السبت , أبريل 27 2024
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود

عبروا وما عبرنا ؟!

في أيامنا أيام مجيدة سجلنا فيها في كثير من الأحيان ما يفوق الخيال، ويتحدى الإمكانات، ويستفز القدرات، في تلك الأيام المجيدة عبرنا بأجسادنا فوق كل الآلام، وانطلقنا لنحلق في سماء المجد؛ لندون في سجل المعجزات بعض السطور الخالدة.
من تلك الأيام التي لا يكاد ينكرها أحد حتى الأعداء نصر رمضان في عام ٧٣، في هذا اليوم عبرنا أول ما عبرنا جسر الخوف من العدو الذي اجتهد ليبث الخرافة في وجداننا بأنه لا يقهر وأن مجرد المحاولة هزيمة، نعم عبرنا خوف الوهم كما عبرنا كل ما وضع أمامنا من عراقيل وتحديات، وأعتقد أن أهم شيء ساعد في عبورنا بعد الإيمان بالله هو الإيمان بأننا نستطيع أن نعبر، ونهزم العدو نعم عبرنا ونجحنا واحتفلنا وحقيق أن نفعل ونتباهى وتستمر احتفالاتنا ما مدمنا علي حافة الوعي.
ولكن السؤال الكبير هل تضحيات السابقين قد حافظنا عليها؟! هل كنا علي مستوى عبورهم؟! هل حافظنا ووقفنا حيث عبورا أم ضيعنا مكتسباتهم وخذلنا طموحاتهم؟!
نعم عندما عبروا كانوا يأملون في تحرير العقول قبل تحرير الأرض عندما عبروا كان يأملون في أن نضع أقدامنا راسخة في المستقبل كما زلزلت أقدامهم أرضنا المحتلة، نعم كانوا يأملون أن نعبر بالصحة والتعليم والاقتصاد والقيم لنواكب تلك التضحيات التي بذلوها من أجل تحرير الأرض.
تٌري هل خذلناهم عندما لم نكن علي قدر عبورهم تٌري هل ضيعنا أمانتهم عندما لم يعبر كل منا بنفسه حيث المحافظة علي قيمه، والاجتهاد في عمله والإخلاص لوطنه، ورعاية الأمانة الموكلة إليه كل في مكانه.
اعتقد أن الواقع يشي بأنهم عبروا ونجحوا وضحوا وما بخلوا بشيء من أجل عبورهم ولكننا من بعدهم ما عبرنا لا بتعليمنا ولا بصحتنا ولا باقتصادنا ولا بقيمنا.
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود
أستاذ علم المناهج وطرائق التدريس بجامعة اسيوط

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.