الجمعة , أبريل 26 2024
تفجير
تفجير

من القاتل أيتها الدولة المصرية؟

الذي وضع المتفجرات في الكاتدرائية وحصد أرواحًا بريئة مسالمة كانت تُصلي لربها؟ أم أن القاتل هم أولئك “المشايخ” الذين يحرّضون على قتل المسيحيين من فوق المنابر وعلى الشاشات وعبر مكبرات الصوت وفي شرائط التسجيل المدعومة التي تملأ الأرصفة والأكشاك؟ الجناة في مذبحة اليوم وكل يوم هم من يصرخون في آذاننا: ((المسيحيون مشركون كفّار. حرام أن تهنئهم في أعيادهم. حرام أن تترحم على موتاهم. حرام أن تودهم أو تحبّهم. ليس لهم إلا القسط والبرّ. )) حتى البر والقسط لم ينالوه منّا أبدًا! اقتصّوا من القتلة الحقيقيين بدلا من أن ترضوا ضمائركم بالقبض على المجرم الرخيص الذي ينفذ أوامر وفتاوى بغيضة. اقبضوا على مخرج الفيلم الهابط وكاتب السيناريو المتكرر، بدلا من تكتفوا بالقبض على الممثل الأجير الترسو. فمن فجّر الكنيسة اليوم أحقر من أن تعتبروه القاتل وفقط. فهو إصبع حقير بلا عقل. مجرد جرثومة غبية تتحرك بتوجيهات وفتاوى أسيادها. القاتل الحقيقي هم أولئك الآمنون في دفء وساداتهم الرابضون على شاشات فضائياتهم وفي أروقة زواياهم وفوق منابرهم يملأون القلوب بالقيح والصديد والبغض، ثم يصعدون على شاشاتنا ليشجبوا قتل قتلاهم، وهم يظنّون أننا لا نرى الدم السائل من أنيابهم والصديد المتقيّح فوق ألسنهم. أولئك هم القتلة. أيتها الدولة المصرية، أنتِ تحاربين الإرهابيين ذوي الأسلحة، وتدعمين الإرهاب الفكري المتجسّد في تلك الأفواه الصدئة التي تنفث سموم الكراهية في مسامع الغافلين المجرمين الذين كالأسفنج يتشرب كل ما يغذيه من دنس وقذى، ثم يفرزه في وجوهننا رصاصًا وقنابل ودماء. أيتها الدولة المصرية أنتِ تؤّمنين من يحرضون على قتل المسيحيين، وتسجنين من ينادي بحقوقهم.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.