الجمعة , مارس 29 2024
الكنيسة القبطية
د.ماجد عزت إسرائيل

العدالة الغائبة وتفجير كنيستى مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية

د.ماجد عزت إسرائيل
شهدت مصر فى يوم الأحد الموافق 9 إبريل 2017م، أكبر تفجيرات فى تاريخ الكنيسة القبطية حيث حيث تم تقجير كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا بمحافظة الغربية،وكنيسة القديس مرقس مقر بطريرك مدينة الإسكندرية البابا تواضروس الثانى (2012م- أطال الله عمره سنين عدة) وبلغ عدد الضحايا 47 شهيد من أقاط مصر،وأثنان من بعض أفراد قوات الشرطة،ونحو 126 مصاباً، فى يوم يعد لدى أقباط مصر ومسيحيوا العالم من أعظم أيام السنه ،هو يوم أحد الشعانين أو حد الزعف،فى هذا اليوم يتذكر العالم مشهد دخول السيد المسيح مدينة أورشليم أو مدبنة السلام ،كما أن هذا اليوم بعد صلاة قداس الشعانين يختتم بصفة تعرف بـ “التجنيز العام ” وطبقاً لطقس الكنيسة القبطية من يتنيح (يتوفى) لا تقام له صلاة جناز،بعدها يبدأ أسبوع الآلام تذكار لذكرى محاكمة السيد المسيح بعد ان قدمه رؤساء اليهود للحاكم الرومانى بيلاطس البنطى والحكم عليه بصلبه ظلماً ؛ وفى فجر الأحد يقوم الرب يسوع من بين الأموات قاهراً الموت ، ولهذا العيد قدسيه كبير لدى مسيحيوا العالم ،ويعقب عيد قيامية السيد المسيح هذا اليوم ع أى يوم الأثنين عيد يعرف بـ “شم النسيم “وهو عيد فرعونى يحتفل به المصريين جمعياً .

55
هنا نذكر للتاريخ ، كان يوماً دموياً للأقباط حيث تابع كل مسيحيوا العالم وخاصة اأقباط مصر،المشاهد الدموية عبر الفضائيات الأحداث لحظة بلحظة،شاهدوا الزعف الأبيض النقى ملطخ بدماء الشهداء فى كنيسة وخاصة كنيسة القديس مارجرجس بمدينة طنطا، التى تعرضت للتفجير على يد دواعش الإسلام، فى صباح يوم الأحد 9 إبريل 2017م، وهناك تضارب فى الأقول ما بين وضع عبوة ناسفة عن طريق أحد الدواعش أسفل الكراسى التى يجل عليها الشمامسة،وما بين شخص انتحارى دخل للكنيسة متسلسل منتصفه مسرعاً نحو مذبح الكنيسة ،أى كانت الطريقة علينا أنتظار تحقيقات النيابة،ولكن كل ما نؤكده أن زعف النخيل أصبح ملطخ بالدماء لاستقبال الرب يسوع المسيح.،وكان الهدف من هذه العملية الانتقام من الأقباط لتايدهم للرئيس عبد الفتاح السيسى،وربما انتقام بعض الدول رعاية الإرهاب من السلطة الحاكمة، أما المؤكد لنا بتفجيرات كنيسة القديس مارمرقس فتمت عن طريق شخص انتحارى وهذا ما ظهر كاميرا الكنيسة ،وأدى إلى استشهاد الرائد عماد الركيبى وسيادة العميدة نجوى النجار،وكان الهدف من هذه العملية الانتحارية قداسة البابا “تواضروس الثانى” لانه كان يترأس الصلاة بذات الكنيسة .

150
وهنا يجب أن نشير إلى العدالة الغائبة،عندما يضيع الحق فلا أساس للملك،لأن العدل هو الأساس، عندما حدثت كنيسة القديسين بطرس وبولس (البطرسية)،فى دسمبر 2016م وهةى التى وصل تعداد الأقباط الضحايا نحو 29 شهيداً، فى اليوم أعلن رئيس الدولة أن الكنيسة تم تفجيرها بحزام نأسف،وتم القبض على الجناة وباقى تتبع بعض الهاربين، ولكن بعد مضى أربع شهور لايزالوا فى المحاكمة وعلى قيد الحياة وشهداء الأقباط فى القبور دماءهم تصرخ من العدالة الناجزة، واليوم 47 شهيداً ونبدا البحث عن مرتكبى حادثى التفجير وحتى لو توصلت لهم أجهزة الدول سوف يكونوا مثل مرتكبى أبوقرقاقص والكشح الأولى والثانية 1999-2001م ومذبحة نجع حمادة ،ومذبحة القديسين فى عام 2011م ، وماسبيرو 9 أكتوبر 2011 م،وحادثة الأعتداء على الكاتدرئية إبريل 2013م، وحوداث فض اعتصامى رابعة والنهضة فى أغسطس 2013 م وتدمير نحو 104م كنيسة ومدرسة ومؤسسات خدمية، هذا بالإضافة إلى خطف الفتيات القبطيات نحو أكثر من 20 حالة منذ يناير حتى كتابة هذه السطور،بالإضافة لذبح الأقباط المستمر فى القاهرة والإسكدرية والشرقية وغيرها من مدن مصر،بصدق وأمانة مع النفس من تم محاكمته الكمونى لقتله عسكرى فرد أمن مسلم،السؤال الذى يطرح نفسه هنا لماذا لا يتم تحويل هذه القضايا للمحاكم العسكرية،وإعلان أن الأديرة والكنائس مثل المؤسسات العسكرية ،واسناد حراستها لرجال القوات المسلحة وليس للشرطة؟ ربما اعتقدت أن الدولة المصرية لو فعلت ذلك لحديث تغير كبير فى هذا الملف الذى يجمل بين سطوره لب هموم الأقباط .
نؤكد هنا أن هناك بعض شيوخ الدواعش فى مصر وخارجها ،غيروا ثقافة شبابنا ووصل بهم الأمر تقديم الفرد نفسه للعمل الانتحارى ،لماذا لم يتم محاسبة هؤلاء لمسؤليتهم عن تدمير أجيال وشباب فى عمر الزهور،هل لغياب دور الدولة؟ هل لعدم تجديد الخطاب الدينى؟ هل مناهج دراسية؟ هل كتب ذات أفكار تدعو لهذه الثقافة؟ هل دول تساند وتشجع هؤلاء للانتقام من السلطة الحاكمة؟.

5
أخيراً،كل العزاء لأسر شهداء أحد الشعانين ،ولشهداء الشرطة المخلصين وخاصة فى تفجير كنيسة مامرقس بالإسكندرية الذين ضحوا من أجل سلامة شعب الكنيسة ، كما أدوا وأجبهم فى العمل بشرف وأمانة فيستحقوا التقدير ولأسرهم خالص العزاء، واتمنى من الكنيسة القبطية أن تصدر بيان بإلغاء الاحتفالات بعيد القيامة هذا العام، وأيضًا جمع كل شهدائها فى لوحة تذكارية،والآن علينا إلا نبكى على اللبن المسكوب بل يجب فى إعادة التفكير فى الأحداث التى مرت بها الكنيسة خلال الترة الماضية. ونتمنى من الله أن يحمى الله مصر وشعبها من والدواعش ومعاونه!

6 888 3333

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.