الخميس , أبريل 18 2024
طارق فكرى

الأزهر الشريف………. بين مطرقة الإعلام وسندان الإرهاب .

بقلم : طارق فكري – كاتب وباحث سياسي
الأزهر جزء لا ينفصل عن حضارة مصر وتاريخها الأصيل ،فلم ينفصل يوما عن أحداثها السياسية وجهادها المسلح ضد مراحل الاحتلال التي مرت ببلادنا ، بل بذل الغالي والنفيس من علمائه وطلابه شهداء من أجل وطنهم وسيادة بلادهم .
– حفظ الله وسطية الإسلام في مصر والعالم بالأزهر الشريف فكان منارة للوسطية وجامعة للعلم ومحرابا للعبادة ، فلماذا الهجوم على الأزهر وإمامه اليوم ؟
من المؤكد أن المقصود ليس شخص شيخ الأزهر إنما المقصود هو صناعة فقه جديد وحياكة فكر تنويري بمفهوم من يطلق عليهم تنويريين ، وبث عقيدة مستوحاة من عولمة وحداثة غربية تصب في صالح أعداء الأمة ؛ والمحصلة إنبعاث أتاتوركية مصرية تجرد المصريين من هويتهم ، وما يدل على ترافق الهجوم على الأزهر الهجوم على الأئمة الأربعة والبخاري ومسلم وتوصيف الفتوحات الإسلامية توصيفا يجرمها ويخرجها عن حقيقتها ، أحد الإعلاميين في فيديو تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل قال : “كل حادث إرهابي يحدث في سيناء أو فى مصر أو ضد الأقباط مدفوع ومؤيد بحديث نبوي مذكور فى البخاري.. قولًا واحدًا وأى كذاب يقول غير كدة هو محض كذاب.. يبقى نواجه الحقيقة ونتكلم ولا ندارى وخلاص”
، ولكن الهجوم مدعوما بحجة عجز الأزهر عن مواجهة الإرهاب فكريا ، حيث هاجم أحد الإعلاميين ، الأزهر عقب حادث تفجير الكنيستين، قائلا إن “الرئاسة قررت التحرك في ملف تجديد الخطاب الديني بمفردها دون انتظار الأوقاف أو الأزهر بإقرار مجلس أعلى لتجديد الخطاب الديني” .. ،بل تعدى الأمر وصف الأزهر بالإرهاب ، فدُفِع ببعض الإعلاميين لاتهام المشيخة بأنها “مفرخة” لتخريج الإرهابيين، لتتعالى المطالبات بضرورة إصلاح مناهج الأزهر.
– مخطط الهجوم على الأزهر هو مخطط لتغريغ الإسلام من محتواه رفضها الأزهر وشيخه فكانت سببا لمحاولات النيل منهما مثل :
الحكم بكفر كل من يدين بدين غير الإسلام .
تكفير داعش
إنكار حد الرده
وصف الإرهاب بالإسلامي
أين دور الدولة في حماية الأزهر وعلماء الدين من هذه الهجمة الإعلامية ؟
– الأزهر ليس هو المسؤل وحده عن مجابهة الإرهاب ولت تقدر أي مؤسسة بمفردها القيام بذلك فالعوامل التي تؤدي للإرهاب كثيرة ومتشابكة وتحتاج جهود مؤسسات وخطوات سياسية سريعة ، فلماذا يتحمل الأزهر ما يحدث من إرهاب ؟
جميعنا ننتظر وقفة من الدولة ونظامها السياسي لصد ووقف هذه الهجمة الإعلامية الموجهة على المؤسسة الدينية التي تُعد مرجعية علمية لكثير من المسلمين في مصر وحول العالم ، وأقول : عندما تتصدى الدولة لحماية الأزهر تسكت الألسنة التي تقول بأن بداية الهجمة مع إطلاق فتوى الطلاق الشفهي ، ورفض شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء لتحريف هذا الحكم الشرعي ، فهل تحمي الدولة الأزهر أم تتركه يُصارع الإعلام، ويتشوه وجه الدولة المصرية ؟
حفظ الله مصر وأزهرها .
– لو نجح هذا المخطط لسقوط الأزهر وتطويعه وفق إرادة تنويرية علمانية كما يُراد به ما النتائج المترتبة على ذلك : –
– ضياع صورة وهيبة الأزهر عالميا مما يؤثر سلبا على صورة مصر ووضعها العربي والإسلامي .
– إنقسام المؤسسة علماء وأساتذة وطلاب حول ما يُراد من تفريغ للأزهر وتعدي على ثوابت الدين .
– تطويع الازهر وفق إرادة التنويريين ودُعاة الحداثة
سيحقق إنتصارا للإرهاب والتطرف وإثباتا لنظرية المؤامرة على الإسلام وهوية الدولة .
– صناعة ظهير فكري للإرهاب بعد سقوط المرجعية الوسطية في أعين الشباب .
– لن يمثل الأزهر نقطة توافق ودبلوماسية شعبية بعد إبعاده عن ثوابت الدين مع بعض دول المنطقة لتعارضه مع ثوابت دينية تتبناها هذه الدول مما يؤثر سلبا على وجه مصر خارجيا وعلاقتها بهذه الدول .

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.