الجمعة , أبريل 19 2024
فن
الفنانة شريهان

شريهان بلا نسب حتى السادسة عشر من عمرها ، وأسرار العذاب في حياتها ..

“دروس من حياة شريهان  لمن أراد السعادة ..
حلقات لا تنتهي من مسلسل العذاب في حياة شريهان ..
شريهان تتزوج زوج صديقتها ” إسعاد يونس ” سرا ..

كتبت / أمل فرج 

شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني ، ولدت بالقاهرة عام 1964 ،هي مثال لأشهر من ولدوا وفي فمه ملعقة من ذهب ، ولكنها كانت تقبض على الجمر ؛ فلم تمنحها الحياة السعادة رغم المال ، والجمال ، والشهرة ، وكانت شهرتها ، وثراؤها لهما طابع خاص تميزت به دون سواها ، لقد مُنحت شريهان من الحياة كل شيء 

ولكنه كان عطاء في مقابل السعادة ، ولم تستطع أن تحصل بجمالها ، ومالها ، وكل ما منحتها الحياة على ما كانت تتمناه ، وتسعى له من السعادة ، افتقدت شريهان مشاعر الأمان على مدار عمرها ، رغم أنها تستطيع بثرائها أن تحقق ما يعتبره غيرها ضربا من الخيال ، وليس لشيء سوى أن في يد الحياة لنا دائما مفاجآت القدر

التي يقف أمامها أي سلطان عاجزا ، لا حراك له ، ولا إرادة ، فقد ولدت شريهان للسيدة / عواطف ، التي اضطرت للزواج من عبد الفتاح الشلقاني ـ أحد أثرياء القاهرة زواجا عرفيا ، لا لشيء سوى أن تمنع ابنها الوحيد ـ الفنان عمر خورشيد ـ من الالتحاق بالخدمة العسكرية بصفته العائل الوحيد للأسرة ، وقد أثمر هذا الزواج عن ميلاد شريهان ، التي دفعت ثمن زواج والدتها العرفي 

عبر مشوار طويل أمام المحاكم وصل إلى ست عشرة سنة ؛ لإثبات نسبها للأب الذي رحل فجأة تاركا ابنته لتواجه مصيرها مع عائلته التي رفضت الاعتراف بنسبها لأبيها ، وشككت فيه طمعا في ثروة الأب ،وحرمان الابنة من ميراثها ، ولم تحسم هذه القضية إلا بعد مرور ستة عشر عاما من عمر شريهان قضتها من حياتها بلا نسب ..

لم تكن سنوات المحاكم في حياة شريهان هي العذاب الوحيد في رحلة الأيام، ولكنها تجرعت مرارة الفراق ، وصار سنة لحياتها مع من تحب ؛ فقد كان الرحيل المفاجئ لأخيها ـ من أمها ـ عمر خورشيد أكبر صدمة

اعتصرقلبها لها ؛ فقد كان قريبا لنفسها ، وكانت تردد ـ دائما ـ “الحياة من غير عمر ما لهاش طعم ، كان لي أخي وصديقي وأبي “، ولم تكد شريهان أن تنتبه للحياة بعد فجيعتها في أخيها حتى صدمت بوفاة والدتها ، وقتها كانت شريهان تملأ الأسماع ، والأبصار بعد نجاح ساحق في اجتذاب الجماهير العربية أمام شاشة فوازير رمضان ..

واستمر الحزن ينقش ملامحه على وجه شريهان ، حتى بدأت حلقة جديدة من مآسي الحياة ، كادت أن تودي بحياتها ، ذلك عندما تعرضت للحادث الأشهر وقتها ، الذي ظل غامضا ، وكثرت حوله الروايات ، والأقاويل 

ولازال حتى اليوم لم يحسم باليقين ،ولازالت تغلفه الملابسات الغامضة ، خاصة وأن الحدث قد اقترن بعدد من الشخصيات المهمة بالمجتمع ، وخرجت شريهان من هذا الحادث بإصابات بالغة في العمود الفقري ، سافرت على أثر ذلك للعلاج بالخارج ، وقد خضعت لسنوات طويلة تحت الإشراف الطبي 

