الجمعة , مارس 29 2024
طارق حسان
طارق حسان

طارق حسان يكتب خواطر الواد بلية والخنزير .

أيا نوح اعتقنى
يا لقب يغفله الزمن
الطوفان شغل الناس عنك
واسمك طمسوه عن عمد
ليس كمثل اِبنك
سأوى اِلى جبل
لكى أتوضأ فيه وأعاود المحاولة
لعلى أفهم القبول
بين صلاة اللحظة الفارقة
وصلوات التسلسل الزمنى
أيا نوح
هب لى من لدنك وعيا نصيرا
أنا من الذرية
ركبت الفلك ولم أسأل
ليس أهون من السؤال
بعد تضاؤل الشك واليقين
لم أكن ممن فروا
حزنت بكيت مكثت معك
صنعت الجرار بعينك
كاد صوتى يعلو قبلك
على من كسرها
لم يطيق كلانا
رؤية تحطيمها
لم يرضى كلانا
أن يضلنا الرجل
كلانا عاش مشتاقا
فقد علم الله
ورد دعائنا الباطل
ورضيت أن أكون الخليل
وفرحت بأنك
عبد الغفار
وسئمنا سويا
من الكلب الأجرب
وسخرنا من القبيح
ذو العيون الأربعة
وامتثلنا لامر لاميخ
فلم تأتى الطمأنينة
وغابت السكينة
قلتُ نبقى نُبقى ندعو نمكث نريح نستريح ننعم
قلتُ سمعا
رعينا الغنم
وهبتنا النجارة كرمها
و لم تعصاها الجُفر
كنا اسطورة الصبر والمثابرة
فرحنا بثواب العقل والاِستدلال
فما كان للطواغيت معنا من سبيل
ورغم الصدود والعزوف

تأخرت شكوانا

كنتَ أول فلاح

وكنتُ أول الحاصدين

كنتَ أول صانع للنبيذ

وكنتُ أول الساكرين

ملكتنى السكينة
فى الكرب العظيم
فضلت علىَّ عيلام وأشور وأرباجشاد ولود
ووليت علىَّ يافث ومن بعده
جومر وماجوج وتيراس وجافان وميشيخ وتوبال ومداى
ولم انقض العهد
حتى صديقى الخنزير
كان يعرف أن نيرير
سيُقَبّله ويلفظه فى أنٍ
حُرم لحمى على صديقى الخنزير
وحُرمت الـ دلمون عليه
فغارت منها الجنة
ياله من عقاب بلا ذنب ؟!
أنهكتنى الطاعة والأمراض و أعيتنى الأدوية
صرت مستنقعا للأوبئة
بعدما كنت منزلا مباركا
تحملت
وكأنك نسيت الألواح والدُسر والقطران
هل خدعنى الغراب ؟!
هل صدَقتنى الحمامة ؟!
ألم نفرح بورقة الزيتون الخضراء ؟!
ألم نجمع الأحجار؟!
ألم نبنى المذبح ؟!
ألم نحرق عليه القرابين ليستنشقها الرب ليباركنا ؟!
على أمل الوصول
لبر الأمان
كنتُ عينك
على بوزر وأمورى
ونيبور شاهد عدل
أيا نوح
نو حق
زيوسودرا حق
أوتو نبشتم حق
أهرمن حق
ولو لم يخدعه مثرا
ديوكاليون حق
مانو حق
بلغامير حق
كل زوجين اثنين حق
كل البذور حق
العنزة حق
فيراكوتشا لم يغضب
قصدتك بكل معنى هو لك
بعدد ما أعلم وما لا أعلم
أنت الأحق
لقد خدعتنى المرافئ
والفنارات
والسحاب والضباب
لن أطلب منك أن تسد
فجوة كونية أو زمنية
ولا أخشى نقب زبر الحديد والقطرا
أيا نوح
عمّدنى بيداك
سئمت لعب النرد
لا أريد العبور بسلام
فهو هيّن
بل خذ بيدى
كى لا أعيد الكرّة
على شاطئ أخر
يا اِنح
يا نحح
أغثنى
أو اعتقنى
لعل أتوم يشفع لى
عند سيدى أوزير

 الواد بلية

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

تعليق واحد

  1. يخرب عقلك يا بليه .. جبت من فين التفاصيل دى و الاسماء دى بمقاماتها ؟! جبت الحق و المستحق و الدنيا و الدين اتلفوا فى قرطاس واحد صعير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.