الجمعة , مارس 29 2024
ماجدة سيدهم
ماجدة سيدهم

ماجدة سيدهم تكتب : أيوه مش متربيين

.الحال بقي غامق أوي ..

أيوه مش متربيين ..لما شوية عيال أو شباب يقفوا يسخروا من كهل أو ست مسنة بالطريق ..

لما يكون الرهان مين اللي حايتحرش بالبنات بالطريق بالفاظ جنسية رخيصة أكتر ..

لما نمارس زنقة الجنس والتبول علنا تحت الكباري أو على جذع شجرة أو جنب أي سور .. لما أحس بالسعادة وأنا بأخرب في بيتي وشارعي حتى نفسى ..

لما أطلق ولادي يربيهم الشارع علشان يكونوا رجالة وازرع فيهم الفوضى واللامبالاة وعدم الالتزام ..

لما نعمل شرفا ونلعن المثليين وأحنا بنعتدي جنسيا ليل نهار على المعاقين ذهنيا وأطفال الشوارع ..

لما نصدق الكدبة ونعمل بتوع ربنا وخايفين من الالحاد واحنا راشقين في القذارة والنصب وقسوة القلب والتخلف للركب . فلا احنا بنعرف ربنا ولا إنت تعرفه ..

لما نتعلم في مدارسنا فنون البلطجة وضرب الحقن والبانجو وسرقة أهالينا ..لما حصص المشفيات من القطن والشاشة والمطهرات والسرنجات والأدوية والمنظفات تتسرق عيني عينك ..

لما شوية عيال يتمنظروا بعربيات أهاليهم ويربكو ا الطريق بسواقة الغرز وكأن الشارع لشوية صيع .. لما نتقن الكدب .ونعتبره شطارة ..الكدب بيشوش جدا على الحقيقة

لما نفشل نقول لبعض صباح الخير ..ومش فارق معانا نخرج بلبس مبهدل ..لما اتعامل مع الفقراء باحتقار ومع البسطاء بتعالي وسخرية .

لما ماعرفش اسمع مزيكا ولا يستهويني اقرا كتاب ويكون كل همي افتش على جوجل على صفحة تثيرني …والمصيبة بنضحك أوي بتصنفنا عالميا. بالمنهارين جنسيا ..

لما يموت جوايا الإحساس بحقي استمتع بالحياة وبأي إمكانيات واستهلك وقتي اتلصص على غيري و أراقب تصرفات الناس واخبارهم وانتقدها كمان واحكم عليها بمعيار الشرف …. واحنا والحمد لله كلنا ملطوطين .. وأفتش عن أي فضيحة وأروج لها يتلذذ..

لما تكون البطولة والجدعنة نكتب على ظهر التوكتوك “:ماترفعش صوتك عليا دا امك كانت بايتة معايا “

لما نغني ونرقص على اغنية “بص امك” وكأنها انجاز وإبداع ماحصلش ..

لما أفقد احترامي للقيم والحضارة ولبلدي ولأي إنسان لأني ببساطة فاقد احترامي لنفسي ..

لما اعرف واعترف إني فعلا ضعت وبقيت في الوحل وإن أخلاقنا ف الحضيض .. وقتها لازم نقف بصرامة ونعترف فعلا إننا مش متربيين ..احنا بقينا خطر على أنفسنا فعلا لأننا ميتين..

ايوه لازم نتعلم ونتربي من جديد ..دا مشروع قومي خطير جدا ..بناء البشر هو بناء الوطن لحتى نكون بشرا اسوياء نستحق فعلا الحياة مش مجرد هوام أو متفرجين من غير إحساس ..

يظل الجمال والفنون كلها هي محررة الشعوب ومخلصها من كارثتها الإنسانية ..

كلمة أخيرة..الانهيار الأخلاقي دا هو مجرد ثورة مرعبة وضرب الوطن والحياة كلها بعرض الحائط ..فلا شيء يهم ..

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.