الجمعة , أبريل 26 2024
أخبار عاجلة

مسابقة أجمل فصل والعاصمة الإدارية!

بقلم: إيليا عدلي

طابور الصباح.. مشهد روتيني متكرر، ولكنه اليوم بنكهة مختلفة.. الكل وقوف بابتهاج.. يشغل ذهن الجميع شهادات التقدير المزركشة، الملونة، المختومة بختم المدرسة، التي يمسك بها المدير في ساحة الطابور؛ لتصبح موثقة لتاريخ اجتهاد من حصل عليها.. ينتظر الانتهاء من الإذاعة المدرسية ومراسم تحية العلم؛ ليعلن عن الفصل الفائز بجائزة أجمل فصل. وسط زملائي المعلمين بالطابور.. وقفت مبتسماً مستمتعاً بيوم بهيج، تفوح بهجته من كم الفقرات الموسيقية والغنائية الدافئة بالإذاعة المدرسية استقبالاً لعيد الأم، القادم بعد أيام بنسمات الربيع العليلة.. سرحت بذهني بعيداً عن هنا بمئات الأميال، حتى وصلت إلى موقع العمل بالعاصمة الإدارية الجديدة، في أذني خلفية فقرات الإذاعة المدرسية وموسيقاها، وأمام عيني صورة باهتة لطالبات فصل أولى أول – الذي أتولى ريادته – تلمع عيونهن بالحماسة والانتظار لتكريمهن كأجمل فصل بالمدرسة.. ينتظرن أن تقر المدرسة عيونهن بعد مجهود عام دراسي اجتهدوا فيه للخروج بفصلهن في أزهى صورة.. كل ما سبق كان على هامش ذهني، وأما ذهني بأغلبه اتجه لهناك.. نحو انجازات جبل الجلالة، وشبكة الطرق، والمباني الأولية للعاصمة الإدارية الجديدة، والمليارات التي تصرف عليها، وملايين المصريين الغلابة الذين استقطعوا من قوتهم لتمويل هذه المليارات.. فكرت في سبب اختطاف ذهني إلى هناك وفيما جعلني أسافر بذهني بتلك اللحظة!.. تذكرت أنني في باكر ذلك اليوم كتبت في صفحتي بالفيس بوك: “وبعد انتهاء بناء العاصمة الإدارية من دم الغلابة – اللي كانوا متوسطين – لمن سيُصنع تمثالاً؟!”.. فكرت في طالبات فصلي اللاتي تبرعن ببعض من مصروفهن المتواضع لتمويل تزيين الفصل وتجميله.. هل سيتم تكريمهن جميعاً أم تكريمي أنا ومصافحتي دون من قاموا بكل العمل والتضحيات التي بالنسبة لنا طفولية، ولكن بالنسبة للطالبات تضحيات كبيرة ومهمة؟!.. فكرت كم من مواطن توقفت زيادات مرتبه لعدة سنوات؛ لتمويل تلك المشروعات، هذا المواطن الذي ينتظر تكريماً لائقاً لتضحياته واستقطاع جزء من ضروريات حياته من أجل مشروع الوطن.. استفقت من كل ذلك على صوت موسيقى السلام الجمهوري وتحية العلم، تلاه صوت مدير المدرسة الحماسي لإعلان فصل أولى أول الفصل المثالي على مستوى المدرسة واستدعائي وحدي لإستلام شهادة تقدير باسمي فقط دون الأربعين طالبة أصحاب المجهود الحقيقي لهذا الإنجاز.. فوعدتهن بأن أعطيهن حقهن موثقاً كما أخذته أنا موثقاً.. والحقيقة.. لا أعلم إن كنت فعلت ذلك من أجلهن في هذا الموقف أو فعلتها من أجل العاصمة الإدارية الجديدة!!

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.