السبت , أبريل 20 2024
محمد المغربى

عميل فى بيتى …..!!

بقلم محمد المغربى
الكاتب الصحفى
عنوان مثير للفضول … بل والجدل أيضا , ويصلح اسما لفيلم سينمائى بوليسى أو مخابراتى , يفتح ملفا من ملفات الجاسوسية أو الطابور الخامس , والعملاء الخونة لأوطانهم فى عمل فنى , يحقق كما كبيرا من المشاهدة .
الجديد , بل والغريب هو تجسيد الخيال والذى لا ينبثق عن كونه فى الأصل قضية مثارة ومطروحة على أرض الواقع الفلسطينى , وهى قضية ” العملاء ” إلى حقيقة .
هذا ما قامت به الروائية المقدسية ” خالدة غوشة ” , والتى أخذت على عاتقها فتح ملف شائك , عزف عنه الكثيرون وهو ملف ” العملاء ” بغرض توعية الجيل الجديد من الفلسطينيين , وحمايته من الوقوع فى بئر العمالة , بل وعدم الخوف فى حالة السقوط وكيفية حل المشكلة قبل تفاقمها .
جسدت” غوشة ” قضية “العملاء ” فى رواية جديدة لها تحت الإنشاء سمتها ” مصيدة ابن آوى ” تحكى فيها تجربة حقيقية عايشتها شهرا كاملا مع عميل من عملاء الشاباك الإسرائيلى يدعى ” نزار دبش ” نجحت” خالدة ” فى إستقطابه كطعم , بل وأوقعت به فى مصيدتها , وهو بالمناسبة “ابن آوى ” .
” ابن آوى ” هذا حيوان موجود بفلسطين لا يصطاد , وإنما يعيش على الجيف وبقايا صيد الحيوانات الأخرى , فى إشارة منها إلى أن العملاء لا يختلفون كثيرا عن هذا الحيوان النكرة الذى يأكل من بقايا طعام أسياده .

3
المثير أن ” خالدة غوشة ” استدرجت هذا العميل إلى بيتها , ولكى تنجح فى الإيقاع به , تم عقد قرانه عليها ( كمخطوبين لحين إشهار الزواج لاحقا ) .
لقد خاطرت” غوشة ” بسمعتها… واسمها… كروائية مشهورة فى الحقل الأدبى , بل وبحياتها ….وحياة وحيدها ” ملاك ” بعد تهديد هذا “الآوى ” بقتلها هى وابنها ما لم تكف عن كتابة روايتها والتى أعلنت عما يحتويه أحداثها من سرد لطريقة “الاحتلال ” فى إسقاط الشباب والفتيات الفلسطينيات لإجبارهم ليكونوا عملاء لاسرائيل , ولولا أنها غامرت بعقد القران الصورى هذا ما نجحت فى الحصول على معلومات موثقة جعلتها قادرة على تحذير الشباب الفلسطينى من طرق الاحتلال فى إستدراجهم ليكونوا عملاء لهم .

2
هذا القلب الشجاع لم يخضع ولم يستطع ” الآوى ” ترويضه بل قلم “خالدة ” الذى كتب عن الحب والعشق والروحانيات هو من استطاع ترويض ” ابن آوى ” والإلقاء به فى مصيدتها , رغم كم الضغوط المفروضة عليها من حرب على السوشيال ميديا من المدعو ” دبش ” للضغط عليها لتسلمه أشياء ومستندات فى حوزتها الآن تدينه , وتثبت عمالته بل وكيفية إستدراج العملاء الجدد .
لم يكتف ” ابن آوى ” بالتهديد والوعيد والحرب الكلامية على صفحات التواصل الإجتماعى بل قام بالإبلاغ عن “خالدة غوشة ” لدى سلطة الاحتلال الإسرائيلى بدعوى أنها تحرض الشعب الفلسطينى على قتله , وتم بالفعل إعتقال “خالدة ” صباح السبت من بيتها

1
ورغم كل هذه الضغوط التى تمارس عليها , لا تخاف ومصرة على عدم التراجع حتى إن استدعى الأمر أن تستمر بالكتابة من خلف القضبان لكى تكمل روايتها التى تريد من خلالها إرسال رسالة إلى الشعب الفلسطينى مفادها :
أن هذا الوطن يستحق منا التضحية , لكى نبنى مستقبل بلادنا …. ونسترد أرضنا ….ويعود مغتربينا …. ويخرج أسرانا .
إن ما تحتاجه ” خالدة ” بنت القدس من بنى وطنها الدعم المعنوى لكى تستمر فى إنهاء قضية العملاء وتوعية الجيل الجديد من الإنسياق والسقوط فى بئر العمالة , وأن الشعب الفلسطينى شعب يستحق الحياة … الحياة بلا خوف …ويستحق من كل فلسطينى التضحية بكل ما يملك , وهى مستعدة لتضحى بكل ما تملك من أجل هذا البيت الفلسطينى حتىى ولو ضحت بنقطة ضعفها الوحيدة ابنها ” ملاك”
واختم بقولها
” ابنى ملاك مش أغلى من الوطن “

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.