الخميس , أبريل 25 2024
منير بشاى

هنا يكمن الداء!

عمل إرهابى جديد استهدف مدينة نيس بفرنسا. وكالعادة قام به شاب من اصول عربية اسلامية. وكان الضحية 85 قتيلا وما يزيد عن المئة جريح ربعهم تقريبا فى حالة حرجة. الحادث لم يكن الاول ولن يكون الأخير. فمن المؤكد ان هذا النمط سيتكرر لانه مؤسس على اساس راسخ من نصوص يعتقد من ينفذها انها اوامر صادرة له من الله او من الرسول. وعندما يتكلم الله يصمت الجميع. تعالوا نستعرض بعض هذه النصوص التى هى مكمن الداء:

• أساس الاعتداءات على المسيحيين واليهود هو الاعتقاد انهم كفار ومشركون.
جاء فى القرآن “وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون. اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا اله الا هو، سبحانه عما يشركون” سورة التوبة 9: 30 و 31

• وهناك نصوص اخرى كثيرة فى القرآن تشير الى كفر المسيحيين واليهود
“لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم” سورة المائدة 5: 7
“لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد” سورة المائدة 5: 73
” لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم وذلك بما عصوا وكانوا يعتدون” سورة المائدة 5: 78

• ولذلك اصبح اليهود والنصارى اعداء المسلمين ووجب على المسلم ان لا يصادقهم أو يلقى عليهم عبارات المودة.
جاء فى القرآن ” يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم اولياء (اصدقاء). تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ” سورة الممتحنة 1

• كما وجب على المسلم ان يقاوم هؤلاء الكفار بيديه او بلسانه ان لم يستطيع بيديه. وعلى الاقل ان يضمر لهم الكراهية داخل القلب ان عجز عن هذا او ذاك.
جاء فى الحديث عن الرسول “من راى منكم منكرا فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان” رواه مسلم.

• والمسلم عندما يعتدى على المسيحى واليهودى هو متأكد ان الله لن يعتبر هذا معصية ولن يعاقب مرتكبه بل سيرفع عنه آثامه ويضعها على المسيحيين واليهود.
جاء فى الحديث عن الرسول “إن أمة الاسلام سوف تقف امام ربها يوم القيامة ثلاثة اصناف: صنف سوف يدخل الجنة بغير حساب، وصنف سوف يخضع لحساب يسير ثم يلحق بسابقه، ثم صنف ثالث سوف ياتى وقد ارتكب افراده ذنوبا مثل الجبال الراسيات فيسأل عنهم الله تعالى وهو اعلم بهم فيقال له: هؤلاء عبيد من عبادك فيقول ربنا تعالى: حطوا عنهم ذنوبهم واطرحوها على اليهود والنصارى ثم ادخلوهم الجنة” رواه مسلم

• اما اليهود والنصارى فمصيرهم جهنم وبئس المصير.
جاء فى القرآن “ان الذين كفروا من اهل الكتاب (المسيحيين واليهود) والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية” سورة البينة 98: 6

ومع هذا فهناك نصوص تتكلم حسنا عن اليهود والنصارى ولكنها لا تاثير لها عند هؤلاء المتشددين. فتلك النصوص يعتبرونها إما قد انزلت فى المرحلة المكية التى نسختها (الغتها وحلت محلها) النصوص التى نزلت فى المرحلة المدنية. او ان تلك النصوص تتكلم عن جماعة من اهل الكتاب آمنت بالاسلام ورسوله ولذلك هى تختلف فى رأيهم عن غالبية اهل الكتاب.

• المتشددون لا مانع عندهم من قبول اهل الكتاب على شريطة ان يكونوا ممن يوصفوا بالموحدين ومن يعترفوا بالاسلام ورسوله.
جاء بالقرآن “ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون” سورة التوبة 62

• أما اهل الكتاب (المسيحيين واليهود) ممن لا يعترفون بالاسلام فسيظلوا هدفا لقتال المسلمين حتى يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
جاء بالقرآن “قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب (المسيحيين واليهود) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون” التوبة 29

وبعد- هل هناك اى مجال للتعجب عن ما يدفع بعض المسلمين الى ارتكاب اعمال القتل والذبح والتعذيب والاعتداء على المرأة والشيخ والطفل من المسيحيين واليهود؟ وهل هناك أى مجال للاستغراب من كراهية هؤلاء للمسيحيين واليهود ؟ فى الواقع ان ما يدفع للتعجب هو وجود مسلمين لا يقومون بهذه الافعال. انها النصوص- يا سادة- التى تملإ القرآن وكتب الحديث، وأى علاج لا يتضمن التعامل مع هذه النصوص فاشل. واى محاولة للتعامل مع هذه النصوص صعبة. ومن هنا كانت صعوبة المشكلة وصعوبة الحل.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.