الأربعاء , أبريل 24 2024

خالد المزلقانى يكتب: .” حكم الفرد المطلق “.حكم الطغاه والمستبدين

عندما يصل القائد الاستبدادي إلى سدة الحكم يكون شاغله الأول هو العمل على السيطرة والهيمنة على كافة سلطات الدولة ومقدراتها. ثم يعمل على ترويض الجنرالات والقضاة والشرطة وفرض سيطرته على مؤسساتها ويبداء بتضيق الخناق على وسائل الإعلام والعمل على إحكام السيطرة عليها وتوجيها بصنع البطولات والانجازات الزائفة والعمل على التخلص من منافسيه ومعارضيه. وجذب كل الموالين اليه لمساعدته فى السيطرة وإخضاع كل مؤسسات الدولة لحكمه وإنفراده بالتحكم على كل مقاصل وأركان الدولة , هذا هو ما يسمى ” حكم الفرد المطلق “.حكم الطغاه والمستبدين. فالطغيان والبغي يولد معه الفساد والظلم كما قال تعالى : ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ) الفجر:(10ـ12)
جاء في تفسير هذه الآيات الكريمات :” وفرعون ذي الأوتاد: أي الجنود والعساكر والجموع التي تشد ملكه. ..طغوا أي تمردوا وعتوا وتجاوزوا القدر في الظلم والعدوان . فأكثروا فيها الفساد أي الجور والظلم ” وهذه الصورة تتكرر مع كل سلطة ظالمة ، وهي أوضح ما تكون في الوجه البشع الكالح للحكم والحاكم الفرد المطلق والذي ينتشر شره وفساده في أرجاء المعمورة. والطغاة في غالب الأمر لا يجد معهم النصح والإرشاد والطاغية دائماً يكون مخدوعاً بغفلة جماهيره ، وإذعانها وانقيادها. فما يخدع الطغاة إلاغفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها. وفى حقيقة الأمر ما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانا . إنما هي الجماهير الغافلة الذليله , تمطي له ظهرها فيركب ! وتمد له أعناقها فيجر ! وتحني له رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى !
والجماهير تفعل كل هذا مخدوعة من جهة وخائفة من جهة أخرى . وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم . فالطاغية هو فرد لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين من الشعب , لو أنها شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها .
وقد جرت العادة أن الطغاة هم الذين يقررون ويأمرون وينهون . وإلا فلم كان طاغية فهذا فرعون يقول لقومه : ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)(غافر: من الآية29) فهل يسمح لأحد أن يرفع “الفيتو” ضد رأي هذا الطاغية؟ إنه مبدأ الطغيان والاستكبار والتسلط في فرض الرأي وإقناع الآخرين بأن الحق ما أراه.
ولا بد لهذا الطاغية من حاشية تسند رأيه وتصوبه ؛ بل وتحرضه على مطاردة الصالحين بحجة القضاء على محور الشر والفساد .
وأخيراً ما يمكن أن يطغى فرد في أمة كريمة أبدا . وما يمكن أن يطغى فرد في أمة رشيدة أبدا .وإن الشر مهما استعلاء وطغى وبغى فلا بد له من نهاية مريرة . والطغاة قد تخدعهم قوتهم وسطوتهم المادية ، فينسون قوة الله وجبروته ، فيهلكهم الله عز وجل فهذا مصير كل طاغية .
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء..

شاهد أيضاً

الحرحور والجحش وحمار الحكيم…

الذكريات كتاب مفتوح ووقائع مازالت تحيا فى القلوب وبقاياها يعشش فى العقول ، وعندما نسافر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.