الجمعة , أبريل 19 2024
شحات خلف الله عثمان

بِداخِلنَا أطْفَال .

بقلم . شحات عثمان كاتب و محام
بِداخل الكثير منا ذكوراً وإناثاً طفل يلهو ويعبث حتى وإن كان فى جسد الكهولة له عنوانا ورسم الدهر عليه علامات الزمن الفارقه وأنتشرت التجاعيد وغزا الشيب كل الملامح .
هذا الطفل يآبى أن يكبر ويتعايش مع الواقع المحيط بل يظل يعاند ويكابر ويناور الجسد البشرى الذى تكتحل عيون الناس برؤيتة .
عندما قال رب البرية فى كتابة العزيز وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68)
جاء فى تفسيرها نرده إلى مثل حاله في الصبا من الهرم والكبر، وذلك هو النكس في الخلق، فيصير لا يعلم شيئا بعد العلم الذي كان يعلمه.
سبحانك ربى ما اعظم دقيق ألفاظك ومقاصدها ومراميها .
هذا الطفل الكامن فى أجسادنا البشرية يعشق ويكرة يحب ويبغض ويريد فعل كل الأمور الصبيانية فى صورة أمنيات وأحلام يترجمها العقل البشرى فى الجسد الدنيوى بالشعور بعدم الرضا عن الواقع المحيط ليعلن وأدها فى مخدع الجوهر الطفولى .
من منا حاول يوما أن يجعل ذلك الطفل عصفورا يُحلِق فى عنان السماء خارجاً من قفص السجن الجسدى ؟
بالتأكيد لم يحاول الكثير منا فعل ذلك لكونه مرتبط بالكثير من الأمور المشتركة فى الحياة البشرية وأعين الناس تقف بالمرصاد دوماً.
ربما نَشعر أحيانا بالرغبة فى إطلاق الطفل بداخلنا من محبس الجسد لكن نتراجع فى أغلب الأوقات ونصنع لذلك الكثير من المبررات .
وكان للموروثات الشعبية فى الاغانى والأمثال الشعبية والشعر الكثير من تلك المبررات مثل عايزنا نرجع زى زمان قول للزمان ارجع يا زمان او بيت الشعر الشهير ليت الزمان يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيبُ والمثل الشهير بعد ما شاب ودوه الكِتاب.
تأثرت طفولتنا أيضاً بما شاهدناة من ويلات ومتغيرات إجتماعية بسبب النزاعات والحروب التى ساهمت فى زبادة ظهور الملامح على الأجساد وزادت بالتبعية الفجوة بين الجسد والطفل الباحث عن الحرية .
وفى الختام يبقى الطفل بداخلنا يمْقُت أجسادنا منتظراً لحظة الخلاص من عفونة الفكر والمعتقدات التى حتماً ستنتهى عند ارذل العمر بالرجوع الى الطبيعية الطفوليه ووقتها لن يكون محلاً لإستهجان من أعين الجسد .

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.