الجمعة , مارس 29 2024

* يا مرارتي يا مامتي *

في وقت المحَن الشديدة التي تأتي علي البلاد من الخارج نري العَجَب: يذوب عُنصري الأمة ( مسيحي ومسلم ) في بوتقة واحدة ( المحبة ) و تختفي كلمة مسلم ومسيحي وتطفو علي السطح من جديد عبارات الود والحب والتأخي: كالنسيج الواحد، والوحدة الوطنية، ويظهر مرقص من جديد بعدما كان مُهمشاً وكاد أن يُنسي. وترتفع رايات الوحدة: الهلال يعانق الصليب في مشهد تدمع له العيون . وتعلو الصيحات : ( يحيا الهلال مع الصليب ) . وتمتلئ المساجد والكنائس بالمسيحيين والمسلميين يد بيد، ويعتلي القسيس منبر المسجد ويعظ عن المحبة والأتحاد، ويعتلي الشيخ منبر الكنيسة ويخطب عن الوحدة والنصاري الذين أقربهم مودة للذين أمنوا ومنهم القسيسين والرهبان وهم لا يستكبرون، وتعيش الدولة أزهَي أوقات المحبة بين الشعب بأكمله، وبعد أن ينجلي الخطر الداهم، فجأة وبدون أي مبررات: ينشق النسيج الواحد، ويخبو مرقص من جديد ويتم تهميش وجوده، ويسقط الصليب من الرايات ويبقي الهلال وحده يعانق الهواء!!! وتختفي مصطلحات الوحدة والمحبة وتغرق في قاع سحيق!!!
وتظهر بدل منها مصطلحات جديدة كالكفرة والمشركين ويُعامل الأقباط أحقر مُعاملة: تُخطف بناتهم، ويُقتل أولادهم علي أبواب الكنائس في أسعد أيامهم ( الأعياد )وتُحرق الكنائس والبيوت مع كل أشاعة حب ( مش فيلم يوسف وهبي ) ويُهجرون من بيوتهم تحت مَرأي ومسمع ومباركة المنوط بهم حمايتهم ( الحكومة ) .
فأي منطق هذا ؟؟؟!!! بل أين المنطق في هذا؟؟؟!!!
بكل أسف أختم وأقول: انتحر المنطق بعدما لطم خديه!!!
***********
ميلاد ثابت إسكندر
فنان تشكيلي
وأشكيلك

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.