السبت , أبريل 20 2024
Amal farag
أمل فرج

بطـــــل في حيــــاتي.

بقلم/ أمل فرج
لازلت أذكرها.. هذه الملامح الطفولية البريئة لطفلة لم تتخطَ السادسة من عمرها ، لازلت أذكر صيحاتها وهي تركض لتُسابق أقرانها ، فتتعثر خطواتها ، وما تلبث أن تسرع في محاولة مجهدة لاستعادة اتزانها ومعاودة السباق مع الأقران ، ولكنها محاولة حزينة تتطاير فيها دموعها وهي تتحدى صفها الأخير في السباق ، بينما يتسارع المتسابقون الصغار في الصفوف الأولى.. ولكنه يشعر بدموعها قبل أن يراها ، وحده مَن يشعر كيف تشعر ، وحده مَن يظل يراها في دور البطولة وإن كانت تتوارى عنها البطولة ، وحده مَن يراها محور الحياة ، وحده مَن سيظل يدللها على مر السنين مهما بلغت من سنين.. هو الفارس الأول في حياتها ، إنه الأب الحنون الذي يعز عليه أن تتحمل ابنته مشاعر الإحباط والفشل ؛فانتشلها بحنان الأب ، الذي هو بوابة الرحمة في هذه الدنيا ونافذة الأمان لكل إنسان.. تأكد الأب من خسارة ابنته في سباق لا طاقة لها به ، ولكنه بفطرة وتلقائية سريعة ودونما تفكير أو تخطيط -وكأنما أدوات القدر تساعده – أسرع بانتشال صغيرته لينقلها إلى ملعب جديد يكون هو المنافس أمامها ، فيكونا المتسابقين الوحيدين في ملعبهما.. يتصنع الضعف ليليق بضعفها ، يُبطئ خطواته ليفسح لخطواتها الطريق للنصر.. تعلو ضحكات الصغيرة لإحساسها بنصر وشيك.. يتعثر الأب الحنون ، أو يتصنع العثرة ؛ ليُعلم ابنته أن العثرات نصيب عادل للجميع لابد منه في طريق الحياة ، وبنفس التصنع يحاول الأب مجاهدة الوقوف من عثرته التي اختلقها كما كانت تفعل صغيرته في عثرتها ، لم يكن هذا المشهد مشهدا تلقائيا ، ولكنه بفطنة ألقتها مشاعر الأب على الموقف ليحتوي صغيرته ويبدد أحزانها الكبيرة ، التي هي في مخيلتها الفشل الذريع ، الذي سيظل يلاحقها كثيرا ، وتقترب قفزات المتسابقين من نقطة النهاية في السباق ؛ فراح الأب يزداد تباطئا ؛لتذوق ابنته فرحة البطولة التي ستكون أول فرحة في حياتها العملية في سباق الحياة.. تتراقص الطفلة وتتوالى قفزاتها حتى تصطدم بسماء السعادة البريئة البسيطة ، ولكنها كانت تعني لها عالما بتفاصيله.. بينما يتظاهر الأب برسم ملامح الثأر من خسارة ساحقة لحقت به ، ولكنها ملامح تمتزج بابتسامة لاتفسد على صغيرته سعادة الفوز.. تنسى الصغيرة حزنها ودموعها ، لم تعد تذكر سوى ما نذكره جميعا أنه سيظل الأب هو البطل الأول في حياة ابنته دائما حتى وإن خسر السباق..

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.