الثلاثاء , مارس 19 2024
الكنيسة القبطية
نانا جاورجيوس

شم النسيم ومفهومه في المسيحية .

مما لا شك فيه أن شم النسيم عيد فرعوني ومصري أصيل منذ آلاف السنين، يحتفل به الفرعوني القديم يوم 21 مارس أول يوم إنقلاب ربيعي.
وعندما دخلت المسيحية مصر وآمن بها المصريين تم زحزحة تاريخ هذا العيد القومي لأن أكل السمك فيه تقاطع مع صوم المصريين لعيد القيامة المجيد، لهذا صار شم النسيم الآن هو عيد الربيع المصري ( عيد وطني- ديني) وهذا يوضح أصالة هذا العيد عند المصريين من الناحية التاريخية والذي إلتف حوله جميع المصريين

ولا يستطيع أحد الآن أن يغير أو يمحو هذه الحقيقة، إلا أولاد الظلام ممن يحاولون محاولات بائسة الآن

لتكفير هذا العيد لأنه إرتبط قبل ألفين سنة بعيد القيامة المجيد، لأن عيد يرمز لحياة التجديد عند القبطي القديم وأصبح نفس المفهوم عند الأقباط المسيحيين الذين تمثل قيامة السيد المسيح لهم حياة التجديد الروحي ففي قيامته قيامة أبدية لنا!
وبمرور الوقت إنتشر شم النسيم من مصر القبطية إلى جميع أنحاء العالم لما يرمز هذا اليوم من مفاهيم روحية كثيرة جداً، فنجد البيض الملون ينتشر بأشكاله وألوانه في جميع المسكونة لما للبيضة من خروج حياة جديدة
أما عن مفهوم السمكة ، فيذكر إنجيل يوحنا 21 أن في هذا اليوم وهو التالي لقيامة السيد المسيح، وكما وعد يسوع تلاميذه أن يلقونه على بحر طبرية ، و حيث كان سمعان بطرس ذاهب للصيد فذهب معه عدد من التلاميذ وهم توما و نثنائيل و إبنا زبدي و تلميذان أخران من تلاميذه ولما إنقضى الليل بدون صيد.

ظهر لهم السيد المسيح كما وعدهم وكان واقفاً على الشاطئ، ولم يعرفه التلاميذ لتغير هيئته الممجدة، وطلب منهم أن يلقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن ، فإصطادوا سمكاً كثيراً،
فعرفه القديس يوحنا الحبيب و قال لبطرس أنه الرب، فلما خرجوا للشاطئ نظروا جمراً موضوعا و سمكاً موضوعا عليه و خبزاً، فيقول يوحنا:
21: 12 قال لهم يسوع هلموا تغدوا و لم يجسر أحد من التلاميذ أن يسأله من أنت إذ كانوا يعلمون أنه الرب
21: 13 ثم جاء يسوع و أخذ الخبز و أعطاهم و كذلك السمك
21: 14 هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الأموات
وكانت عادة المصريين القدماء أكل الأسماك في عيد شم النسيم وهو عيد الربيع الفرعوني يوم 21 مارس، قبل إيمان الفرعوني القديم بالمسيح، لهذا تم زحزحة هذا العيد إلى ثاني يوم قيامة المسيح، ليتمكن الأقباط من أكل السمك والبيض اللذين هما أساس أطعمة هذا اليوم.
– ولما إنتشرت المسيحية وسط إضطهاد الوثنيين، كان كل من يؤمن بالمسيح يواجه تهمة عظمى تستوجب حكم الموت، فلم يستطع كثيرين من المسيحيين إعلان إيمانهم من شدة تضييق الخناق عليهم فكانوا يتعارفون على بعضهم البعض بهذه الإشارة، فعندما يجلس أحدهم بمكان يرسم بجواره أحد الأقواس، فإن أتى أخر و أغلق القوس بقوس أخر لتعطي شكل سمكة، فيعرفون أنهما مسيحيين، و كانوا يستخدمون رمز السمكة بدلاً من علامة الصليب المقدسة، كإشارة إلى المسيح وكلمة { أكثوس}, و هي كلمة من أصل يوناني لجملة: {يسوع المسيح ابن اللـه المُخلِّص}
الحرف الأول الايوتا”Ι” وهو الحرف الأول لكلمة Ἰησοῦς إيسوس التي تُنطق بالعربية “يسوع”.
الحرف الثاني الخي”Χ” وهو الحرف الأول لكلمة Χριστóς اخريستوس أي (المسيح).
الحرف الثالث الثيتا”Θ” وهو الحرف الأول لكلمة Θεοῦ المشتقة من كلمة Θεóς في حالة الإضافة التي تعني (الله – الإله).
الحرف الرابع اليوبسلون”Υ” وهو الحرف الأول لكلمة ͑Υἱός يوس أي (ابن).
الحرف الخامس السجما”Σ” وهو الحرف الأول لكلمة Σωτήρ سوتير( المخَلِّص) و المشقة من كلمة σωζω اليونانية التي تعني (يخلص- خلاص).
فتكون الكلمة { يسوع المسيح ابن الله المخلص, Ἰησοῦς Χριστóς Θεοῦ͑ Υἱός Σωτήρ.}
فبجمع الحروف الخمسة الأولى من هذه الجملة باللغة اليونانية
نحصل على كلمة “اكثوس” ΙΧΘΥΣ وباليوناني إخـــثـــيـــس وتعنى ”سمكة”
وبالتالي تصبح كلمة “سمكة” كلمة سرية لإسم {المسيح المخلص}
فأصبح منذ القرن الأول للمسيحية، رمز السمكة تشير للمسيح المُخلِّص و تشير لتمسك المسيحيين بمسيحهم في أشد عصور الإضطهاد الروماني.
فكل سنة وجميع المصريين والعالم بكل الخير بمناسبة شم النسيم

شاهد أيضاً

عز توفيق

في علم الطاقة البشر ثلاثة أنواع

عز توفيق النوع الأول تشحن منه طاقة إيجابية بمجرد سماع صوته أو التعامل معه .. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.