السبت , أبريل 20 2024
Amal farag
أمل فرج

خيانة عظمى .

بقلم / أمل فرج

سواء تصالح المجتمع مع الإخوان أو لم يتصالح ، هل يغير ذلك من عقيدتهم عبر التاريخ عن فكرة
الوطن والوطنية التي لا يؤمنون بها ؟! هل يغير ذلك من أفكارهم ومبادئهم وقناعاتهم التي هي في الحقيقة من صميم تكوينهم وطباعهم الراسخة .. لا عجب في مساعي الإخوان اليوم للمصالحة مع المجتمع ؛ فهو مشهد مكرر على مدار التاريخ على ما كان منهم ، وأيا ما كان منهم ، وما شهده التاريخ على أفعالهم ومعتقداتهم ، ولكن العجب العجاب أن يُراود البعض ولو مجرد التفكير من بعيد في فكرة المصالحة

حتى وإن حاولوا وضع ضمانات ومطالب لمراجعة الإخوان لأيديولوجياتهم وعقيدتهم نحو الوطن ، فهل هذا من العقل أوالوفاء أوالوطنية أوالأمانة في شيئ بعد ما تكبده الوطن في شتى بقاعه، وانهيار أركانه على أيدي هؤلاء ، خاصة وقد نزفت دماء أبنائه على أرضه دون أن يتحرك في وجدانهم شيئ من الضمير يردعهم ، أرى أنه طرح شديد السذاجة والاستخفاف بنا كشعب ، وبالوطن الذي مزقوا أمنه وأمانه 

هذا الطرح يجعلنا أمام مشروع خيانة عظمى لدماء الشعب وأمنه واقتصاده ، ما أشد سخافة أن أتحمل سذاجة أن أضطر أن أتساءل : ألم يتعلم من يُطالبون بالمصالحة من صفحات التاريخ وما يشهده عليهم ، ألم يلاحظوا حتى الآن أنهم أمام مشهد يكرره علينا مسرح الإخوان على مدار الزمان ؟!

أنا ـ كمواطن ـ أرفض التنازل عن حقي في القصاص أمام كل لحظة ذعر أصابني فيها إرهاب هؤلاء في ذلك العهد الأسود وفيما قبله حتى يصلوا إلى سدة الحكم ، لن أفرط في حقي في المطالبة بالقصاص عن كل قطرة دم أُريقت ويتمت مَن يتمت ورملت مَن رملت ثمنا لخروج الإخوان إلى ساحة المشاركة من جديد 

نحن اليوم نعيش الاقتصاد الأسوأ لنسدد ضريبة تخريبهم وحرقهم للبلاد ، ولا عجب فهم لا يعترفون بمبدأ الوطن فهان عليهم حرقه وخيانته بالتآمر مع الغرب ، الأمر الذي تسربت أدلته وما أصبح من المجدي إنكاره أو المجادلة بشأنه .. وهؤلاء الذين ينادون بالمصالحة حقنا لدماء الجيش والشرطة ، ألاترون أنكم تعترفون أمام العالم برعايتكم للإرهاب ومباركتكم للتعاون مع الخونة من جديد ضعفا وجبنا ليس من شيم الرجال .. وكأنكم تطالبون الشعب بالخضوع للقتلة ورفع راية الاستسلام لأفكارهم وقناعاتهم الفاسدة تجاه الشعب والوطن والدين 

لا مصالحة مع الإخوان بشرط أو دونما شرط ، أصبح من الساذج جدا ، بل ومن السّفه طرح مثل هذا الطرح ، لماذا تصرون في كل مرة على ارتكاب حماقات لا يغفرها التاريخ ، وكأنكم تسكنون في غيابات الجُب على مدار عهود طويلة !
كيف يطرح مَن يطرح هذا النوع من المصالحة دون التفكير في المصلحة العليا للوطن ؟!

ودون تفكير في أمر كل مواطن سالت دماء ذويهم على أيدي هؤلاء ، ألم يفكر المنوط لهم الأمر أو من يطالبون بالمصالحة في وقع هذا على الأسر التي فقدت أبناءها في حرب الفوضى التي ابتدعها الإخوان وغيرهم من الأحزاب المتسترة بالإسلام منذ أن خرجوا علينا في ساحة واحدة .. أرى أنه لن يطالب بالمصالحة إلا صاحب أجندة مع الإخوان أو غيرهم من الداخل أو الخارج .. فهي مبادرة لا يجرؤ عليها ذو عقل ويثير عرضها كثير من الهواجس والشكوك حول ضمائر ووطنية من يطرحها ، ومَن لم يكن التاريخ له معلما فلا يحمّل الوطن تبعات جهله .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.