الجمعة , أبريل 26 2024
الدكتور ايهاب أبو رحمة

د. إيهــاب أبو رحــمه يكتب :ومازال فشل الصحة مستمراً .

هل سيظل الفشل هو السمه السائدة لمنظومه هذه الوزارة ؟إلى متى سيستمر هذا الفشل ؟ ماذا يشعر مسئولي هذه الوزارة بعد كل فشل ؟ هل يناموا مرتاحي الضمير ؟
طفل صغير(أحمد ) يعرض حياته للخطر ,يسافر خارج حدود وطنه في مركب صغير معرضاً حياته للخطر من أجل محاوله اللحاق بأخيه لعلاجه في دوله أخرى غير معنى بحجم المخاطر التي قد تكلفه حياته من أجل علاجٍ لأخيه !! هل لهذه الدرجة أوصلتم المرضى و ذويهم إلى الشعور بفقدان الأمل من أبسط حقوقهم و العلاج في وطنهم الذى طالما أحبوه ! ماذا يفعل المواطن و هو يصارع المرض و الفقر ولا يجد من يمد يد العون له في وطنه؟
طفل لم يتم عامه الثالث عشر ,في قريه تتبع محافظه كفر الشيخ وتبعد عن القاهرة أكثر من 250 كم ,طفل يقال عنه أنه مجتهد دراسياً و يشعر بالمسئولية تجاه أسرته ووالده المريض حتى أنه يعمل بعد وقت المدرسة ليساعد أسرته على قدر استطاعته ,شقيقه الأصغر يعانى منذ أعوام من مرض وراثي و نقص حاد في عدد الصفائح الدموية ,ودائما ما يسافر الطفل الصغير ووالدته مع شقيقه المريض للبحث عن العلاج لشقيقه الأصغر إلى مستشفى الشاطبي بالإسكندرية لإنهاء الأوراق اللازمة لعلاج شقيقه. كم هي المعاناة التي عاشها الطفل ليخفف من معاناه شقيقه ؟ .شعر بزياده المسئولية تجاه شقيقه الحبيب والذى لا يجد أي تحسن في حالته ! فقرر أن يسافر دون علم أسرته ليبحث عن عمل ليساعد به أهله وليعالج شقيقه المريض !.
استقل أحمد مركب خشبي صغير برفقة العشرات من المسافرين و المهاجرين بطريقه غير شرعيه و هو يعلم ما فيها من مخاطر كبيره ,وربما كانت في نظره مخاطر بسيطة لو حقق حلمه في الوصول بشقيقه المريض إلى بر الأمان و البحث عن علاج قد يؤتى بثماره .
وما أن اقترب المركب الصغير من السواحل الإيطالية , في رحله استغرقت ساعات في الابحار، الظلام دامس، الأمواج متلاطمة، الخوف يعلو ملامح البعض، نظرات شاخصة تجاه السماء تبتهل للوصول إلى البَر، قبل أن تظهر قوات الإنقاذ الايطالية، نقلوهم سريعًا إلى الشاطئ، قاموا بتنظيفهم وتوفير ملابس جديدة , وجد معه الكارينية الصحي لشقيقه , عرفوا منه قصه شقيقه و معاناته المستمرة منذ نعومه اظافره .
اختفى أحمد لأيام قبل أن تتلقى الأم اتصالا هاتفيا من السفارة الإيطالية يؤكد سَفر نجلها إلى هناك و عرضوا عليها علاج ابنها . وصل الطفل أحمد المصري إلى مدينة فلورنسا الإيطالية ، وقد لاقي منذ وصوله إلى فلورنسا ترحيبا غير عادي من قبل موظفي الخدمات الاجتماعية وتم نقله إلى منشأة آمنة في مدينة فلورنسا .
و لكن ما أن علم الناس و من بعدهم (موظفو الصحة) بموضوع الطفل سارعت الوزارة بعرض علاج الطفل في مستشفى الشيخ زايد على نفقتها .
شعور بالمرارة أن تجد طفل صغير يحاول علاج شقيقه الحبيب بأي شكل و أي ثمن حتى وإن كلفه هذا حياته ,طفل لم يستطع أن يرى أخاه يعانى من مرض لا ذنب له فيه فحاول جاهداً مساعده شقيقه في المرور بأزمته. لا أتمنى بالقطع أن أكون في موقع هؤلاء المسئولين في هذه الوزارة التي لا تجد أي فرصه إلا لتضيعها و لتثبت للجميع الفشل و عن جداره .ولكن لا أتفهم عن كيفيه نومهم في منازلهم بمثل هذه الأريحية و بهذه الضمائر الباليه.
هل كل مريض فشل في الحصول على علاج محترم لابد له أن يهاجر في قوارب الموت؟؟ هل لا بد له وأن يزيد من صوره الصحة المصرية سوءاً حتى يجد الرد و العلاج ؟ كم من مريض في مصر لا يستطيع الوصول لهؤلاء في هذه الوزارة ؟؟ و كم مريض يحاول الوصول دون فائدة بسبب الوساطة و المحسوبية التي وصلت إلى علاج المرضى؟ و هل كل المرضى يستطيعون الصبر ؟ و كم من مريض وصل و ينتظر قائمه الانتظار الطويلة بفعل الوساطة و المحسوبية ؟ وهل لابد أن يبحث المريض عن علاجه أم أنه دور الوزارة أن تقدم الخدمة دون طلب وإذلال ؟
هل أصبح العلاج في وزارتنا العظيمة بأولويه الحجز و على قدر الشخص الموصي على المريض؟؟ هل أصبح العلاج و فقط للفئات القادرة ولا عزاء للفقراء؟؟
أليس من الأولى لهذه الوزارة البحث عن المرضى و علاجهم (فهناك النقص الحاد في المحاليل و الأدوية ) بدلاً من إقحام نفسها في مشكلات غريبه لا علاقه لها كمشكله إضافة أخصائي العلاج الطبيعي و خريجي كليات العلاج الطبيعي إلى أتحاد المهن الطبية في سابقه عجيبة و غريبه غير مفهومه الأهداف رغم رفض نقابات الاتحاد لمثل هذه الخطوة ؟؟
فلا الوزارة تحاول أن تحل مشاكل الأطباء ولا العمل على راحتهم و تنفيذ بدل العدوى الذى اقرت به المحاكم ووجب تنفيذه ولا هي تعمل لصالح المرضى ! فلمن تعمل هذه الوزارة إذا كانت لا تعي بمرضاها ولا بطاقمها الطبي؟؟
قللناها تكراراً و مراراً مرضى مصر في خطر و الطب في مصر يحتاج إلى وقفه من أجل اصلاح أهم منظومه في مصر في بلد يفتقر مواطنوه إلى المال و أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر فما أصعب أن يجتمع الفقر مع المرض ..
الرحمة بالصحة يا مسئولي وزاره الصحة
لنا الله
د. إيهــــاب أبو رحـــــمه

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.