جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
المنيا : علاء سليمان
باتت ابوقرقاص جنوب المنيا ليلة حزينة حيث انفجرت محطة الوقود وأسرع عم فرغلي العامل بالمحطة بالتعامل مع الموقف إلا أن النار التهمته دون شفقة ولكنه أنقذ ابوقرقاص من كارثة حقيقية
وداعاً عم فرغلي،،، من لهيب الدنيا الي بٓرد الجنة
بات ليلته الماضية ممنياً نفسه وذويه بأيام جميلة سوف يرتعون فيها ويسعدون بقربه ،واعدٓهم ان يحقق لهم ما تاقت اليه نفوسهم ؛ فصغيرته التي قبّلته وأطالت قبضة ذراعيها الصغيرتين وهي ملتفة حول عنقه وكأنها تودعه بأنفاسٍ هي كالنسمات، وأعدته ان تشاركه طعام العشاء بشرط ان لا يتاخر عنها حتي لا يصرعها النوم فتخلد اليه وتُحرم من صوابع ابيها التي تنتظر ان تداعب شفتيها وهو يسابقها بلقمة ترتفع الي فيها الصغير الذي لا يجد للحياة طعم بدونها.
رحل الأب والسند والملاعب والمداعب والرب لاسرته الصغيرة دون ان يستأذنها ف الغياب ، رحل بعدما وافته المنية واقفاً علي قدميه التي سابقت لعمل يكتب له في صحيفته انه من العظماء ،ويضعه في مصاف الشهداء باْذن من الله وفضله ،وكيف لا وهو المستقبل لأكثر من الف شخص ممن ينادونه باسمه وكنيته وبعض شمائله ،فالجميع يعلم انه معطاء جواد ،شهم اصيل ،يقضي وقته بجوار اللهيب للبحث عن لقمة عيش لذويه ،لم يتوان ولو للحظة بل سابقت قدماه مركز التفكير وراح يستبق الأجل ليمنع كارثة كادت ان تحدث في غفلة من الجميع ،لكنها إرادة الله وحكمته ان تلتهمه النيران لتكون لقيماته لابنته بالامس هي لقيمات الوداع وحضن قلبها الصغير هو الاخير ليذهب الي ربه شهيداًً مغواراً ضارباً اروع الأمثلة ف التفاني والاخلاص……..
نسأل الله العلي القدير ان يُثًقّل موازينه وان يبدله داراً خيراً من داره واهلاً خيراً من أهله ،وان يلهم أسرته وبنيه الصبر والسلوان ،وان يُلحقنا به علي خير
