الثلاثاء , أبريل 16 2024
زاهى فريد
زاهى فريد

“رؤى غائبة” التلفزيون الذي يملك دولة

زاهى فريد

بدأت العلاقة الوطيدة بين إسرائيل وقطر منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي برعاية أمريكية فرنسية حيث قررت الدوحة في العام 1993 بقيادة الأمير حمد، بيع الغاز للدولة العبرية، ولم يكن لها طريق إلى دائرة أصدقاء واشنطن سوى من خلال العلاقة المباشرة مع تل أبيب”

وتولدت من تلك العلاقة السفاح مجموعة كبيرة من المعلومات والأسرار والمقابلات، وبينها واحدة تتعلق بباخرة «لطف الله» التي اوقفها الجيش اللبناني أثناء توجهها محملة بالسلاح إلى سوريا قبل نحو عام…. ومفاد القصة أنه «مع بداية الربيع السوري

أغمضت الأسرة الدولية عيونها عن البواخر المحملة بالسلاح من قطر وليبيا عبر لبنان إلى سوريا، ولكن عمليات التهريب هذه ازدادت على نحو أقلق الموساد الإسرائيلي، فأسرع إلى إبلاغ قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني، وهكذا تم توقيف الباخرة لطف الله في عام 2012 في عرض البحر، وكان ذلك إنذاراً للدوحة لكي تكون أكثر سرية في عملياتها ولتخفف من دعمها للجهاديين

واكتشف الجميع أن قطر ساعدت هؤلاء الجهاديين أيضاً بمستشارين، وبينهم عبد الكريم بلحاج القيادي القاعدي سابقاً، الذي أصبح لاحقاً احد المسؤولين السياسيين في ليبيا»….

على صعيد أخر منذ افتتحت الدوحة مكتب التمثيل الديبلوماسي الإسرائيلي، اعتادت على استقبال شمعون بيريز وتسيبي ليفني زعيمة حزب كديما اليميني، التي كانت تستسيغ التسوق في المجمعات التجارية القطرية المكيفة وزيارة القصر الأميري»

الى جانب إن رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم الذي كان يعيش حالة تنافس صعبة مع ولي العهد سابقا والامير حاليا الشيخ تميم، ليس من المتعاطفين مع الفلسطينيين….

حيث ينقل عنه انه كان يشاهد التلفزيون سمع يصرخ لما رأى المسؤولين الفلسطينيين قائلا : «هل سيزعجنا هؤلاء الأغبياء طويلاً؟»… ” !

وعلى ذكر التلفزيون، تعالوا بنا لنغوص في أسباب تأسيس «الجزيرة» أو «التلفزيون الذي يملك دولة» فإن فكرة إطلاق قناة الجزيرة لم تكن وليدة عبقرية الأمير السابق الخائن العميل حمد … هي كانت نتيجة طبيعية لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في العام 1995، فغداة الاغتيال قرر الأخوان ديفيد وجان فريدمان، وهما يهوديان فرنسيان، عمل كل ما في وسعهما لإقامة السلام بين إسرائيل وفلسطين

وهكذا اتصلا بأصدقائهما من الأميركيين الأعضاء في ايباك (أي لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية) الذين ساعدوا أمير قطر في الانقلاب على والده لإقناع هذا الأخير بالأمر

وبالفعل وجد الشيخ الخائن حمد الفكرة مثالية تخدم عرابيه من جهة وتفتح أبواب العالم العربي لإسرائيل من جهة ثانية لخدمة المؤامرة أو المخطط السالف ذكره…»

لذلك أخذ الأمير الفكرة من اليهودييْن وأبعدهما بعد أن راحت الرياض تتهمه بالتأسيس لقناة يهودية !!

ومن المعلومات المهمة حول هذا الموضوع، تعيين الليبي محمود جبريل مستشاراً للمشروع، «فالأمريكان، وغداة إطلاق الجزيرة، سلموه أحد أبرز مفاتيح القناة، وهذا ما يثبت أن هدف القناة كان قلب الأمور في الشرق الأوسط. هذه كانت مهمة جبريل الذي أصبح بعد 15 عاماً رئيساً للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا» !!

