الجمعة , أبريل 19 2024
محمود طاهر

محمود طاهر يكتب الوشاح الأسود .

من المؤسف أن أقول هذا الكلام وأضطر للبوح به ، المحامى وحده الذى لا ينال من الدولة شئ من قريب أو بعيد ولا تدعمه الدولة بشئ يذكر .. هو يمارس عمله بجهده وقبل أن يتقاضى أتعابه -ان تقاضاها – تكون خزينة الدولة حصلت من ورائه الكثير .. بداية من رسوم التوكيل .. ثم رسوم قيد الدعوى .. والخصم تحت حساب الضريبة … وما يسدده رسما لاستخراج صور من أوراق الدعاوى … وخلافه .. فضلا عن تضرره من فساد الذمم و فساد المنظومه الادارية وما يستتبع ذلك من استنزاف لا يملك فى كثير من الاحيان دفعه أو رده.
ونقابة المحامين بمعزل تماما عن الدولة ايراداتها من دم وجهد اعضائها … المحامى لا توفر له على الحقيقة اى مقوم للنجاح فلا جهة تدعمه ولا شئ يؤهله متروكا فى مهب الريح يقتطع من لحمه الحى كى يحصل المعلومة ويثبت قدميه على الطريق… وهو فوق ذلك ينسى ما هو فيه وينسى أن جيوبه قد تكون خاوية ويعيش الهم مع موكله يحمل عنه الهم كنفسه بل ان همه همان هم المسؤلية التى على عاتقه وهم إرادة التوفيق التى يتمنى أن يترضى بها على ما هو فيه ….
المحاماة حق لها أن تتوشح بوشاح أسود .. فهى المظنون بها السوء ومجهول قدرها عند السواد الأعظم من الناس رغم إقرارهم بالحاجة اليها ورغم نظرة الاطمئنان حين تعاصر المحاماة تصرفاتهم من بيع وشراء وغيره من تصرفات ، حق لها أن تتوشح بالسواد فهى الساعية لالتقاط الحق من بين فكى منتزعيه دونما سلطة تملكها وقانون لا ينصفها وشعور عام يتجاهلها لانه ألف الرهبة والرغبة فلا مقام عنده إلا لمن كان اسمه مقرون بلقب لا ينبئ فى الحقيقة إلا عن قدر مزور ملفق اسبغته عليه سلطته
حق لها أن توشح بالسواد إذ ابتليت بأقزام تربعوا على عرش نقابتها كانوا معول هدم لها كل أمر يصير دونهم إذ ليس لهم محل من الاعراب فتمرر القوانين التى تعترض الحقوق والحريات فى غفلة منهم بل وتمرر قوانين تعترض مراكز اعضائها وتؤثر عليها وهم عنها فى ثبات وهم النيام ولا أمل فى ان يستيقظوا فهم فى نعاس مقيم .
المحاماة ليست أولئك الذين فسحت لهم القنوات أبوابها وليست أولئك القلة التى اشتهرت استنادا على قيام المجتمع على مبدأ روح لمحامى يعرف القاضى وما ترحش لمحامى يعرف القانون … المحاماة هى أولئك الذين يعملون مع الناس وللناس اولئك الذين أجادوا فهم القانون لا بحفظه وحفظ أبوابه ومواده ولا بالتنظير فيه وانما خالطوا الناس وعاشوا همهم واحتملوا مشاكلهم فاستنبطوا التطبيق القويم للقاعدة القانونية فنفخوا الروح فى جامد القانون ..
المحاماة هى أولئك الشباب الذين يختطف من أعمارهم ورصيد صحتهم دون أن يجدوا عناية أو رعاية ، وهى أن تصنع مجدك بكد يدك بعلمك ومهارتك فقط لا أن تنال شرفا ملفقا بسلطة تحوزها .
……………. ………
ختاما …. عيب على نقابة المحامين نقيبا واعضاء ان يكون هذا الجدل الدائر حول قانون القيمة المضافة ولا يصدر بيان واحد يوضح كيف يكون التطبيق وكيف ينفذ القانون على من يفترض انها ترعى شئونهم. ، ولن نغفر لهم اصداره وهم نُوَم. #طاهر

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.