الجمعة , أبريل 19 2024
مدحت عويضة
مدحت عويضة

فريد كان عنده حق يا سيادة الرئيس

فريد هو شاب مصري كندي درس الهندسة في كندا٫ متعلق جدا بمصر ويتابع السياسة المصرية بشكل كبير٫ تربطني علاقة صداقة بأسرته الجميلة٫ تقابلت مع والدته الطبيبة بعد انتخابات الرئاسة وسألتني عن رأيي في السيسي فكان ردي آنه أفضل إختيار وأن لدينا أمل كبير. عرفت منها أن فريد يشعر بالحزن وغير متفائل٫ تقابلت مع فريد تحاورت معه طمأنته٫ لم يكن فريد الشاب الوحيد الذي أحاول أن أبث فيه الأمل٫كان هناك نوع أخر من شبابنا يختلف عن فريد كانوا أكثر حدة ودائمي الهجوم علينا وكنت أتحاشي الحوار معهم لأحساسي أن لديهم مراهقة سياسية. وهنا أنا لا أتكلم عن هؤلاء لأحساسي أن مواقفهم وأحكامهم المسبقة وهجومهم المسبق قد افقدهم مصداقيتهم.

كان فريد ومعه العديد من أبناء جيله يري أن انتخاب السيسي سيجعلنا ندور في حلقة مفرغة٫ وأننا سنعيد الأمور لما كانت عليه قبل يناير ٢٠١١ وسنتحتاج ل ٥٠ سنة أخري حتي نقوم بثورة وقد تأتي لنا بالإخوان أو الإسلاميين ثم الجيش ثم الإسلاميين ولن نتخلص من هذه العقدة أبدا وقد وفرت الثورة فرصة ذهبية في التغيير وأن نحن ما هو فوق الثلاثينات قد أضعنا الفرصة بإنتخاب السيسي ٫ وكان يجب علي رجال الجيش الدعوة لانتخابات عامه وأن لا يشاركوا هم فيها بل يتركوا الأمر للمدنيين.

أما جيل السبعينات وما هم أكبر فقد شعروا بالقلق بعد تولي الإخوان الحكم٫ أحسوا أن بلدهم  ستضيع منهم وبدون عودة، كان يمتلكهم الرعب من التجربة الإيرانية٫ ووكان الخوف أن يتم أخونة الجيش وبعدها قول علي مصر السلام. كان هناك رعب بين المصريين وعدم شعور بالأمان في ظل حكم الإخوان كانت صرخات الجميع لنا “شوفلنا طريقة للخروج “ أو قل الهروب من مصر للأبد٫كانت المواجهات في الشارع بين شباب التيار المدني والإخوان توحي بين الغلبة للتيار الإسلامي وبنسبة كبيرة. بعد إنحياز الجيش للثورة ومساعدتنا في الخلاص من الأخوان ورأي هذا الفريق أنه يجب رد الجميل لمن خلصنا من الإخوان بأن يكون رئيسا لمصر.

استطعنا نحن أن نكتم أصوات الشباب كتما٫ فرضنا عليهم أن نحدد نحن مستقبلهم٫ وأنهم غير قادرين علي الاختيار ونحن الأكثر حرصا علي مستقبلهم وعلي مستقبل مصر٫ فخبرتنا أكبر ورؤيتنا  أعمق. وأن أحتد النقاش كنا نوجه التهم لهم مثل  “شوية العيال” كان النشطاء مننا يذكرونهم بالماضي وأننا كنا نناضل قبل ولادتهم وأن ثورة يناير ما هي إلا امتداد لنضالنا٫ بإختصار قهرنا شبابنا قهرا وعجبا لأمه تفتخر وتنتفخ بقهر شبابها.

عشنا في وهم الخمسينات والستينات نفس الأكاذيب فيبدو أن تلحين وتأليف الأغاني كان يتم في نفس المدرسة٫ آقصد تأليف الأكاذيب والخدع كانت تتم في نفس المؤسسة مع أختلاف نوع الأكاذيب نتيجة للتغير في الزمان٫ فعشنا أوهام المشاريع الكبري وصدقناها حتي أننا بالرغم أننا متعلمين إلا أننا “لبسنا صباع كفتة عبد العاطي”.

مرت بنا الأيام لنري أنفسنا وقد انقسمنا فريقين فهل نوافق علي بيع أرضنا للسعودية أم لا؟؟ هـذه المرة نسبة ٢٥٪ من نواب البرلمان قالوا لا للبيع٫ وقل نسبة مثلهم من الشعب لم تصدق أكاذيب النظام٫ طالب البعض بالتظاهر كانت الأعداد قليلة٫ فشعر الفريق الموالي للنظام بالإنتصار والفرح لأنهم مرة أخري قهروا أولادهم!!!!. علما بأن هناك من لم يخرج ليس حبا في النظام ولا تأييدا له بل خوفا من أن التظاهر قد يصب في صالح الإخوان أو أن تتحول المظاهرات لثورة تطيح بالنظام وتأتي مرة أخري بالإخوان.

ليصبح الإخوان والنظام وجهين لعملة واحدة٫ لنصل لمعلومة خطيرة هي أن القضاء علي الإخوان هو قضاء علي النظام٫ والقضاء علي النظام هو قضاء علي الإخوان فهم بالرغم من العداء الظاهر بينهما إلا أن كلاهما يعيشان علي تواجد بعضهما البعض وإنهما لا يستغنيان عن بعضهما البعض.

ولم يعد أمامنا غير أن ننتظر عقدين من الزمان لنثور ضد النظام ونأتي بالإخوان ثم نطيح بالإخوان لنحضر العسكر ولنصدق أن “الواد كان عنده حق” مع حفظ الألقاب (لشبابنا).

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.