الخميس , مارس 28 2024
مروة عيسى

الواقع الأليم وتغير المفاهيم .

بقلم / مروة عيسى
مقال كتبته منذ عامين ولكن مازلنا نحيا هذا الواقع الأليم لذا أعيد نشره للمرة الثانية .
ترددت كثيرا في كتابتي لهذا المقال ، ولكنى وجدت نفسي عاجزة أمام ما يمتلكني من مشاعر الغضب بسبب ما حدث في مجتمعاتنا العربية في السنوات الماضية ، من غياب السلوكيات الحقة التي كان يمتلكها الرجل العربي ، التي تتميز بالرجولة والشهامة وتوفير كل سبل الراحة لأسرته . سواء إعالته لأمه أو أخواته أو لشريكة حياته ، وكان من الصعب علينا أن نسمع أن رجل أصبح لا يهمه أمر أسرته أو عائلته ، ولكن الان أصبح الأمر العادي أن تجد رجلا – ومن رأى لا يسمى رجلا_ إمرأته تصرف عليه ، وتعول أبنائه وهو نائم بحجة ظروفه البائسة التي وضع نفسه فيها، وأتذكر أن الأب قديما كان يجلس أيضا مع أسرته وأبنائه في المساء ليعرف ما مر أثناء غيابه عن المنزل في فترة العمل ، وتتبادل الأحاديث في جو من الدفء والراحة. بينما نجد الان يرجع الرجل إن كان يعمل أو ان كان خرج مع مجموعة من زملائه إلى المنزل متعب . لا يطيق كلمة من زوجته او أبنائه بحجة أنه متعب ويمر بأزمات نفسية، وكأن المنزل أصبح له بمثابة ” الفندق” أو لقنده للنوم فقد . كما أصبحنا نجد الكثير من الشباب الذي أصبح يفقد معنى الإستقرار النفسي ، والعاطفى بسبب سوء الأخلاق ، وانتشار الرذيلة والفاحشة فكثرت حالات التحرش ، والإغتصاب ، بل والأدهى من ذلك نجد بعض الشباب الذين يرتبطون بعلاقات عاطفية ، وهم غير قادرين على تحمل المسئولية ، وتأسيس أسرة يطلبن من هؤلاء الفتيات أن يتصلن عليهم من أجل الإطمئنان ، وأحيانا يرسلون إليهن رسالة ” من فضلك كلمني” فكيف وصل بنا الحال في مجتمعتنا التى أزعم أنها تتميز بالتدين والشهامة والرجولة فكيف يرى نفسه رجلا ، وهو لم يملك أقل شيء لمقومات الرجولة ، وهنا اختلف مفهوم القوامة فأصبح الرجل لا يعبأ بالتزامته ، ولا يهمه شيء ، ونتيجه لهذا الواقع المؤلم أبرر كثرة حالات الطلاق لدرجة إني تقابلت مع أحد الفتيات التي كانت تقول لي “اتخطبت لشخص وقولت ضل راجل ولا ضل حيطة ولكني وجدت أنه لا يصلح لأن يكون لا راجل ولا حيطة حتى ” فكيف وصل بنا الوضع لذلك بل سمعت بعض الشباب يقول “في المجتمعات الغربية لا يتزوج الرجل من البنت رسميا إلا بعد الإنجاب منها” فكيف ذلك ، وجميع الأديان في بلدنا لا تحثنا على ذلك ، وترفض إقامة علاقة بدون زواج . كما نجد أيضا أن الشباب يتباهى لأنه يعرف أكثر من فتاه ويوهم كل واحدة بأنه سيتزوجها، وأنها فتاة مستقبلة ، وعندما تصارحه في كلامها بأنه لا يصح ذلك ، ولابد من الزواج نجده يدير وجهه عنها ، ويلجأ لأخرى وأفسر ذلك من وجهة نظري بأن سبب ما نحن فيه هو الإنحطاط الأخلاقي ليس للشباب فقط بل والبنات أيضا التي أصبحت كل همها أن يقال عنها متزوجه وليس عانسا ، من رأي أن العنوسة ليست عيبا إن كان بديلها الزواج بشخص لا يصلح رجلا ، فالعنوسة أفضل بكثير من دخول الفتاه في مثل هذا النوع من الزواج وتدميرها نفسيا بعد ذلك .
لذلك أتوجه لكل فتاه بأن تحافظ على نفسها وتبتعد عن مثل هذه العلاقات وأقول لها من يحبك حقا سيحارب من أجلك ولا يجعلك تضعين من يديه أبدا مهما كلفه هذا من جده وعناء . أما الشباب فأقول لهم اتقوا الله في علاقاتكم بالفتيات ولا تعلق فتاه بأي شيء إذا كنت غير قادر على تنفيذ وعدك لها حتى يستقيم المجتمع .

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.