الجمعة , مارس 29 2024

نادية خلوف تكتب : قدّموا الكثير للإنسانيّة، وتسبّبوا بالتّعاسة لأسرهم

قدّموا الكثير للإنسانيّة، وتسبّبوا بالتّعاسة لأسرهم

كان بودّي أن أعمل دراسة عن بعض الكتّاب والشعراء العرب، ثم عدلت عن الفكرة كوننا نقدّس الأشخاص، وربما أقتل على يد عاشق لنزار قباني، أو ثائر بكلمات محمود درويش، أو متفاخر بكتابات الماغوط، ولا شكّ أنّ كلّ من ذكرتهم لهم أثر في الأدب ، والأدب الثّوري، لكنّهم ليسوا آلهة طبعاً، هم آلهة بنظر الكثيرين لذا نتجنب الخوض في حياتهم وسيرتهم الذّاتية.

 عندما تضيق بنا المساحة نلجأ إلى مساحة أخرى ، ربما مساحة أكبر وأهم، يبقى العالم ، والباحث  مفيداً للإنسانية كلّها، وسوف أتحدّث عن بعض هؤلاء الذين قدّموا للبشرية كثيراً كالنّظرية النّسبية لأنشتاين مثلاً .

نتحدّث عن العلماء، والمشاهير بنوع من التّقديس دون أن ننظر إلى نصف الكأس الفارغ، أو سلبيات بعضهم في الحياة ، لو بدأنا بأنشتاين الذي  تزوج  من زميلته عالمة الرياضة والفيزياء ميلفيا مارك ، وأنجب منها 3 أبناء وكان  التعاون بينهما في مجال الأبحاث الرياضية هو الذي أثمر النظرية النسبية ، وقد قال لها عندما كان سوف يستغلّهاو يأخذ أبحاثها:”كم سأكون سعيدا وفخورا عندما يتحول عملنا معاً حول معركة النسبية إلى نظرية علميـة!”

عندما انتهت مصلحة أنشتاين  معها وأخذ كل شيء تحول الحب إلى كراهية، وبدأ يسعى إلى إبعادها من عالمه . هو لم ينكر،  يقول عن نفسه : إننـــــي شخص مستغل ومستقل عن الدولة والوطن والعائلة والأصدقاء، وقلبي ليس معلقا بشيء. بل حتّى أنّ أبناءه لم يكونوا يعنون له شيئاً.

 رفض ابنه لقاءه  عندما طلب منه ذلك ، لكنه بدوره  تمنى لو أن إدوارد لم يولد لأنه مرض بانفصام الشّخصية بعد طلاق والدته ، وقد عبّر أينشتاين عن صعوبة تقبله لإصابة ابنه إدوارد. وفي رسالة إلى زوجته الثانية عبّر لها  عن مدى حبه لابنتها مارجو، وقال لها: “أشعر بحبّها  كما لو كانت ابنتي، وربما من الجيد أنها لم تكن ابنتي وإلا كنتأفسدها بالدلال  الزائد. “

أمّا فرويد  فقد كان يعتبر أنّه من السّذاجة المطالبة بتحرير المرأة ، وهاجم  كتاب “استعباد النساء” للمفكر البريطاني، جون ستيوارت مِل، والذي دعا فيه في وقت مبكر، عام 1869، لتحرير المرأة ومساواتها بالرجل، ودخولها لسوق العمل.

أما عن المشاهير فحدّث ولا حرج فقد كان نيلسون مانديلا  يضرب زوجته الأولى ويتركها أياماً وليالي  مع ابنها إلى أن غادرته إثر ضربها بشدة في إحدى المرّات ، ثم تزوج الثانية وتخلى عنها بعد سجن أبيها .وفي سيرته الكثير من الجوانب السلبية تجاه النّساء . بل إنّ باراك أوباما الذي لم يقدّم للبشرية سوى الحروب والفقر قد تطلّقه زوجته بعد انتهاء ولا يته وتعيش بعيدة عنه لكنّها باقية معه من أجل بناتها حسب بعض الشّائعات .

من تحدّثت عنهم ليسوا استثناء ، لكنّ المساحة لا تتّسع لأكثر، وبدلاً أن نصف بعض من نتحدّث عنهم بالعظمة ، علينا أن نسلّط الضوء على أمورهم الإيجابية ، والسلبية ،  ونتخلى عن مفهوم قدسية الأفكار والأشخاص.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.