الخميس , أبريل 18 2024

محفوظ مكسيموس يكتب : عجب العجاب

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلي القدس وهذا إعتراف ضمني منه بأن القدس يهودية وعاصمة لإسرائيل ومنذ هذة اللحظة و نحن نري ( عجب العجاب ) فصفحات التواصل الإجتماعي تعج بصخب ثورجي لا مثيل له ونري ردود فعل متباينة بين أروقة الفيسبوك فهناك من يصب اللعنات زخات زخات علي إسرائيل ومنهم من دعي لمظاهرات ضد ترامب ومنهم من شطح بخياله ودعا لمقاطعة مستحيلة الحدوث ومنهم من رأي وهن العرب وعدم تكاتفهم هو السبب الرئيسي في حدوث ما حدث ومنهم أيضا من قام بحرق العلم الإسرائيلي وتمزيقه والبصق عليه و…………..إلخ . لم يشغل بالي كثيرا ان أتحدث عن عروبة القدس من عدمه ولكن إستوقفتني كثيرا ردود أفعال ثلاث وهم حسب الترتيب ( السوريين .. المصريين .. الفلسطينيين ) فالسوريين لم يهنأوا بإستقرار ولا سلام منذ ٧ سنوات تقريبا وهاجر ملايين وقتلت ملايين الأنفس وشردت أطفال وعائلات بسبب الإرهاب الذي إستوطن ودعم من فلسطين وأمريكا فأغلب الإنتحاريين كانوا فلسطينيين مدعومين بأسلحة امريكية وأموال خليجية ولكن بين ليلة وضحاها نسوا قضيتهم ومصائبهم وتهجيرهم وتشريدهم وخراب ديارهم ورفعوا شعار ( القدس عربية ) و الموت لليهود وتبا للخونة والعجيب أن هؤلاء منذ بدأ الرئيس السوري بشار الأسد حربه ضد الإرهاب هربوا وتركوا سوريا للخراب ورغم جبنهم وخيانتهم لأوطانهم إلا انهم يطالبون بعروبة القدس ويشجبون ما فعله الرئيس الأمريكي وعجبي !!
أما المصريون الذين يعانوا من لعنات صراع السلطة بين شقي الرحى التقليدية ( العسكر & الإخوان ) ولم يسمع لهم صوت عندما قام الرئيس المصري ببيع جزيرتي ( تيران & صنافير ) وتسليمهم لبلد يعود تاريخ نشأته لعمر عمارة رمسيس وتم حبس كل من نادي بمصرية تيران وصنافير و مع ذلك أشعلت المؤسسات بعد قرار ترامب الأخير إحتجاجا والمثير للسخرية ان يقوم مصطفي بكري عضو مجلس النواب بتويتة ساخطة علي رجولة العرب في حالة الإعتراف بإسرائيلية القدس بالرغم من انه كان يقود حملة سعودة الجزيرتين وأقسم بأولاده وأمه أن الجزيرتين سعوديتين ورغم الأحكام القضائية بتأكيد مصرية الجزيرتين إلا أن بكري & رفاقه كانوا يعملون سماسرة بيع الأرض المصرية ولكن القدس عربية وعجبي !!!
وأما أصحاب القضية الفلسطينية وهم ( الفلسطينيون ) فلم يسمع لهم أحد صوتا ولا تصريحا ولا تهديدا وخرست ألسنة خالد مشعل وإسماعيل هنية وكأن لسان حالهم يقول ( دع الهري للمصريين والسوريين والعرب ) وإكتفوا بتوقيع المعاهدات والصفقات بينهم وبين إسرائيل وأمريكا …..مشهد ثلاثي عبثي يتجلي فيه عجب العجاب.

 

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.