الخميس , مارس 28 2024

سلفنى ضميرك لو سمحت !!!

بقلم : جرجس ثروت

في كل مناسبة وحكاية تلاقى بسلامته وسلامتها يمط رقبته لقدام ويمصمص شفايفه ويقول : فين راح الزمن الجميل ؟؟؟ وياريت الأيام دي ترجع تانى , كانت حتى الأفلام والأقلام كلها حلوة وبتعكس مصر الحلوة , كانت الدنيا جميلة والشوارع والأتوبيسات فاضية وعلى شط النيل عاشق ومحبوبته بياكلوا بليلة قبل تتغير مصر ويتقلب حالها بين نهار وليلة , كانت الرواية تتكتب بمزاج والفيلم يحرك أوتار القلوب وتعزف عليهم الغنوة أجمل الألحان وفيها القلوب بتدوب , الست والعندليب والأطرش زمانهم كان جميل لأن اللي عاشوه كانوا أجمل , كان فيهم حب الخير والجمال وحب الحياة كان اشمل , كانت الأغنية تتكتب في ليلة لكن بفن وتتوزع وتتلحن بإحساس وعشان كدا كانت تطلع تجنن , كان فيه كتير اللي يقول عيب يا ولد لما يشوف الغلط , وما كنش فيه وأنا مالي خليني في حالي , وبعد كل طناش مال الحال وضعت أنا وعيالي , كانت الناس زى بعض غلابة قبل ما يظهر في وسطهم الديابة وقبل ما تتقلب وتبقى غابة , كانوا تحت لمبة جاز أو تحت كلوب عمود في الشارع بعد أكلة فول مهما كانت صبح وليل معاها رضي الحال والشكر كان موصول , كان المُعلم مقامه كبير وللبليد يرفض يدى مخصوص الدروس وكان شايف الكام ملطوش اللي أخر كل شهر بيقبضهم كتير , وكان له هيبة قبل ما تحصل الخيبة ويدخن التلميذ في وشه السيجارة بعد ما كان يشوفه معدي يستخبى في الحارة , والمحامى كان حقاني وبيشتغل في وزارة الحقانية ويصرف حتى من جيبه على القضية , وكانت العدالة صوتها عالي تتطبق على ابن الفقير وصاحب المعالي , وكان الدكتور إنسان ويحلف بحياته الناس وبيضحى براحته عشان ينقذ المحتاس , كان الشرطي بالوردية يزعق بعلوا الصوت مين هناك وكانت تطمن وتنام على حسه هي وعيالها سعدية وبدرية قبل ما البلطجي على الغلابة يسيطر وقبل ما عم رزق يعرف يسهر , كان العامل يصحى فرحان بيومه ومش مهم يكمل نومه , كان فكره في ماكينته بالمصنع قبل ما يتقفل بالضبطة والمفتاح وصوت صدأ الباب الحديد يطرقع , وكان العيش يوصل لغاية البيت قبل ما يطفح بالعيال البيت , كان الفلاح سعيد الأرض تديه الوش وأجمل واكبر ما في العِرش إذا كان بطيخ ولا قوطة ولا خيار قبل ما تسيطر الكوسة ويبقى عملها جبار , الزمن الجميل إحنا اللي طردناه وضيعناه والعليل ضيعنا وعشان كدا مش هيتصلح الزمن إلا لو أتغيرنا لازم للجمال والحق والخير نرجع ونستناه قبل ما يفوت الآوان والكل يصرخ ولا تنفع حتى قولة أه , لو كانت الأخلاق غابت وراحت لازم ترجع والبنت والولد في بيته قبل برا بالحنان والحب يشبع , والضمير نستدعيه لو غاب , ويكون فيه بديل جاهز اسمه القانون ويتعمل له حساب وبغير كدا مهما عملنا مش هنفلح ولا الحال هيتصلح !!!

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.