الجمعة , أبريل 26 2024
ماريا ميشيل اخصائية نفسية

فض أسرار متلازمة ستوكهولم

مشهد ضاغط ابرز ملاحمه الكرب و الضيق,, تخلو تفاصيله من السند و الدعم و الرفيق,, و معتدى يهدد الضحية تحت سطوة القيود و المغاليق,, فيشعر ان شبح الموت سيأتى له من اقرب طريق,, و سيقضى على حياته و يطفئ كل بريق,, ليته يدرك ما حوله من خطر لعله يستفيق,, و لكن من الفزع تتداخل امامه الامور فيحسب العدو صديق,, و يتضامن معه ظنا انه سيجعله طليق,, و ان ذلك مصدر النجاه الوثيق,, و ان لاح وسط هذا الغمام مصدر نجاه شفيق ,,يمكن الضحية من استرداد حريتها بتدقيق,, فيتفاجئ المنقذ بأن المجنى عليه يعيق,, يد العون التى تحاول ان تمتد له وسط ألسنة الحريق,, بل و يضع يديه فى يد المجرم و كأنهم فريق,, هذة الظاهرة ليست تعبيرا للجانى عن حب رقيق,, بل هى انعكاسا لاضطراب نفسى عميق,, فصدمة الموقف العصيب احدثت خللا يعوق فهم الحدث بتدقيق,, فيحتاج الى علاج قوى يليق,, بمقدار هول الفاجعة التى احدثت تمزيق,, يعرف هذا الداء بمتلازمة ستوكهولم يصيب بعض الاشخاص فى الصدمات الكبرى
الاصل وراء تسمية المتلازمة باسم ستوكهولم: وقوع حادث سرقة بنك بستوكهولم عام1973، , حيث إحتجز المجرمون عدداً من موظفي البنك كرهائن مدة ستة ايام، للتفاوض مع السلطات. وخلالها اصبح الرهائن متعلقين عاطفياً بالخاطفين، رافضين مساعدة المسؤولين، بل دافعوا عن الخاطفين بعد انتهاء الازمة
تسمية هذه الحالة كان من قبل نيلز بيجيرو، المختص بعلم الجرائم والامراض النفسية
عرّف متلازمة ستوكهولم على أنّها حالة نفسية تدفع المصاب بها إلى التعاطف أو التعاون مع المضطِهد
فيبدي الضحية استجابه نفسية بالتعاطف و مساندة المعتدي، حيث يشعر الضحايا بخوف شديد من الايذاء لا يملكون القدرة على التحكّم ويظنّون أنّ السيطرة تكمن في يد الشخص المضطهِد، و من شدة الهلع يختل الادراك النفسى للضحايا فيتخيلون بان ولائهم له او تعاطفه معه ينقذهم
اسباب المتلازمة
تأكد الشخص المخطوف بقدرة ورغبة الشخص الخاطف في قتله
اعتقاد الرهينة بان نجاته من الخاطف امر مستحيل
تضخيم تصرفات الخاطف اللطيفة،
كالتي يسمح فيها الخاطف للرهينة بدخول الحمام أو إحضار طعام أو حتى عدم قتلهم أو تعذيبهم،
مما يشعر الضحية كما لو أن المسيئ ليس بهذا القدر من السوء
ضحايا هذه المتلازمة يعانون من العزلة الشديدة، ومن اعتداء جسدي وعاطفي،كالأطفال الذين يعانون من سوء المعاملة، الاغتصاب وضحايا الاختطاف، وأسرى الحرب، وحالات الزواج التي توصف بالعنف، فيدفع الضحية إلى دعِم الخاطِف أو المضطهد كتكتيك للنجاة
الاعراض:
المشاعر الايجابية تجاه المعتدى كالحب و الشفقه
عدم التعاون مع الجهات المسانده للضحية و مقابلتها بالبغض و المشاعر السلبية
عدم رغبة الضحية فى الخلاص من المعتدى
علاج متلازمة ستوكهولم يتطلّب جهوداً و وقتا طويل من المعالج النفسى، والجلسات المستمرة التي تهدف إلى تعديل التنافر الادراكى عند الضحيّة، تغيير صورة المعتدي في ذهن الضحية من كونه منقذ ورائع، إلى حقيقته كشخص معتدٍ يستلزم العقاب
حقا انه لمشهد مليئ باللبس و الغموض حينما تنقلب موازيين الامور.. يحسب الجانى كمساند.. و يرى المنقذ كمعتدى و لكن هذة الصورة المغلوطة التى ترى فى عين الضحية هى اثر وطأة جبلا من الضغوط…فعلينا التعامل بحذر مع مثل هذة الحالات لنصحح مجال الرؤية للضحية و يدرك الموقف كما الواقع
اخصائية نفسية
ا.ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com

2

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.