الجمعة , مارس 29 2024

ماجد سوس يكتب : صناعة الموت و الحياة

هل سمعت عن الأربعين طفلاً عراقياً المنتمون لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الذين فجّروا أنفسهم في تجمع للقوات العراقية، في محافظة صلاح الدين، شمالي بغداد و هل سمعت عن الثلاثة أطفال من ذات التنظيم بسورية الذين قاموا يتفجيرأنفسهم في مراكز لوحدات الحماية الكردية. نفس ما حدث قي نيجيريا ثلاثة أطفال انتحاريين يفجرون أنفسهم ويقتلوا ويصيبوا الكثيرين . انها صناعة الموت يا عزيزي عن طريق غسيل مخ الطفل الصغير فهو إن صار ارهابياَ صغيراً يفوق بمراحل الأارهابيون البالغون حيث إيمان الطفل و عقيدته إن تكونت لديه يلهث خلفها دون تفكير ، ينطبق معها مقولة التعليم في الصغر كالنقش على الحجر نحن أيضاً قد نشترك في صناعة الموت هذه بطريقة اخرى غير مباشرة قد لا نراها حينا او لا نقبل بغيرها حيناَ أخرى و هي طريقتنا في تربيتنا لأطفالنا والتي قد ينتج عنها تكوين شخصية قابلة للإنحراف و الإجرام ، و الإجرام الذي أقصده هنا قد يكون إجرام في حق انفسنا و أنفسهم و هو لا يقل خطورة عن الجريمة التي ترتكب في حق الآخر لأنها قد تطور لتمس المجتمع . لا تمد يدك على ابنك مهما كان الموقف و مهما كان عمره فالخوف الذي ينشيء عن طريق الضرب يصعب جدامحوه من عقل الطفل الباطن طوال العمر . لا تسمح لنفسك مهما كان الموقف أن تنهره او تكسفه أمام اي مخلوق لا اخوه و لا صديقه و لا أستاذه او حتى رجل الدين بل أستر عليه أمامهم و عاتبه بشدة بينك و بينه على ان تجعله يعرف جيدا أنك دائماً تستره أمام الآخرين. لا تقف ضده أوتأتي عليه و تنهرة امام الآخرين مجاملة لهم لتثبت لهم انك تعاقبه من أجلهم و لا سيما ان كان لم يخطأ و لكن تفعللتظهر لهم انك لا تدلله . علّي و إرفع من شأنه أمام الناس و ركز على مواهبه و إيجابياته دون ان تبالغ او تدعي ما ليس فيه و لكن ان كان عنده القليل اظهره كي يشعر انك فخوراً به. إذا نظرت حولك و وجدت هناك من هو قلق ، عصبي ، متوتر ، فاشل ، متردد و مهزوز إعرف ان كان هناك خطأ فادح في تربية هذا الشخص فجرح المشاعر امام الناس يسبب أمراض نفسية و عصبية يصعب علاجها و بعضها قد يورث للأجيال القادمة و تكون انت مشتركاً في تلك الجريمة الكبرى فتجد أب عصبي يورث العصبية لأبنائه و الأبناء هم من سيقودون العمل في كافة المجالات و المؤسسات الوطنية و المجتمعية بل و الكنسية فهم قادة و رعاة المستقبل. بمناسبىة نتائج الإمتحانات عليك ان تعي أن لتعليم ليس بالضرب او التهزيء او الترهيب او التخويف فيا لفرحتك و سعادتك بنجاح ابنك فقط خوفاً من عقابك وفي ذات الوقت يصاب بخوف و هلع و قلق و عصبية و امراض نفسية تلازمة طوال العمر . الفشل الدراسي ليس نهاية العالم ، لو فشل أكثر من جرعات الحب و الإهتمام أكتر و اعطه جرعات من الثقة في النفس و تذكر ما قاله الكتاب عن تعامل الله معنا إذا أخطأنا فيقول معلمنا بولس الرسول انه كلما إزدادت الخطية إزدادت نعمة الله أكثر ، انت أيضاً عرّفه ان فشل اليوم سيتحول حتماً لنجاح غداً ، أشعره ان حبك ثابت مهما حدث. و انت أيضا أيها الراعي و المدرس و المربي ، احرص و انت تقوم بتوجيه الآخرين على ألا تجرح مشاعرهم دون وعي و غختر بين صناعة الموت او صناعة الحياة .

 

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.