنها لم تحدث

وأعلنت اللجنة القضائية فوز مرشح الحكومة مكرم محمد أحمد فى جولة الإعادة على منافسه

مرشح تيار استقلال الصحفيين، والمدعوم من شباب المهنة ضياء رشوان بفارق 825.

الدموع تحجرت فى عيون أعضاء الحملة الانتخابية لـ«رشوان»، البعض تنحى جانبا

واختلى بنفسه وأجهش فى البكاء، حتى خرج هتاف «يكفينا شرف المحاولة.. كنا شباب بيحارب دولة»

من صديقنا الصحفى المتحمس محمود بدر، ليعيدنا مرة أخرى داخل الصورة

رفع شباب الصحفيين على الأعناق بدر الصغير، كما كنا ندعوه لنميزه عن عمه عمرو بدر الكبير

كان الاثنان عضوين

معنا فى حملة رشوان الانتخابية، التى ضمت أيضا طارق سعيد وأحمد عاطف وتامر هنداوى

ومحمد الجارحى ورضوان آدم وعمرو عبدالغنى وأبوالفضل الإسناوى وغيرهم، هتف محمود وهتفنا خلفه

وأقنعنا بعضنا البعض أن ما حدث جولة من جولات معركة الوطن، وأن الشباب سيحسمها

رغم أنف رافعى شعار «الكبير كبير مش عايزين تغيير».

مرت على تلك الواقعة نحو 7 سنوات، جرت خلالها فى نهر الوطن مياه كثيرة

سقط مبارك وطرد مكرم من مبنى النقابة خلال أحداث الثورة، وأصبح رشوان نقيبا بعدها بثلاث سنوات

وقاد بدر الأصغر حركة تمرد ضد حكم الإخوان، والتى كانت أحد أسباب سقوطهم «نظريا على الأقل»

ثم صار عضوا بلجنة الخمسين فعضوا بمجلس النواب، بينما اكتفى بدر الأكبر برئاسة تحرير موقع بوابة يناير.

التقيت عمرو بدر قبل اعتقاله بدقائق مع صديقى طارق سعيد فى مقر اعتصامه مع زميله محمود السقا، بنقابة الصحفيين، تذكرنا هتاف «كنا شباب بنواجه دولة»، والأحداث التى تلته

وقال لى بدر: «ما زالت المعركة للشباب يا سعد، إحنا كبرنا، وفيه جيل جديد هيكمل معركة تحقيق الحلم، جيل لا يخشى المواجهة، ويصر على استكمال ما بدأناه قبل 25 يناير»، كان ردى «إحنا لسه شباب يا بدر».

خرجت مع طارق سعيد وتركنا بدر والسقا فى النقابة، وبعدها بدقائق معدودات اقتحم بلطجية

وزير الداخلية المقر المحاصر، واعتقلوهما بعد الاعتداء على من كان بالنقابة، كرة الثلج تدحرجت

مع استفزازات الدولة ومؤسساتها للجماعة الصحفية التى شعرت بالإهانة، فصعدت من مواقفها

ضد سياسة تكميم الأفواه، فالجميع يعلم أن تهمة النقابة هى احتضان سلالمها لمن قال لا لاتفاقية العار

التى تقضى بتسليم جزيرتى تيران وصنافير إلى آل سعود، وأن ما جرى ما هو إلا عقاب لها على موقفها وموقف أعضائها.

فى المقابل خرجت بعض الأصوات الضالة من كتائب الأجهزة الأمنية وعواجيز مبارك ورجال أحمد شعبان، لتبرر إهانة الشرطة للمهنة وإصرارها على كسر إرادتها.

أحدهم وهو من تيار الشباب الذى يحركه أحمد شعبان بـ«بوست» صباحى أو رسالة «sms» مسائية

كتب مقالا يحرض فيه على نقيب الصحفيين، ومجلس النقابة ويتهمهم فيه بالتستر على هارب من العدالة

وآخر زعيم لحزب من دكاكين يسار صفوت الشريف التى انتهت صلاحيتها، أعتبر أن قرارات مجلس النقابة

التى صدرت أمس غير ملزمة، وعلى النقيب أن «يبلها ويشرب ميتها»، وثالث دشن جروب تحت عنوان

«تصحيح المسار»، جمع فيه «الأمنجية والسبوبجية»، وضم عليهم عددا من «المواطنين الشرفاء»

وتفرغ لتوجيه السباب والشتائم لأبناء مهنته، بالطبع هؤلاء معذورون، فالغيرة تقتلهم لماذا يقفون وحدهم مع الرصين، بينما يبقى زملاؤهم مرفوعو الهامة؟!

الشباب الذين واجهوا دولة مبارك اتخذوا مواقعهم فى نقابة الصحفيين، أمس

قادوا اجتماع أعضاء الجمعية العمومية، اقترحوا القرارات ومرروها، حملوا رئيس الجمهورية مسئولية

ما جرى، لأنهم لم يقتنعوا بأن وزير الداخلية يمكنه أن يتخذ قرارا باقتحام مقر النقابة دون الرجوع إلى الرئاسة.

رفع شباب الصحفيين سقف مطالبهم، ولن يفرطوا فيها، وأحداث السنوات الخمس أثبتت أن قطار الشباب يفرم كل من يقف أمام حلمه، ويسقط كل من لا يحقق مطالبه.

من مقال صديقى عمرو بدر الأخير “امسك فى حلمك”:

“لا عليك.. اهرب من عقم التحليلات والجدليات الفارغة وتمسك.. تمسك فقط بالمثل العليا والخير والعدل والحرية والضمير فهى التى ستنتصر فى نهاية المطاف.

لا عليك.. دعهم يتحدثون بسخرية عن هؤلاء المجانين، الذين يحلمون بأن يصبح الغد ملكا لأحلامهم، فالمجانين انتصروا كثيرا، والمجانين عليهم ألا يستمعوا إلى العقلاء ولا لصوت العقل، فالعقل فى أوطان محاصرة بالجلادين والطغاة أشبه بصك استسلام للعبودية.

لا عليك.. ستصبح مطاردا وسجينا وطريدا ومتهما وخائفا، لكن من قال

إن هذا الحلم الوردى الجميل الذى يحاصرك وتحتضنه كل يوم قبل النوم ليس نجما بعيد المنال

من قال إن الوصول إلى غاية الحياة فى الحرية والعدل والجمال ليس هدفا له من الأثمان

ما يقض مضجعك ويقلب حياتك رأسا على عقب.. وما أبسطه من ثمن.

لا عليك.. ستتصارع بداخلك المشاعر، فالإحباط سيتصارع مع الأمل، واليأس مع الرجاء

والأمنيات الجميلة مع الواقع القاتم، لن يحسم هذا الصراع الإنسانى إلا هذا الحلم الإنسانى

لن يهزم أعداء الحياة إلا هؤلاء المتمسكون بحقهم فى الحياة، الإحباط سيسقط صريعا فى نفس اللحظة

التى ستترك العنان لخيالك لترى أجيالاً تعيش فى جنة خضراء عمادها الحرية والعدل والحب.

دعك من الجدل والتحليلات والحسابات الكبيرة وتحصن ببساطة الأحلام وقدرتها على التحقق.. وستتحقق”.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.