السبت , أبريل 20 2024
نوري إيشوع

الفرحة السراب…!

بقلم المحامي نوري إيشوع

من عمق الصحراء الهائمة في العذاب، من حرقة حرارة القلوب العطشى للحبيب بعد أن قطع بإرادته حبل المودة

وحرق الرسائل المنتظرة على أحرٍ من الجمر للجواب، من حبالي صوتي الخافتة بعد أن قطعوا أوردة الحب وأغلقوا

بالمرصاد في وجهه الباب، من صدى صوت من نحب ونعشق، غطى فرحتنا الحزن الظالم وساد على حياتنا

كالضباب، من صمت حروفي الغارقة في محيطات الأنين على ضحكات الغياب، لاحَ بصيص أمل قادم من عمق الكلمة

يهرول على بساط الرمال المنثورة على روابي الهضاب، يحمل أريج من طيف أحبتنا، يبشر بالأمل القادم فوق

السحاب، من أعماق السراب، بزغت إشعاعات نور الوصال من جديد دون حرف أو كلمة عتاب.

ضحت قلوبنا، إختفت أحزاننا، أخضرت دروبنا، إبتسمت أحرفنا الغارقة بدموع الفرح بعد أن زينتها

براعم الفل و القرنفل مزركشة باجمل الثياب، من عمق السراب حلقت حمائم تحمل أغصان الغار

وعلى صدورها أكاليل مصنوعة من الياقوت و الدر المنتقاة بحكمة من قعر البحار

تهتف للحب الأزلي مهرولة نحو المجهول في طريق الإنحدار بسرعة هائلة كالقطار!

من السراب، عاد الأمل من جديد، عادت رسائلنا المحروقة تقرع باب البريد، همست قلوبنا

بعد ان كوتها النيران المنبعثة من الجفاف القادم من بعيد، بكت سمانا أثلجت قلوبنا،

كحلت عيوننا برؤية الحبيب، حلق هوانا في إزقة السعادة، تبحثُ عن العيد السعيد، غاب السراب

عشنا الحقيقة، توارينا خلف أسوار العمر المديد.

تلاشى السراب في حلم يقظة، خلف الضباب البعيد، حمل معه الحقيقة الى عالم النسيان، عشنا في الأمل

دون أمل، هاجت الرياح حملت الصباح لانها تجري بعكسِ ما نريد! عدنا مع أحزاننا الى الماضي

التليد بعد غزانا السراب من جديد! ترحل أحبتنا واحداً تلو الآخر الى العالم الآخر، دون سابق أنذار

ودون مواعيد، فنغرق في بحورِ الأحزان ويهجرنا العيد، يموت فينا الإحساس بالأمان

بعد فقدان حبيبٍ بعد حبيب، فتذبل الحياة

وينتصر الأشواك على الجنائن وتذبح االفرحة على عتبة الإيام ويعلو بكل قوة صوت النحيب

وتتساقط أوراقنا وتذبل الأغصان وتدك الرياح جذورنا ويختفي يوماً بعد يومٍ أعز أحبتنا إلى ماوراء البحار

ونبقى نتخبط ماتبقى من أيام عمرنا القليلة كالغريق، الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة دون أخٍ أو قريبٍ

أو صديق فكنا وكانوا كالسراب الذي لاح واختفى في الأفق البعيد.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.