لا تتعجب أيها القارىء فليس محمود جبريل وحده من يشار إليه كأحد العرائس الامريكية المتحركة في الربيع العربي

الربيع العربى كله صناعة امريكية يهودية قطرية حيث بدأت القصة قبل سنوات عندما اتخذت أمريكا قراراً بتغيير الوطن العربي عبر الثورات الناعمة من خلال وسائط التواصل الاجتماعي

في عام 2010 نظم محرك «جوجل» في بودابست «منتدى حرية الانترنت»… وأطلقت بعده وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبرايت مؤسسة «شبكة مدوني المغرب والشرق الأوسط»

سبق ذلك وتبعه سلسلة من المنتديات في قطر بعنوان «منتدى الديموقراطيات الجديدة أو المستعادة»

شارك في احدها عام 2006 بيل كلينتون وابنته وكونداليزا رايس، وآنذاك تم الاتفاق على وثيقة سرية باسم «مشاريع للتغيير في العالم العربي»

كان من نتائج ذلك أن أسس المصري هشام مرسي، صهر الشيخ يوسف القرضاوي،

«أكاديمية التغيير» تضم عدداً من «الهاكرز» والمدونين…. وأطلقت في عام 2011 عملية «التونسية» التي كانت تدار مباشرة من الولايات المتحدة

على صعيد أخر ثمة شخص أمريكي مهم يجب يذكره عندما نتحدث عن الربيع العربي , إنه «جيني شارب» صاحب فكرة «الثورة من دون عنف»، !!

وتستند إلى الانترنت والى «فيديو التمرد» بحيث يتم تصوير مشاهد تثير التعاطف حتى ولو كانت مفبركة ومصطنعة …. شارب هو مؤسس «معهد انشتاين» بإشراف الاستخبارات الأمريكية مع الزعيم القومي الصربي سردجا بوبوفيتش الذي صنع الثورات البرتقالية في أوكرانيا وجورجيا

وبعد مغامراته تلك فإن شارب «راح يستقبل المتدربين الذين ترسلهم قطر وأميركا إلى بلجراد، وفي معهد انشتاين هذا تدرب محمد عادل احد اعضاء 6 ابريل في مصر وهو عضو في أكاديمية التغيير في قطر!!

ومن أساليب الفبركة الإعلامية التى تستند عليها فكرة «الثورة من دون عنف» مثلا تلك الصور التي نشرتها القنوات الأمريكية في عام 1991 لطيور الغاق التي قالت إن مازوت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قتلها، بينما هي صور مأخوذة أصلا من غرف باخرة توري كانيون في بريطانيا، كما تم تصوير لقطات أخرى في استوديوهات أمريكية.

هناك معلومات خطيرة عن كيفية احتلال ليبيا وقتل العقيد معمر القذافي، وأسئلة مشككة بمقتل 3 شخصيات على الأقل من العارفين بأسرار كرم «القذافي» الحاتمى مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وغيره، وبينهم مثلا وزير النفط السابق شكري غانم الذي قيل إنه مات غرقاً في سويسرا

وسر المصالح المالية الهائلة التى كانت وراء ضرب ليبيا، وبينها الودائع المالية الكبيرة للقذافى في قطر، وكان وراءه أيضا رغبة قطر في احتلال مواقع العقيد في أفريقيا، حيث مدت خيوطها المالية والسياسية والأمنية تحت ذرائع المساعدات الإنسانية !!

كم المعلومات الكبيرة التى تشير بنوع من الخبث، إلى غضب ساركوزي من القذافي حين حاول إغراء زوجته الأولى سيسيليا أثناء زيارتها إلى ليبيا لإطلاق سراح الممرضين المتهمين بضخ فيروس الإيدز في دماء أطفال ليبيين… واغراء العقيد لموزة أيضا من المعلومات الكبيرة الحجم الى جانب حجم الاستثمارات القطرية الهائلة في فرنسا

وكيف أن القادة القطريين اشتروا معظم رجال السياسة وأغروا الرئيس السابق ساركوزي والحالي فرانسوا هولاند بتلك الاستثمارات، ووظفوا وزير الخارجية السابق دومينيك دوفيلبان محامياً عندهم، وتجدر الاشارة إلى بداية الغضب الفرنسي الفعلي من قطر بسبب اكتشاف شبكات خطيرة من التمويل القطري للجهاديين والإرهابيين في مالي ودول أخرى

