الخميس , أبريل 25 2024

ميشال عون … المعادلة الصعبة .

بقلم : كريم كمال
الرئيس اللبناني ميشال عون معادلة صعبة في التاريخ اللبناني المعاصر … لا يهم ان تتفق مع تلك المعادلة او تختلف معا حيث يظل ميشال عون لاعب اساسي وحجر زاوية محوري في المعادلة السياسية اللبنانية المعقدة والتي ترتبط بالعديد من القوة الاقليمية والمذهبية في المنطقة .
ولد ميشال عون في عائلة مارونية في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت حيث. أنهى دراسته الثانوية في مدرسة الفرير عام 1955م ثم انضم إلى الأكاديمية العسكرية كضابط متمرن وتخرج منها بعد ثلاث سنوات كضابط مدفعية في الجيش اللبناني وقد تخصص في سلاح المدفعية وتم إرساله ضمن بعثات خارجية، خاصة إلى فرنسا والولايات المتحدة، لاستكمال تدريبه .
بعد تدرجه في السلك العسكري وخدمته في العديد من المناطق اللبنانية ومع اشتداد وتيرة الحرب الأهلية اللبنانية، عين ميشال عون عام 1983م قائدا للواء الثامن في الجيش اللبناني وقام مع مجموعته بصد هجوم ميليشيات موالية للنظام السوري في منطقة سوق الغرب المطلة على بيروت الجنوبية والتي إن سقطت كانت ستهدد وجود الدولة اللبنانية وهو إنجاز عسكري مكنه وعن عمر 49 عاما من أن يُعيَّن قائدا للجيش اللبناني ليصبح بذلك أصغر ضابط يتولى هذا المنصب في تاريخ الجمهورية اللبنانية وظروف الحرب الصعبة المرافقة لتوليه هذا المنصب دفعته إلى تعزيز ما تبقى من مواقع للجيش اللبناني في المناطق المحايدة كل ذل، في بلد يعيش تحت رحمة الميليشيات وتحت احتلال سوري واسرائيلي .
في عام 1988م قام الرئيس المنتهية ولايته أمين الجميل بحل حكومة سليم الحص وعين مكانها حكومة عسكرية برئاسة ميشال عون من ست وزراء ثلاثة وزراء مسيحيين وثلاثة مسلمين ومدعوما من سوريا أعلن سليم الحص أن هذه القرارات غير شرعية وبالتالي أصبح للبنان حكومتان واحدة مدنية مكونة من غالبية مسلمة في غرب بيروت والأخرى مكونة من غالبية مسيحية في شرق بيروت .
وأخذ عون على عاتقه إخراج القوات السورية ورفض انتخاب رئيس للجمهورية معتبرا أن بلاده محتلة من قبل قوات أجنبية وقد أكسبته مواقفه شعبية كبيرة في صفوف المسيحيين .
لكن بعن عامين انتقل عون من موقع الدفاع إلى الهجوم وذلك بخوضه معركتين لا يمكن الفوز بهم من الناحية العسكرية .
الأولى عام 1989م التي سُميت “حرب التحرير ضد القوات السورية المتواجدة على الأراضي اللبنانية والتي استمرت 6 أشهر إلى أن قامت القوات السورية في 14 مارس 1989م بالهجوم على قصر بعبدا ووزارة الدفاع وقد اعتمد عون على جزء من الجيش اللبناني إضافة إلى دعم القوات اللبنانية التي كان يرأسها سمير جعجع وحزب الوطنيين الأحرار الذي كان يرأسه داني شمعون. وتلقى عون الدعم أيضا من الرئيس العراقي صدام حسين .
ومع أن أهداف المعركة كانت نبيلة إلا أن نتائجها المدمرة ونقص الموارد والدعم الدولي أدى في النهاية إلى بسط السيطرة السورية على لبنان .
الحرب الثانية بدأت عام 1990م وسميت بـحرب الإلغاء ووقعت بين المسيحيين حيث اصطدم الجيش اللبناني بقيادة ميشال عون بالقوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع بعد أن قرر عون نزع السلاح داخل المناطق المحررة ما أدى إلى نزوح جماعي كثيف للمسيحيين اللبنانيين اعتبر الأكبر منذ بداية الحرب الأهلية عام 1975م .
