الخميس , أبريل 25 2024
منير بشاى

ترامب أم هيلارى – أيهما نختار؟

فى يوم الثلاثاء 7 يونيو 2016، حسمت التصفيات فى الانتخابات المبدئية للرئاسة الامريكية لصالح ترامب فى الحزب الجمهورى وهيلارى فى الحزب الديمقراطى. واشتعلت المعركة الانتخابية بين الطرفين حتى قبل انعقاد المؤتمرات النهائية للحزبين واعلان كل حزب رسميا عن مرشحه. ويتقابل الطرفان فى الانتخابات العامة فى نوفمبر 2016 ليصبح احدهما الرئيس الأمريكى الجديد.

والى ان يتم هذا سنقرأ العديد من التحليلات ونسمع الكثير من التعليقات تناقش الموضوع وتقدم تقييمها حول اى المرشحين يستحق ان يسكن البيت الابيض ويدير المكتب البيضاوى.

هذا المقال هو محاولة لالقاء الضوء على المرشحين. ولكن الى جانب العيوب والمحاسن، هناك عامل قد يكون له التاثير الاكبر فى الفوز، وهو اى المرشحين يمثل اللحظة الصحيحة. ولنا فى انتخاب الرئيس اوباما خير مثال لأنه عندما ظهر كان على موعد مع القدر فى اللحظة التى كان الشعب الأمريكى يبحث عن مرشح أسود البشرة وكان اوباما هو المنتفع من تلك اللحظة.

بالمثل تحاول امريكا اليوم ان تنتخب اول امرأة تشغل هذا المنصب فى التاريخ الأمريكى. فهل ستنجح هيلارى فى اغتنام هذه اللحظة لتصبح تلك المرأة؟ ومن ناحيته فقد ظهر ترامب فى لحظة فارقة من تاريخ امريكا حيث تدهور وضع امريكا فى العالم وفقدت الكثير من دورها الريادى وفى نفس الوقت اصبحت تعانى من ازدياد وتيرة الارهاب وتدهور الاقتصاد وانتشار البطالة مع تزايد العمالة غير الشرعية فجاء ترامب حاملا الشعار انه سيغير امريكا لتصبح عظيمة مرة أخرى. فهل سينجح ترامب فى اقناع الناخب الامريكى بأنه قادر على تغيير امريكا للافضل؟

بداية، اعترف اننى لم اكن أظن ان ترامب شخصية جادة او ان له فرصة كبيرة ليصل حتى الى ما وصل اليه. كنت أظن ان نجمه الذى توهج فجأة سيخبو ثم ينطفىئ بنفس السرعة. هذا خاصة انه بدأ فى اصدار تصريحات معادية لجماعات لها وزنها داخل المجتمع الامريكى مثل الذين من اصول مكسيكية فقال عنهم ان المكسيك ترسل لنا من عندهم المشكلات فياتون ومعهم مشكلات المخدرات والتحرش والجريمة. ووعد ببناء سورا كبيرا على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك لمنعهم من الدخول. وهو مشروع ضخم يشكك البعض فى امكانية تنفيذه.

ولكن اتضح ان للرجل تبعية تفوق ما ظننت، وقد نجح فى ان يقدم لاتباعه الرسالة التى تروق لهم. فمثلا بالنسبة لمواجهة امريكا الحالية الفاترة مع الارهاب وعد ترامب بان يصعدها وينهى وجود داعش بسرعة وجدّية تختلف تماما عن تناول ادارة اوباما للمشكلة. ولكن من تصريحاته المثيرة للجدل قوله انه سيمنع دخول المسلمين لأمريكا الى ان يتم التأكد من عدم انتمائهم للارهاب. وايضا قوله إنه سيغلق المساجد التى يثبت صلتها بالارهاب. ولكنه عاد ليستدرك قائلا انه كان يقدم مجرد توصيات وأن القرارات النهائية هى من اختصاص الكونجرس.

