الخميس , مارس 28 2024
منير بشاى

إفتراءات لواء سابق ضد أقباط المهجر

حجم الأكاذيب التى ألصقت بمن يطلقون عليهم أقباط المهجر على مدى السنين لا تقع تحت حصر.
وقد تعودنا عليها خاصة من صغار الاعلاميين وأشباه الأمنيين الذين عندما تعوزهم الكفاءة لاثبات وجودهم يلجأون للكذب والتلفيق بهدف الحصول على سبق مزيف سرعان ما يجف مثل اوراق التين امام شمس الحقيقة فيظهر خزى عريهم .
اليوم نحن بصدد تكرار لهذه الظاهرة وبطلها هذه المرة لواء سابق بالشرطة هو حمدى البطران وتضمنها كتابه الجديد وعنوانه “الملف القبطى“.
وفى الكتاب اشارة الى “أقباط المهجر” الذين لم يجد شيئا ايجابيا يقوله عنهم مع انه لو اراد لوجد انهم حققوا فى نصف قرن نجاحا مهنيا واقتصاديا ، وعلميا جعلهم من أكبر الأقليات الأمريكية نجاحا، متفوقين فى ذلك على جماعات لها فى امريكا مئات السنين .


ولكن الكاتب وجدها فرصة لأن يظهر حقده فينسب لأقباط المهجر أكاذيب جعلته يتفوق فى الكذب على من سبقوه
(وربما من سيلحقوه) وينتزع من أبو لمعه الأصلى المقدرة على الفشر وإن كان لا يضارعه فى خفة الظل.
قال البطران عن أقباط المهجر أنهم “يعملون كأصابع لبعض القوى الخارجية”.


واضاف إن أقباط المهجر قد قاموا بتفجير كنيسة القديسين باإاسكندرية بهدف الحصول على مطالب فئوية للأقباط.
من الغريب أن تختفى هذه المعلومات طوال السنين حتى يقرر سيادة اللواء أن يكشف عنها الآن.
وواضح أن هذه المعلومات لها توقيتها الخاص عنده.


فأولا: هى وسيلة لإثارة الرأى العام بقصد تحفيزهم لشراء كتابه الجديد.
وثانيا : قد تكون وسيلة أمنية لتمييع التحقيقات التى فتحت فى قضية تفجيير كنيسة القديسين والتى لم تعلن نتائجها حتى الآن.


وهنا يجىء هذا الكتاب وهذا الكاتب ليضع مسئولية الجريمة بكاملها فى أحضان الأقباط أنفسهم.
وبذلك يكون الأقباط الضحية وأيضا الجانى
ومن جانبنا نقول للرجل أن يتبع كلامه النظرى فى الكتاب بأدلة ملموسة على أرض الواقع.


ليس هذا فقط بل نطالبه أن يحوّل القضية الى القضاء ليصدر الحكم على كل من يثبت ضلوعه فى هذه الجريمة حتى يحصلوا على أكبر عقوبة يسمح بها القانون.


واذا كان مرتكب الجريمة قبطيا فيجب أن يحاسب ويعاقب.
بل اضيف أن جريمة القبطى ضد أهله يجب أن تنال عقوبة أشد لأنها الى جانب كونها جريمة فهى تحمل طابع الخيانة.


ومن ناحية أخرى من يثبت استخدامه للجريمة لترويج الأكاذيب لاغراضه الخاصة يجب أيضا أن لا يفلت من العقاب
الصارم
حادث كنيسة القديسين مار مرقس والبابا كيرلس خاتم الشهداء فى سيدى بشر بالإسكندرية والتى وقعت بعد عشرين دقيقة من منتصف ليلة راس سنة 2011 كانت من أبشع الحوادث الإرهابية التى ارتكبت ضد أقباط مصر.
هل يعقل أن يقوم بهذا العمل الخسيس قبطى ؟


وهل يعقل أن يكون الدافع لهذه الجريمة هو الحصول على مكاسب فئوية لأقباط مصر؟ اى عقل يصدق هذا واى منطق يقبله؟
وما معنى تحقيق “مطالب فئوية” للأقباط ؟ هذا التعبير يكشف تحيّز الرجل وتعصبه.


“مطالب فئوية” معناها الحصول على امتيازات خاصة لفئة من الشعب تفوق ما يتمتع به بقية افراد الشعب.
فهل مطالب الاقباط تتعلق بمحاولة التفوق فى الحقوق على غيرهم ؟ إن كل ما يطمع فيه أقباط مصر أن يحصلوا على حقوق المواطنة التى تساويهم مع اخوتهم المسلمين.


مطالب الأقباط هى حق كل مصرى ولم تكن يوما مطالب تخصهم وحدهم كفئة وتميزهم عن غيرهم من أبناء هذا الشعب.
المطالب نفسها ليست فئوية وإن كانت تخص فئة مهضومة الحقوق.


وهذه مغالطة كبرى للرجل فى كتابه تضيف الى مغالطاته الكثيرة.


تقول التحقيقات المعلنة عن حادثة تفجير كنيسة القديسين ان سيارة من طراز سيلفيا مكتوب عليها فوق الزجاج الخارجى “البقية تأتى” وقفت امام مبنى الكنيسة وخرج منها رجلان وبعد ذلك انفجرت السيارة.


أما الرجلان فقيل أن احدهما كان يحمل عبوة ناسفة فجرها داخل الكنيسة بعد حوالى 20 دقيقة من بداية العام الجديد.


وهذا ما أكده فى 5 يناير 2011 حبيب العادلى وزير الداخلية فى ذلك الوقت

وكانت قد صرحت اجهزة اعلامية ان منظمة القاعدة قامت باصدار الاوامر عن طريق “دولة العراق الاسلامية” بضرب كنيسة القديسين
وفى 23 يناير 2011 اعلنت سلطات التحقيق المصرية ان الذى دبّر العملية هى منظمة جيش الاسلام الفلسطينى عن
طريق شاب مصرى اسمه “أحمد لطفى ابراهيم” من مواليد الاسكندرية سنة 1984

وقيل ان التفجير كان مؤامرة دبرها حبيب العادلى نفسه بغرض تاديب الاقباط واستخدم فى تنفيذها “جماعة جند الله”
والمنفذ كان رجلا اسمه “أحمد محمد خالد”

ولكن أن يجىء اللواء حمدى البطران بعد حوالى 5 سنوات ونصف ليقول لنا ان اقباط المهجر وراء هذه العملية فهو خيال بوليسى خصب ينم عن عقل مريض.


هل يقبل العقل ان اقباط المهجر يقتلون 21 من اهلهم ويجرحون 97 آخرين بهدف احراج الحكومة المصرية ولكى يحققوا للاقباط بعض المطالب؟ هل المطالب مبررا مقبولا لسفك دماء الابرياء؟

إن هذا كمن وصفه المثل الانجليزى He cuts his nose to spite his face وترجمته “يقطع انفه ليغيظ وجهه” وهو عمل لا يقوم به سوى الاغبياء وأقباط المهجر- يا سيادة اللواء- ليسوا اغبياء ولا خونة لأخوتهم الاقباط ولا لبلدهم مصر

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.