وقد عارض ميشال عون اتفاق الطائف الذي وقع في السعودية عام 1989م والذي سعى لإنهاء الحرب الأهلية. متهما كل من وافق عليه بالخيانة والخضوع للإملاءات السورية وفي أكتوبر 1990م شن الجيش السوري هجوما عنيفا على قصر بعبدا الرئاسي أجبر الجنرال ميشال عون على التفاوض على شروط الاستسلام واللجوء إلى السفارة الفرنسية في لبنان وفي السفارة مكث عون 11 شهرا قبل أن يتوجه إلى المنفى في فرنسا حيث استمر لمدة 15 عام .
وخلال فترة المنفي لم ينفصل الجنرال عون عن لبنان حيث اسس التيار الوطني الحر وقدم شهادات ضد النظام السوري في الكونجرس الامريكي في عام 2003م ولعب ايضا دور كبير في تبني مجلس الأمن عام 2004م القرار 1559 الذي يقضي بانسحاب القوات السورية من لبنان لتحقيق مطلب المظاهرات الضخمة التي شهدتها بيروت عقب اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري وهو ما فتح الطريق أمام عودة عون إلى لبنان .
ولكن بعد العودة فشل في التوصل الي اتفاق مع التحالف المناهض لسوريا فتخذ خطوة اعتبرها البعض انتحار سياسي بالتحالف مع التيار الموالي لسوريا بقيادة حزب الله وهم اعداء الامس وقد نجاح التيار الوطني الحر في تلك الانتخابات في حقيق مكاسب انتخابية كبيرة وقد اتهمة خصومه بتوفير غطاء مسيحي لحزب الله .
وفي عام 2008م حاول الجنرال عون الترشيح لرئاسة الجمهورية ولكن فشلت المحاولة وفاز بالرئاسة العماد ميشال سليمان وعام 2009م نجح لتيار الوطني الحر في الحصول علي 27 نائبا في البرلمان اللبناني وعام 2014م مع اشتداد المعارك في سوريا وازدياد الانقسام بين مختلف التيارات السياسية اللبنانية حولها وصلت ولاية ميشال سليمان إلى نهايتها وكان ميشال عون الاسم الأبرز المرشح لخلافة سليمان وقد تسبب رفض خصومه دون انتخابه رئيسا .
عون الذي يعتبر نفسه مرشحا تلقائيا لهذا المنصب استمر مع حلفائه بعرقلة جلسات انتخاب الرئيس في البرلمان اللبناني حيث استمرالامر جلسة بعد أخرى رفض خلالها نواب التيار الوطني الحر وحلفاؤه الحضور والتصويت .
وفي عام 2016م قام سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية والمرشح لرئاسة الجمهورية واحد خصوم ميشال عون في خطوة قلبت الموازين بترشخ ميشال عون للرئاسة تباعها خطوات اخري من خصومة السياسيين مثل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري الذي كان اخر المؤيدين لترشيح عون .
ولكن بعد تحقيق ميشال عون للحلموهو في الواحد والثمانين من عمرة هل يستطيع تحقيق امال واحلام الشعب اللبناني في توحيد القوة السياسية وتحقيق طفرة اقتصادية بجانب استقلال القرار اللبناني عن القوة الاقليمية والنزعات الطائيفة … امال واخلام كثيرة ينتظر الشعب اللبناني تحقيقها علي يد الرئيس المنتخب … فهل ينجح رئيس المعادلة الصعبة الذي حقق احلامة بالوصول الي قصر بعبدا في تحقيق ما يحلم به الشعب اللبناني الذي يحلم بدولة عصرية ديمقراطية وهو سؤال ستجيب عنه الايام القادمة .
اتمني من كل قلبي ان ينجح الرئيس اللبناني ميشال عون في مهمتة الصعبة في لبنان التي تسكن قلب كل عربي هي وشعبها .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.