الجمعة , مارس 29 2024
ماريا ميشيل اخصائية نفسية

سيكولوجية الإرهاب و اهم دوافعه .

ظلال قاتمة تلقى باطيافها المظلمة لتغطى كل حدب و صوب من افاق السماء بثوب من العناء , تكسو كل بقعة من الارض بحلة من البكاء , و ها تتناثر صراخات تنفطر لها القلوب و انات تنخلع لها النفوس, باكية على تدمير كل كيان محسوس,,يا لها دفقة شر مدسوس,,,انبتت فى العقل فكرة , كانت بالامس بذرة, و ها اليوم تطرح حيات مضرة , لتسمم تلك الثمرة و تدمر هذة الزهرة و تقتل عنا الفرحة , حقا يالها من قلوب انتزعت منها الرحمة, و تحار عقولنا من ذلك الشخص الذى يقوده ذهنه هذا العليل, بتشجيع من تفكيره الهزيل الى المضى فى هذا السبيل….يخطف طفلا مع على صدر امه بالعويل, يهاجم الشاب و يطرحه قتيل ولا يرحم تلك الفتاة ذات الوجه الجميل , و لا يسلم من اذاه هذا الشيخ الهزيل..فأى استفاده له من افعال بهذا القبيل , وهنا يقف العقل عاجزا عن الاتيان بتأويل فتبادرنا قوى النفس بالاجابة و الدليل و تخبرنا بالتفسير..هو امر كثرا ما تتناقله الافواه ,تقشعر الابدان لسماعه,,, تنفر من اصدائه الاذان انه الارهاب و التطرف بكل ما يحمله من معانى

مصطلح الارهاب من المفاهيم الفضفاضة التى يحصرها علم الاجتماع السياسي بهذا التعريف ” كل سلوك بشري يصل الى حد العمل الاجرامى بما فى ذلك الاكراه و الاذى الجسدى و الاستخدام غير المشروع للتكنولوجيا و السلاح لادارة العلاقات الانسانية المختلفة ثقافيا ,اجتماعيا ,سياسيا ..الخ بهدف اخصاعها و تهميشها و ترويعها للتعديل من توجهاتها”
و يخبرنا الاخصائيين النفسيين عن اهم دوافع الكامنة لتشكيل الجماعات الارهابية و اسباب عنفها وهى
الانعزال و التمركز حول النفس: تقوم هذة الجماعات على الارشاد الذى يدعو اتخاذ اسلوبا خاصا فى الشكل و التفكير و طرق المعيشة التى تميزهم عن القاعدة العامة, فمن ثم ينعزلون و يختلفون عن الغير فيشعرهم بالنبذ و الاضطهاد و من هنا تتكون لديهم ميول عدائية نحو الاخرين
التصلب الذهنى: يتشبثون بأفكار و ايدلوجيات محددة تجعلهم يرفضون اراء الاخرين وان كانت تتسم بالمنطق و العقلانية و هذا يجعلهم ينظرون الى كل من يختلف معهم بأنه عدو يجب مهاجمته
الشك: احيانا يقعون فريسة للشك حول نسق مبادئهم و قيمهم فيدفعهم هذا الى العدوان ليجبرون غيرهم للخضوع لهم قسرا و تبنى معتقداتهم و بذلك يكتسبون ثقة واهية بأن اخرين جدد تبعوهم
لفت الانتباه :يشعرون بالنقص و القصور بأنهم قلة مختلفة و لا يلتفت اليهم احد فيلجأون الى اعمال العنف ليكونوا محط انظار من الغير و ليتصدرون عناويين الصحف و عدسات الاعلام
تحقيق الاهداف : تقوم الجماعات الارهابية على الغاء رغبات و اهداف اعضائها, و تحويل اذهانهم الى اهداف خاصة بالجماعة كبذل ذواتهم فى سبيل بقائها و من هنا يتحول الموت لاجل الجماعه غاية مقدسة و يتسابق الجميع عليه
و لننتبه الى الارهاب موضوع الساعة الذى هو احدث صور الحرب فى القرن الحادى و العشرين و انه اخطر من الاسحلة الفتاكة فهو المدمر للشعوب و الحائل دون تقدم الاوطان لهدره للمورد البشرى الذى يحمل كل عنصر فيه طاقات متفردة فى الابداع و الالهام و العبقرية , فعلينا ان نتكاتف معا لمقاومته بكل قوة و اقتلاعه من الجذور
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com

1

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.