الغريب فى الأمر ان اسلوب ترامب الصريح والذى يصل احيانا لدرجة التصادم قد وجد من يقدره من بين الشعب الأمريكى. فظهر ترامب على انه الرجل الذى يبتعد عن زيف السياسة فيقول ما يعتقد ويعتقد ما يقول. وقدم ترامب نفسه على انه المرشح الذى اتى من خارج المؤسسة السياسية فى واشنطن والذى يهدف لاصلاح ما افسده السياسيون.

جزء من شعبية ترامب يرجع الى انه استطاع ان يلعب على اوتار مخاوف الامريكيين من كل من هو اجنبى. هذا التوجه مزعج وهو يقوى من افكار جماعات عنصرية متطرفة فى المجتمع الامريكى من الذين يؤمنون بتفوق الانسان الابيض ًWhite supremacists وهم الذين يكرهون المهاجرين من غير البيض ويعتبروهم اجانب مهما طالت مدة اقامتهم بامريكا. هذا رغم ان كل من فى امريكا (ما عدا الهنود الحمر) مهاجرون.

اما هيلارى ففى صالحها انها تحقق امنيات الكثيرين فى أن دور المرأة قد حان لتتبوأ منصب الرئاسة. وهى تبدو مؤهلة من حيث الخبرة لهذا المنصب فهى التى كانت سيدة امريكا الاولى على مدى 8 سنوات خلال ولايتين ناجحتين لزوجها بيل كلينتون. ثم انتخبت نائبة بالكونجرس عن ولاية نيويورك ثم عينت وزيرة الخارجية الامريكية خلال الولاية الاولى للرئيس اوباما. وهى تفتخر بخبرتها السياسية كجزء من المؤسسة السياسية بواشنطن ولكنها ايضا تتحمل عيوبها.

ولكن ادائها كوزيرة للخارجية لم يخل من السقطات ومنها عدم تأمينها للايميلات السرية الهامة التى تبادلتها مع كبار المسئولين فى العالم. وايضا عجزها عن ارسال قوات لحماية سفير امريكا فى ليبيا الذى قتل على ايدى الثوار بطريقة مهينة. بل انها مع الادارة الامريكية لم يحاولوا حتى تحديد هوية المتورطين فى اغتيال السفير الامريكى والقيام بضربة تأديبية ضدهم تحفظ لامريكا هيبتها.

تقول احصائية قام بها مركز جالوب ان 48% من الشعب الأمريكى قلقون من احتمال حدوث عمليات ارهابية. وفى تقديرى أن الامر سيتبلور فى اى المرشحين نستطيع ان نثق في قدرته على التعامل مع الارهاب؟ هل هو ترامب الذى قدم وعودا وان كنا لا نعلم ان كان قادرا على تنفيذها؟ ام هيلارى التى لم تقدم اى وعود ولكن نعلم انها عندما وضعت على المحك كان اداؤها ضعيفا مخزيا؟

طبعا لا أدعى معرفة الغيب ولا اعرف من سيفوز بالرئاسة الامريكية. واعلم ان اى شىء يمكن ان يحدث بين اليوم ويوم الانتخاب ليغيّر من مجريات الامور. ولكن يعتقد المحللون انه لوتعرضت امريكا لاعتداء ارهابى قبيل الانتخابات فهذا سيقوى من فرص ترامب فى الفوز. وحتى فى الظروف العادية، ومع ان كلا المرشحين له عيوبه، ولكننى اعتقد ان عيوب احدهما اخطر من الآخر. ولذلك فبناء على ما لدينا من معطيات، فان صوتى سيذهب لصالح ترامب. هذا خاصة ان هيلارى وعدت ان تستمر فى سياسة اوباما، وانتخاب هيلارى معناه اعطاء اوباما ولاية ثالثة، وهو ما لا اريده.

لا.. لن اشارك الهندوس اعتقادهم ان ترامب هو مخلص العالم الموعود من الارهاب. ولن اوقد له النار وارقص حولها كما يفعلون داعيا الآلهة لتمكينه من الحكم. صلاتى هى لمخلص العالم الاله الحقيقى وحده ان يتغمدنا برحمته وان يعوضنا عن العيوب التى نعلم انها موجودة فى اى من المرشحين اللذين بالتأكيد سيكون احدهما الرئيس الأمريكى القادم

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.