هذه المعلومات تدل على شبكة هائلة من المصالح جعلت قطر تسيطر على القرار الفرنسي وتشتري تقريباً كل شيء، بما في ذلك مؤسسة الفرنكوفونية…. لكن كل ذلك قد لا ينفع طويلا

صحيح أن قطر اشترت كثيراً في فرنسا من مصانع وعقارات وفرق رياضة، إلا أن هولاند، الذي أنقذت الشيخة موزة أحد أبرز مصانع منطقته الانتخابية، تجنب زيارة قطر في أولى زياراته الخارجية حيث ذهب إلى السعودية ثم الإمارات

ومن الأمور اللافتة في صفقات المال والأعمال، أن رفيقة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وأثناء مشاركتهما في قمة دول مجموعة الثماني في واشنطن أهدت زوجة الرئيس الأمريكي حقيبة يد من ماركة «لوتانور»، أي المصنع الذي أنقذته الشيخة موزة، فارتفعت فجأة مبيعات المصنع

هذه المعلومات الخطيرة كشفت ملابسات الكثير من القرارات السياسية التي اتخذت بين قطر وفرنسا، وكانت خلفها مصالح مالية كبيرة،وأيضا تشرح وتفصح بكل جلاء أن ثمة مشروعاً خطيراً وقف خلف الربيع العربي، وأن المال كان سيد الأخلاق السياسية في فرنسا على مدى الأعوام الأخيرة. وفي هذا مصيبة كبيرة لبلد الحرية والإخاء والمساواة

لذلك استوقفني خبر مسرب، يعني معلومة كان من المفروض الا تصل الى عموم الناس مفاده أن الرئيس بشار الاسد كان قد رفض السماح لانبوب الغاز القطري بالمرور عبر الاراضي السورية الى تركيا ومنها الى اوروبا، بعد اعطائه موافقة مبدئية في هذا الخصوص لصديقه وحليفه القطري حينذاك

وما حدث ان سوريا لا يمكن ان تضحي بحليف استراتيجي مثل روسيا منافس قطر في سوق الغاز العالمي ،ومصدر التسليح الرئيس لها لذلك كان من الطبيعي ان تعترض القيادة السورية على هذا الانبوب الذي يهدد مصالحها

كما رفض النظام السوري عرض قطري ب 15 مليار دولار مقابل ابتعاده عن إيران، وحزب الله اللبناني بالتالي ،

وكان دلك قبيل الانتفاضة الشعبية، وتمسك بحليفه الاستراتيجي روسيا !!

وبقية القصة تعرفونها بحر من الدم العربي يسيل بأيدي أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة و الدين الواحد سلبت منهم عقولهم و ألبابهم حيث يضرب بعضهم أعناق بعض…و العدو يفرك يديه فرحا

والهدف الاخر هو تجميد عملية التفكير عند الناس …و فتح سجل عواطفهم و السيطرة عليها كليا بسلطان هذا الزمان، الصورة و المشاهد المثيرة وحبال سحرة الاعلام والخبرالذين سلبوا عقول البشر و سيطروا على ألبابهم من خلال توجيه شراع قلوبهم أنى شاء كبير سحرتهم المختفي وراء ستار مسرح الاحداث

متى يفيق الناس من نومهم و يتخلصوا من سيطرة منومهم المغناطيسي عليهم؟!

قبل أعوام كانت تظهر هنا و هناك وثائق مخططاتهم لكن عامة الناس ألفت الصورة المثيرة و لا يثير فضولها ما هو مكتوب و مخطوط و لو سرب مؤامرات تحاك في الخفاء ضدهم…و الجزيرة و القرضاوي سيكتب التاريخ أنهما السلاح الحقيقي لتلكم الجريمة من أجل تحقيق المؤامرة الكبرى …

 

الجزيرة
الجزيرة

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

التعليم ـ الرهبنة ـ الإدارة : محاور الأزمة ومداخل الإصلاح

كمال زاخرالإثنين 15 ابريل 2024ـــــ اشتبكت مع الملفين القبطى والكنسى، قبل نحو ثلاثة عقود، وكانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.