الخميس , أبريل 18 2024
عصام أبو شادى
عصام أبو شادى

جنود تتحدى الطبيعة .

كتب عصام أبوشادى
فى ليله قارسة البروده من ليالى الشتاء التى نعيشها الآن وفى درجه حرارة قد تصل الى ما تحت الصفر،فى صحراء مصر الحدودية.

هناك كانت سيارتنا تمخر عباب الصحراء،محملة ببعض الأفراد،بعد أن أتموا ،إنجازا جديدا لبلدهم،فى ليلة حالكه السواد مصحوبة برياح بارده،وصقيع لم نتعود عليه،جعلت الراكبين يتدثرون فى بعضهم البعض،بالرغم من تشغيل تكييف العربة،الا أن مجرد فتحه صغيرة من نافذة السيارة لزوم تغيير الهواء ،

كفيلة بأن يشعر جميع من فى السيارة،بتلك البروده التى ،غطت على تكييف السيارة،،والكل يحلم بسلامة الوصول لكى يستقبل سريره ويتدثر ببطاطين البيت كلها ،حتى تسرى الحرارة بأوصاله،بعد أن افتقدها فى تلك الرحلة الطويلة والتى تعدت ال12ساعة،والتى بدأها مع أخر ضوء،،،

لم يكن أنيسنا فى هذا الطريق سوى أنوار السيارة، لكى تكشف الطريق ،فى وسط تلال من السواد على جانبى الطريق،لم نرى معالمه،يلف الصمت راكبى السيارة،الا من صوت مقرئ للقرآن يخرج من تسجيل السيارة،بعد أن استسلم الجميع للنوم إلا من بعض عيون شاخصة تراقب الطريق مع السائق، بعد أيام من العمل الشاق،فى ذلك الجو الصحراوى والذى يتميز بالبروده القارسة فى ليله الطويل،،،

وهناك بعيدا فى المدينه،من يجلس بجانب المدفئة،ومن يجلس وبين طيات بطاطينه لكى تعزله عن ذلك الجو،ومهما كان جو المدينه،الا أن جو الصحراء يفوقه بكثير ولا يشعر به إلا من عاش بداخله،،
كان أمبير السيارة نائما على الجانب الأيمن دائما،مع سائق شديد المهارة فى التعامل مع ذلك الطريق ،ومع تلك السرعة وحبس الأنفاس إلا أنه يخرج بصعوبه

عندما نشاهد على أنوار السيارة بعض الثعالب من ساكنى تلك الصحراء،وهى تعبر الطريق،حالة الجو تشعرنا بأن أطرافنا وهى داخل الحذاء على وشك التجمد،ووغزات البرد تضربها بالداخل،،،

لحظات ويعاود أمبير السيارة فى التقلب على جانبه الأيسر،وتتهادى عجلات السيارة ،معلنه عن دخول كمين لقواتنا المسلحة،،وعلى ضوء السيارة ترى من بعيد أشباح وقد تجهزت للقائنا،فى حين أن تفكيرنا،يدل على انا هذا الكمين سيكون مفتوحا،فحاله يدل على هذا،ومع هذا الطقس الصحراوى شديد البروده ،

فلن نجدا أحدا به،،من تلك الأشباح التى رأيناها عن بعد، رويدا رويدا والسيارة تتهادى بين حواجز الكمين،وضحت لنا جليا وجوها بشرية تعلوها الابتسامة،هؤلاء الأشباح ماهم إلا جنود مصر،بملابسهم العسكرية.

توقفت السيارة تماما،وعلى استحياء من هذا الطقس البارد،اضطررت لفتح زجاج السيارة،ومع فتحه شعرت بتجمد وجهى،حيث تقدم إلى جندى من جنود مصر،ليسألنا عن هويتنا ،وبالرغم بوجود تصاريح المخابرات العسكرية،الا أنه اراد التحقق من شخصيتنا من خلال البطاقات الشخصية للتأكيد، ثم لحظات قامت أشباح قواتنا المسلحة بتفتيش السيارة وكذلك المتعلقات الخاصة بنا.

هذا للتأكيد على أنهم يراعون ضمائرهم فى العمل المنوط لهم،وهو حفظ مصر من الأشرار،
واثناء تفتيش السيارة،كان حوارى مع المقاتل الذى يحارب الشر ويحفظنا منه،وكذلك يحارب الطبيعة التى لم ترحم وجوده،كان وقوفه فى هذا الصقيع وإن كان يرتعد منه بداخله،الا إنه أمامنا كان أسدا،لا تخلوا الابتسامه من على وجهه اثناء حديثنا،وبعد الثناء على مايقومون به من تأمين،،

كان سؤالى له على سبيل المداعبة ،كيف حالكم فى هذا الجو،،؟ فكانت الإجابة بنفس المداعبة،والابتسامة،أننى أرتدى دولاب أمى كله،ولكن مافيش فايده من البرد.

هكذا كانت اجابه هذا المقاتل ،الذى يقف فى هذا الجو البارد،حتى انتهوا مما هم مكلفين به، ففتح لنا الكمين داعين لنا بسلامه الوصول،ومصحوبا منا بدعواتنا اليهم أن يحميهم الله،كما هم يحمنوننا،،

وحالى لسانى يقول، لكل من يسب جيشنا،ولكل من ينام فى سريره والدفئ يسرى فى أوصاله،ومع ذلك يشتكى منه،،،،ليتكم كنتوا مكاننا لكى تروا بأعينكم،أن هناك من يسهر عليكم فى هذا الجو البارد،لكى تنعموا أنتم بالدفئ والأمن، أقولها لكل شاب وشابة،يعارضون بلدهم،أقولها لكل حزب يريد أن يتاجر بأفكاره الحجرية فى محاربه وطنه،،إننا فى حالة حرب،ولكنكم لا تشعرون،،هناك الكثير والكثير مثل هؤلاء الجنود يقفون فى هذا الجو،يسهرون ويتحملون فوق طاقتهم،

ما لا يستطيع بشر من أمثال هؤلاء الغوغاء الذين يريدون شرا بهذه البلد،أن يتحملوه،،،تحية لكل المجهولين الذين يسهرون على أمننا وراحتنا ودفئنا،،ولسحقا للمخنثين الذين يشعرون بهذا الدفئ،ولكنهم لايعلمون،من أين جاء اليهم،،،تحية لجيشنا العظيم،وتحية لمصر والمصريين الوطنيين،،وتحيا مصر،رغم أنف الحاقدين،،،،ومصر للأمام أيها المحبطون،فلا تفقدوا الأمل في ذلك،لأن الخير قادم اليكم وبأسرع مما تتخيلون،،،،
هكذا ما تم مع كاتب تلك السطورفى رحلته أمس،،،

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.