ثم عادت بعد سنوات من الغياب لتستعيد نشاطها الفني بقوة ، وتحدي ، وكانت شريهان في هذه الفترة الحرجة كانت قد ارتبطت بزيجة فاشلة من ثري عربي ،زاد من قتامة حياتها ، التي كان يملؤها المشاحنات 

والمشاكل معه ، بعدها تم الطلاق بهدوء ، وظلت بعدها بدون زواج حتى اقترنت في سرية تامة بزوجها الحالي ، رجل الأعمال الأردني ” علاء الخواجة ” ، وظل زواجها سرا ، حتى حملت بابنتها ،الأمرالذي كان سببا في إشهار الزواج ، كما تسبب هذا الإعلان في أزمة كانت حديث الوسط الفني وقتها 

حيث كانت رغبة علاء الخواجة في عدم جرح مشاعر زوجته الأولى ـ الفنانة ” إسعاد يونس “ـ

والتي ثارت ثورتها فور علمها بالخبر ، وأعلنت حربا شرسة على شريهان في الصحف ، والمجلات ، وصرحت بأن شريهان كانت تمر بأزمة نفسية قاسية ، وقد كانت إسعاد وزوجها سندا لها ، وكانت تعتبرها أختها تماما 

وعاتبت نفسها كثيرا أن وقفت بجانبها هي وزوجها إلى هذا الحد ، الذي قرب بينها ، وبين زوجها ” لحد ما خطفته” ، “هو ده جزاء إني وقفت جنبها في محنتها” ،ـ هكذا كانت تردد الزوجة المكلومة “إسعاد” ـ وهكذا تقرب زوج إسعاد من شريهان ، وصادف الحب قلبيهما ، وقررا الزواج سرا ،حتى أعلن عنه ،مع إنجاب أول طفلة لها ، وما كان من شريهان وزوجها أمام ثورة إسعاد يونس إلا أن التزما الصمت . .

وزادت الحياة من قسوتها بشراسة ، والتي لم تمنحها هدنه تلتقط أنفاسها من نكبات الدنيا ، وبعدما ظنت أنها تذوق أخيرا السعادة لأول مرة ، حين حملت في ابنتها ” لولوة ” بين يديها ، إلا أنها ـ وفي نفس اللحظة ـ كانت تعالج شريهان من أزمة صحية بالغة ، لم تفصح عنها فورا 

وذلك في عام 2002 ، ولكن كشفت عنها الأيام ؛ حيث كانت تجري جراحة دقيقة في الجانب الأيمن من وجهها بعد استئصال ورم خبيث هدد حياتها ، مرت بعدها برحلة علاج طويلة على مدار السنوات الأربع الأخيرة . وقد بدأت الآن فقط تطل علينا شريهان من بعيد ، وأصبح لها حضور خاطف، بعد غياب تام لسنوات طويلة ..

وتعيش الآن شريهان مرحلة هادئة مع الحياة ، بجوار زوجها علاء الخواجة ، وابنتها “لولوة ” و صغيرتها ” تالية القرآن ” ، إلا أن ملامح الحزن التي خلفتها نكبات الحياة المتلاحقة لازالت تترك بصمتها في شيء ما على

ملامحها؛ لتعلم الجميع أنه يوما لم تكن السعادة في سيارة فارهة ذات إطار ذهبي ، أو رحلة بطائرة خاصة إلى العالم العاجي الذي صمم خصيصا لصاحبه ، حياة شريهان درس لكل من تأمل شيئا من ملامح أحداث حياتها ، وأثره عليها بأن أبدا ما كان الجمال ، أو السلطة ، والثراء يستطيعون صنع السعادة 

إلى كل لاهث لشهرة ، أو مال ، أو جاه ، أو رحلة بحرية على متن باخرة من العاج ، تأمل حياة من لم يصنع لهم متاع الحياة يوما نصيبا من السعادة .. 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

جورجيت شرقاوي تكشف حقيقة توحيد الاحتفال بعيد القيامة بين الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية

أنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي العديد من الأقاويل التي تؤكد بأنه سيتم هذا العام توحيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.