الخميس , أبريل 25 2024
ماريا ميشيل اخصائية نفسية

الانعكاسات النفسية للاحداث الإرهابية .

 

يطل علينا بعين مارد جبار،، يتربص بنا فى الليل و يترقبنا فى النهار،، يخفى لنا فى حوذته الكثير من الاضرار،، يرتب لمخططاته الدنيئة خفية بعيدا عن الانظار،، الى ان يحين الوقت و يقع الحادث اجهار،، فنتألم لما يحدث حولنا من دمار،، قتلى و جرحى و ضحايا انفجار،، اشلاء ملطخة بالدماء من جراء انشطار،، اهالى و اطفال يلذون بالفرار،، مشاهد تنشرها الصحف و تتناقلها الاخبار،، فتترك فى دواخل النفس سلبيات و آثار،، قد تتبلور الى عقد لها ابعاد و اخطار،، فانها تزلزل عرش الصحة النفسية و تنزع عنه الاستقرار،، فيتمركز الشخص حول ذاته فى انسحاب و انكسار،، يهاجمه شبح القلق الى ان يتمكن من عزو المشاعر و الافكار،، يعانى من الكوابيس و الهلاوس و حالات الدوار،، فلابد ان نستمع لاستغاثات النفس و نتنبه لهذا الانذار،، و نأخذ خطوات للمقاومة و تغيير المسار،، و يتكاتف الجميع لمحاربته باصرار،، كى نحيا فى سلام احرار،، اليوم سنتناول بعض الثأثيرات النفسية التى يعانى منها البعض نتيجة للاحداث الارهابية
بلا شك أن لظاهرة الارهاب آثاراً نفسية واجتماعية واقتصادية تنعكس على المجتمع بكل أطيافه
و من اهم انعكاساته النفسية الاتى:
المعاناة من القلق و الرهاب المرضى فما نتناقله وسائل الاعلام من صور و اخبار مفزعة عن قتل و بلطجة و اجرام يسبب حالة هلع العام تصل لتجنب للسير فى الطرقات او الاحتكاك بالشوارع و كل ما يدور فى تفكير الاسر هو القلق من المستقبل و المجهول و الخوف على ابنائهم ان يتعرضوا لاحداث مشابهه
الهلاوس و الضلالات نتيجة لكثرة الحوادث الارهابية تتشبع ابصارنا من رؤية الدماء و مواقع الجريمة او سماع دوى الانفجارات او العيارات النارية… فينعكس ذلك على البعض فيجعلهم يتهيئون رؤية مشاهد او سماع اصوات غير موجودة
معاناة البعض من الكوابيس الليلية و الشعور بالفزع و فقدان الثقة بالنفس و التوجس و الريبة عند التعامل مع الاخرين و سوء الظن بهم
قد تدفع البعض لتعاطى المخدرات و الكحوليات للادمان و المهدئات للهروب من افكار الواقع المزعجة
الانسحاب الاجتماعى و تجنب كل المواقف التى تحمل سمات المغامرة او التى تقترب من مكان اى حادث
ارتفاع حالة التوتر العام …تسبب الغضب و الاستثارة و تضعف التركيز و تشوش على الذاكرة و تؤثر سلبا على اتخاذ القرارات الصائبة… فضلا عن ما تسببه من امراض جسدية
تراكم الاحداث الصادمة يسبب لدى البعض نوبات اكتئاب نتيجة للكبت و انعدام الامان و عدم الاستماع بمباهج الحياة و التوجس من كل شئ
تواتر احداث العنف ينشأ صدمات نفسية لها انعكاسات خطيرة او البعض يعانى من اضطراب ما بعد الصدمة المعروف باعراضه القاسية
وقوع الارهاب بشكل متكرر يولد حالة من العنف و العدوان عند الكثيرين و يبررونها بالدفاع عن النفس مما يسهم فى تفشى ظاهرة البلطجة و نشأة شخصيات سيكوباتية معايدة للمجتمع
جماعات مشتزدمة تؤويهم الجحور حيث العمل فى الظلمة لا النور افكارهم تنبع من محاجئ الصخور فجحرت قلوبهم و اظلمت اذهانهم يتجمعون بكل طوائفهم تحت الراية التى للارهاب الاسود فعلى المثقفين و المعنين ان يتجاوزوا هذة الاشكالية التى اصبحت سمة للعصر كلا حسب مجاله
اخصائية نفسية
ا.ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.