جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
مع إعلان الروائي الجزائري واسيني الأعرج، عن موعد موسم الدخول الأدبي الجديد بصدور روايته الجديدة «نساء كازانوفا»،عن دار الآداب للنشر، خلال شهر أكتوبر 2016. وقد صدرت له مؤخراً روايته الأخيرة ، بعنوان «حكاية العربي الأخير». عن دار الآداب للنشر.
ننشر تلك المقاطع من أجواء روايته التي تحت الإصدار «نساء كازانوفا» ،والتي نشر واسيني الأعرج منها الأجزاء التالية:
-1-
سَنَواتٌ مِنْ تِيه كُنْتُ الوَحِيدَةَ مَنْ صَدَّقَتْهُ. دَعْنِي أخْتَفِي فِيكَ ثَانِينة وَاحِدَة لأرَاكَ، لأعْرِفَكَ أَكْثَر وَأنبُتَ خَارِجَكَ بِلَا نَدَم ولَا خَوْف.
-2-
مَنْ يَجْمَعُنِي لِيُعيدَنِي إلّيَّ؟
لمْ يَعُدْ شَيءٌ يَشدُّني إليّ. لَقدْ أُصِيبَ كُلّي بِكلّي، وانْتَفَى بَعْضِي فِي بَعْضِي. لَسْتُ قَطْرةَ نَدَى، بِمُجرَّد أنْ تَمُسَّ التّربَةُ نُعُومَتَها، تنْغَلقُ عَليْها مِثْل قَبْرٍ جَائِع؟ صخرةٌ كِلْسِيَةٌ أنَا، أثْقَلَها الشِّتَاءُ ورُطُوبَة التّيهِ، وعَرَقُ الخَوْفِ، ودَمْعُ اليُتْمِ، امْتَلأتْ، فانْفَجَرتْ إلَى ملاَيِين القِطَعِ. مَنْ يَجْمَعُنِي لِيُعيدَنِي إلّيَّ؟
-3-
“يَوْمَ اشترَيْتَنِي، قَتَلْتَنِي. أخذْتَ منّي كلّ شَيْء، بِماَ فِي ذَلِكَ دَمِي، أنْفاَسي، أنِيني، عَرَقِي، وبَعْضَ جَسَدِي، إِلاَّ.. أَنْ أَكُونَ لَكَ”
-4 –
أسْتَكْثِرُ فِيكَ كُرْهِي.
مَنْ قَالَ لَكَ يَا مَدْمِنَ حُزنِ النّسَاءِ إنّ الإذْلاَلَ يُنْسَى بِشَهْوَة عَابِرَة؟ كلُّ شَيْء تَغْفرُهُ امْرِأَةٌ عاشِقَةٌ بِكُلِّ حَوَاسِّها، إلاَّ أَنْ يُسْرقَ مِنْ يَدَيْها كِتَابٌ غَفَتْ عَلَيْه في ليَالي الشِّتاءِ، وَأنْ يُباعَ جَسَدُها لأوّلِ عَابِرٍ، وأَن ْيسجَنَ حلمُها فِي ظُلْمةِ الغَباوَةِ. تُرِيدُ يَا كَازَنُوفَا أنْ تَعْرِفَ كَمْ أكْرَهُكَ؟ لاَ أكْرَهُكَ. أسْتَكثِرُ فِيكَ هَذَا. لَقَد انْطَفَأتَ حتّى مِنْ ذَاكِرتِي.
-5-
كيْفَ أنْقُلُ إلَيْكَ النَّارَ التِي فِيَّ؟
مَاذا سَأقولُ لابْنِي الّذِي حَوَّلْتَهُ إلَى لَقيِط مَنْبوذٍ؟ أنْتَ لاَ تَعْرفُ شَيئا عَنْ هَذَا. سَتَعْرفُ كَيْفَ يَنتَفِضُ الرّمَادُ قَبْلَ أنْ يَتبَعْثرَ فِي سَماءٍ فَارغَةٍ، بلاَ لَوْنٍ ولا رَحْمَة. لاَ أدْرِي كيْفَ تَعَامَلْتَ مَعَ الأخْرَياتِ اللّوَاتِي سَبقْننِي إلَى هَذَا المَكاَن؟ هلْ صَمَتْنَ بِنِفَاق أمَامَ المَوتِ؟ أمْ قالَتْ كلُّ واحِدَةٍ حَرائِقَها؟ ما خَلَّفْتَهُ وراءك يَا سَيّدي لنْ يَنْتَهيَ أبَدا. ربّما كنْتُ فِي هَذا أُشْبِهُ زِينَا، لكنَّ سَارَايْ جَاءَتْ فِي عزِّ حِقْدِي وَحَرَائقِي. لَمْ أكُنْ بَدِيلَها فِي قاعَةِ الأُيِرا، ولكِنْ فِي الحَياةِ. لاَ هِيَ رَأتْني وَلاَ أنَا رَأيتُهَا. سَمِعْتُ أنَّها هَرَبتْ مَعَ فَنَّانٍ بَلجِيكِي آدْرِيَانْ، وأنْجَبتْ مِنهُ ابنةً أسْمَتْها 茉莉 مُولِي التِي تَعْنِي يَاسَمِين ، تعيشُ فِي الصَِين, حَسَنا فَعلتْ. انْسَحَبتْ مِنْ جَحِيمٍ حَقيِقي قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهَا. كيْفَ أنْقُلُ إلَيْكَ النَّارَ التِي فِيَّ؟
-6 –
كَيْفَ تَقْتُلُ امْرأةٍ عَاشِقَة؟
هَلْ تَدْرِي كَيْفَ تَقْتُلُ امْرأةٍ عَاشِقَة؟ بالسِكِّين؟ لا يَكْفِي لأنَّ رَعْشَةَ الدّمِ تَشُلّ ذائِماً يَدَيْ قَاتِلَها. أَنْ تُرْمَى مِنْ أعْلَى بِنَاية؟ سَتَجِدُ فِي الثاّنيِة الأخِيرةِ سَريرَ الرّيحِ يقَيِها مِنْ عُنِفِ الأرْتِطَامِ الكَاسِر. أن تُخنق لتُخْفَى الجَرِيمَة؟ سَتَنْبُتُ فِي الوَرِيدِ أنْفَاسٌ لم يَنْتَبِهْ لَهَا القَاتِل. أن تُمَزّق فِي السَّاحَاتِ العَامّة؟ سَتّتَحِدُ الأحْصِنَة وتُسَافِر بالضَحِيّة صَوْبَ سَمَاءٍ رَحِيمة. أنْ تُرْجَمَ؟ كُلّ الحِجَارَة يُفتتها المَطَرُ قَبْلَ الوُصُولِ؟ فَهَلْ تَدْرِي كَيْفَ يَتِمُّ قَتْلُ امْرَأة عَاشِقَة؟ أنْ تُحَوَّلَ إلَى ظِلٍّ بِلاَ رُوحٍ، تُمْسَحْ بِهِ الكُؤوس بَعْدَ لَيْلَةِ عِشْقٍ خَائنَةٍ. أنْ يُنزَعَ مِنْ عَيْنَيهَا الحُلْمُ ويُغْيَّبَ فِي حَضْرَتِهَا، وأنْ يُسْرَقَ مِنْهَا النَّهْرُ الّذِي تَسْتَحِمُّ فِيه كُلَّمَا انْغَلَقَتْ عٌلَيْهَا سُبُلُ أنْ تَشْتَهِي وأنْ تَكُون.
