السبت , أبريل 20 2024
الكنيسة القبطية
د.ماجد عزت إسرائيل

أقباط المنيا والعدالة الغائبة يوليو 2016م….. والحل هو التقسيم!

د.ماجد عزت إسرائيل
للأسف الشديد ظاهرة غربية فى الأوانة الأخيرة تشهدها محافظة المنيا عروس الصعيد وهى التى تقع فى جنوب القاهرة، فمنذ العام المنصرم وبالتحديد فى يوليو 2015م تعرضت فتاة قبطية بالثانوية العامة فى القضية الشهيرة بصفر الثانوية العامة،وتوالت بعدها أحداث من هنا وهناك، وفى نهاية شهر مايو 2016 حادثة قرية الكرم الشهير في مركز أبوقرقاص حيث قام مجموعة من أهل القرية بتعرية سيدة مسنة، وجرها فى شوارع القرية.
وفى يونيو 2016م وفى قرية كوم اللوفي بمركز سمالوط،حيث تجمع ما يربوا عن أكثر من 300 نسمه من أهالي القرية والقرى المجاورة أمام منزل تحت الإنشاء،ملك “أيوب خلف”42 عاما فلاح، وإضرام النيران به، وامتدت لمنازل أشقائه المجاورة،والتى بلغت أربعة منازل،على إثر شائعات عن اعتزامه تحويل منزله لكنيسة، ثم فى منتصف يوليو 2016م واقعة عزبة أبو يعقوب بمنشأة الذهب القبلية التابعة لمركز المنيا حيث حرقت منازل الأقباط، على خلفية شائعة ببناء كنيسة في القرية،فقام مجموعة من المسلمين المتشددين،وقاموا بمهاجمة منازل أقباط العزبة،والتى كان من نتائجه تدمير منازل كل: من استمالك يوسف إستمالك، ويوحنا يوسف استمالك، وعبد الملاك صليب، وإبراهيم خليل، ووحيد وديع فرج.بالإضافة لعمليات النهب والسلب وترهيب مواطنين عزل من الأطفال والشباب والنساء والمسنين.
أما حادثة يوم الأحد الموافق 17 يوليو 2016 بقرية “طهنا الجبل” التابعة لمركز المنيا ،حيث وقعت مشادة أمام منزل االكاهن” متاؤس نجيب حنا، راعي كنيسة “مارمينا العجايبي” بذات القرية، عندما تعدي شبان من مسلمين بالسباب علي نجل الكاهن و يدعي ميخائيل وهو تلميذ بالصف الثانى الابتدائي،وكان يلعب أمام منزله،فى ظل الأجازة الصيفة للمدارس، ولما انتهر جد الطفل الشبان الذين كانوا يستقلون”تروسيكلا”، وأيده في انتهارهم عدد من الجيران الأقباط، فوجئوا بمستقلي “التروسيكل” يتشاجرون مع المتواجدين،وتجمع أنصارهم من أهالي القرية ليتسع نطاق المشاجرة، التي استخدمت فيها الأسلحة البيضاء والشوم، والتي أسفرت عن مقتل فام ماري خلف “27 عاما” من شاب الأقباط ،وإصابة والد الكاهن، و زوج ابنته، وآخرون وجمعيهم من جيران الكاهن.
وقد شيعت جنازة الشهيد فام ورأس الصلاة نيافة الحبر الجليل الأنبا “مكاريوس” أسقف عام المنيا الذى بكى أثناء الصلاة على جثمان القتيل، فيما ردد المشيعون هتافات “بالروح بالدم.. نفديك يا صليب”، و”افرحي يا أم الشهيد….. النهاردة ليلة عيد”.وكان لسان حالهم التعبير عن عدم الخوف أو الرعب حسب قول الكتاب المقدس “لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ”(إنجيل متى 10: 28).
ولعل السؤال الذى يطرح نفسه أين الدولة وحكومة المهندس إسماعيل شريف؟ من أحداث المنيا المحافظة التى سجلت أعلى معدل في الحوادث الطائفية على مستوى الجمهورية،حيث استحوذت على 33.3% من إجمالي عدد الجلسات العرفية للحوادث الطائفية منذ يناير(2011 – 2015) طبقاً لما ورد فى تقريرالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهى التى رصدت أيضًا 77 حالة توتر وعنف طائفي، بمختلف مراكز محافظة المنيا(02011-2016م).كما إن هذا الرصد لا يتضمن حالات العنف والاعتداءات او الحرق والسلب والنهب وخطف الفتيات التى تعرضت لها الأديرة والكنائس والمؤسسات الدينية والمدارس والجمعيات الأهلية والممتلكات الخاصة التي يمتلكها الأقباط،عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس 2013.
للأسف فى ظل ارتفاع معدلات المد الطائفى بمحافظة المنيا، لم تقم الدولة بوضع الحلول المناسبة لعلاج جذور الطائفية، فى كل هذه الأحداث لم نسمع عن معاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم، لأن غالبيتها تنتهى فى أقسام الشرطة وتضيع الأدلة وتعقد الجلسات العرفية،ويصدر بيت العائلة بيانات أهمها ضبط النفس من أجل الوطن،وهنا يضع حق القبطى وتختفى الأدلة وتضيع العدالة الغائبة ولذلك لو استمر هذا الحال لم تقلع جذور الطائفية ويستمر الأحتقان الذى يدمر ولا يبنى وهذا لا نتمناه.
لأبد للدولة من الوقوف على أسباب الفتن الطائفية بالمنيا،فنذكر على سبيل المثال بعضها ما يخص شائعات تحويل منزل قبطى لكنيسة لماذا لا يناقش مجلس الشعب قانون العبادة الموحد فى أسرع وقت، وأيضًا الأمية التى تنتشر فى معظم قرى المنيا من السهل علاجها بتشغيل الشباب فى التدريس فى فصول تعليمية متنقلة لهذه القرى ـ هنا نقصد الذين لا يجدون القراءة والكتابة من كبار السن ـ وكذلك طرح جديد للخطاب الدينى الأسلامى فى هذه المناطق واعتقد مؤسسة الأزهرة الشريف قادرة على تنفيذ ذلك، وأيضًا استخدام وسائل الأعلام وبرامج التوك شو للحديث عن مفهوم المواطنة وحياة المشاركة بين أقباط مصر ومسلميها من فجر التاريخ ونذكر نماذج من الثورة العرابية وثورة 1919م وثورة 1952م وثورة 25 يناير 2011م وثورة 30 يونية 2013م ، وتبث القنوات الحكومية والخاصة بعض الأفلام الوطنية التى تؤكد على فكرة المواطنة وتقبل الآخر.
وهنا علينا أن نسجل تحفظا مهمماً،لماذا لم تفكر الحكومة فى تقسيم المنيا إداريا إلى محافظتين واحده باسم المنيا الشمالية، وآخرى باسم المنيا الجنوبية،للسيطرة على زمام الأحداث الطائفية، وتعيد هيكلة النظام الإدرى والعاملين بالجهازالمحلى فى إدارة النجوع والعزب والقرى والمراكز، مع تعيين روساء المراكز يكون مشهود لهم فى هذهالمهام،وهنا اتذكر مواقف من تاريخ مصرى الحديث لم يبنى محمد باشا دولته الحديثة؛ إلا بالمواطنة وتطبيق القانون، والمساواة بين الجميع. نتمنى لمصرنا الحبيبة أن تنعم بالسلام والخير والتقدم وتنهض بين الأمم.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.