السبت , أبريل 20 2024
ماريا ميشيل

تجربة مليجرم و سياسة تكميم الأفواه

 

أحداث و أخبار مأساوية،، لا تقتصر على بلدة بل هى ظواهر عالمية،، تتداولها الوسائط الإعلامية،، يراها البعض أنها أمور عادية ،، و الكثيرون تهتز مشاعرهم الإنسانية،، و تضطرب حالتهم الوجدانية،، و لا يدور الفلك ـ فقط ـ حول الأحداث الدموية،، بل يشمل تجاوز المبادئ و المنظومة القيمية،، كالإيذاء ، و الظلم ، و التجاوزات الاجتماعية،، و الاستبداد التجارى و الممارسات اللا أخلاقية،، و يضع الجميع حول هذه الوقائع العلامات الاستفهامية،، فلماذا الصمت أمام السلوكيات الوحشية ،، و لم عدم التصدي  للجرائم المجتمعية،، رغم الإجماع بضرور اتخاذ القرارات الإيجابية،، تقضى على مثل هذة المتتابعة الاستنفارية،، و برغم من قوة هذه المظاهر الحماسية،، تخمدها السلطة بقبضتها الحديدية، لمصال شخصية،، و تخدر من ضمير منفذى التعليمات بطريقة سحرية،، و هى إعفاؤهم من تحمل المسئولية ،، فقط عليهم التنفيذ بكل جدية،، و سنعرض دراسة تفسر لماذ الصمت أمام القضايا اللا إنسانية ، فالمصالح ما تخضع السلطة مرؤوسيها على قبول ما يتعارض مع قيمهم

في عام 1961 قام العالم النفسي ستانلي مليجرام بإجراء اختبار طاعة السلطة (Obedience to Authority experiment)

هدف التجربة: معرفة إلى أي مدى نذعن للسلطة وننفذ أوامرها حتى لو ضد مبادئنا
يشارك في التجربة 3 مجموعات
الأساتذه: متطوعون للقيام بالتجربة دون معرفة أي شيء عنها (يمثلوا المنقادين من قبل السلطة)
قيل لهم إنَّ التجربة عن الذاكرة و التعلُّم

الطلاب: ملمون بالتجربة وموصلة بأجسادهم اسلاك كهربائية واهمة ( يمثلوا الضحية)
مشرفون: دورهم حث الأساتذة على استمرار التجربة اذا أرادوا التوقف (يمثلوا السلطة)

في البدء أعطي للأستاذ جهاز للصعق وتم إبلاغه ان الجهاز موصل بأسلاك كهربائية بجسد الطالب جلس المُعلِّم والمُتعلِّم في غرفٍ منفصلة لا يمكنهم فيها الاستماع سوى لبعضهم البعض
وعلي المعلم أن يسأل الطالب عدة أسئلة ، وكلما أخطأ الطالب في جوابه يصعقة الأستاذ
مع مضاعفة الصعق في كل مرة 15 فولت (الصعق غير حقيقي لكن الأستاتذة لايعلموا بذلك)

و بعد الصعقات كانت تصدررأصواتا صراخات مسجلة للطلاب و بعدها يسود الصمت و القلق على المُعلِّمين و يطلبون بوقف التجربة. و خصوصا بعد توسلات بعض الطلاب بأنهم مرضى بالقلب و هنا يتدخل المشرفون الذين يمثلون السلطة… و يقولون للمعلمون ” ليس لديك خيار آخر عليك الاستمرار” ” التجربة تتطلب الاستمرار” مما تشجَّع الكثيرون على إتمامها و خصوصا عندما قيل لهم أنَّهم لن يكونوا مسؤولين عن أي نتائج

عدد المعلمون المشاركون 40 شخص من مختلف المستويات بعضهم من حمله الدكتوراة و رجال الأعمال.. 26 منهم اتتموا التجربة الى درجة الصعق القصوى 450 فولت
بعد ان أكد لهم المشرف بأنه لا مسؤولية عليهم و لم ينسحب سوى 14 فقط
و انسحابهم جاء متأخر بعد ما وصلوا الى 300 فولت مع ملاحظة ان درجة 250 فولت تعتبر اقل درجة قاتلة

كثيرا ما تلح علينا اذهاننا امام الصمت العالمى على المذابح الوحشية و الجرائم الارهابية و ساحات الدماء او يأخذنا التعجب من المواقف اليومية و لماذا يتم انتهاك القيم و ظلم الابرياء.. الاجابة تتلخص فى الخوف من القبضة الحديدية التى لاوامر السلطة الاعلى و علينا الا نخدر اصوات ضمائرنا فيما يتعارض من الاخلاقيات مهما كانت النتائج

ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.