السبت , أبريل 20 2024
شحات خلف الله عثمان

سامحوني يا عيالي

 

بقلم .شحات عثمان  ـ كاتب ومحام ـ 

عبارة بسيطة من ثلاث كلمات لا تكلف قائلها الكثير من الأموال أو الهدايا ولا تنقص من قائلها شيئا بل تزيدة رفعة ومكانة بين أبنائة ، وكثيرا ما تمر بنا مواقف حياتية وظروف تستوجب التلفظ بتلك العبارة السحرية التى تأخذ بالألباب وتسيطر على مشاعر الأخرين بها .

ثقافة التسامح وطلب السماح من الأخرين من الخصال الحميدة فى النفوس السوية لدي البشر فالمخطئ سيستمر فى الخطأ ويندم ويعود وهكذا هى طبائع البشر وخير الخطائين دوما من لدية القدرة على الرجوع والندم على ما فات وترميم ما يمكن ترميمه فى المجتمعات .

سامحوني يا عيالي مقال من سلسلة مقالات تسلط الضوء على الجانب السلوكي فى المجتمعات ، ولكي نفهم معني المقال سأقوم بضرب بعض الأمثلة والنماذج التى تستدعي قول سامحوني يا عيالي ومنها سامحوني إن كنت قد طلبت منكم يوماً أموراً من وجهة نظري ممكنه ولكن ملكاتكم وقدراتكم لم تستطيع تحقيقها فكانت النتائج سلبية على مستوي التحصيل الدراسي والعملي والنفسي ، سامحوني يا عيالي وشعبي ان كنت قاسيا معكم فى قرارات جائرة بفرض مصاريف معينة أقل من أقرانكم فجعلكم تشعرون بعدم المساواة بينكم وبين الأخرين ، سامحوني يا عيالي إن حجبت عنكم استخدام الهواتف والدخول لشبكة الأنترنت حتي وصولكم لسن معينة تدركون فيها ما ستقدمون عليه .

هذة بعض الأمثلة التى من خلالها أظهرت العنوان وبالتأكيد هى ليست ضعفاً ولا هواناً بل نقاط تصحيح مسار وإيقاظ روح الكينونة لهم مع الوضع فى الأعتبار انها فرصة لبيان سبب التعسف فى القرارات التى يتم اتخاذها بدافع التربية .

المجتمعات تتفاوت فى تربية أبنائها وتخنلف من منطقة الى منطقة أخري حسب العادات والتقاليد وما يكون عيباً فى مجتمع معين يراه اخرين فى مجتمع أخر نوع من الجهل وعدم مواكبة التطور فى العالم ، وبين هذا وذاك هناك أسس رواسخ كالجبال الراسيات يتفق عليها الجميع وهي ألتعاليم السماوية والروحية والأخلاقية ولا يختلف شخص على أنها أساس بناء وتكوين الشخصية العربية فما كان انبياء الله عن بناء الشخصيات بالبعيد بل كل رسائلهم كانت تصب فى مصلحة التكوين الأنساني وتعاملاته .

لا يختلف أيضا اثنان من البشر على ان التربية تبدأ من المحيط الأسري بغرس القيم الجميلة ثم يتشارك الدور التعليمي مع الأسرة فى بناء الشخصية ليخرج للمجتمع نموذج بشري يبني ولا يهدم ، يعمر ولا يخرب ولكن للأسف فى الواقع المحيط نجد ان الجانب التربوي يخفت بريقة يوماَ بعد يوم من المحيط الأسري والتعليمي وذلك للعديد من الأسباب الأقتصادية والأخلاقية والأجتماعية والثقافية فنجد ان الاب والام لكل منها توجهاته ووجهاته والتعليم اصبح له توجهاته ووجهاته وبين هذا وذاك لن تجد الجيل المنشود فى التعمير والأصلاح .

جميع مؤسسات الدول بداً من الرئاسة حتى الأسرة الصغيرة مسؤولة عن ثقافة عنوان المقال سامحوني يا عيالي ، وبها سيتغير الكثير. والكثير فلو افترضنا ان حاكم دولة ما وقف خطيبا بين أفراد شعبة وقال لهم سامحوني يا عيالي الحال كما تعلمون يحتاج الى الصبر قليلا وما فعلته من أجلكم اعلم انه اضر بالكثيرين ولكن كان شراً لا بد منه وصارحهم وكاشفهم وتعامل معهم بالشفافية فمن المؤكد أن التعاطف الممنوح له سيزداد يوماً بعد يوم وسيكسب الكثير من الناس ، وقس على ذلك حسب التسلسل الى ان تصل الى الاسرة الصغيرة وتعامل الاب مع أطفالة .

لا تنس ان من الحكمة ان تكون العبارة مدعمة بالمبررات والاسانيد الداعمة لها وإلا فقدت معناها فالحكيم الفطن من يجيد توظيفها بمقارنات معيارية قبل التلفظ بها ليحدث نوع من الأقناع لدي المخاطب أبناً كان أو مرؤساً فى العمل أو محكوماً من قيادة سياسيه.

سامحوني يا عيالي عبارة سحرية من أجاد قولها أجاد السيطرة والإمساك بزمام الأمور ، ولكل واحد منّا القدرة على ذلك بشرط التوظيف الجيد لها وبيان عقبات وتوابع ما استدعي طلب التسامح فلا حياة بدون توضيح للرؤي ولا تقدم للمجتمعات دون مصارحات ومكاشفات ولا شخصيات قوية غير مهزوزه بدون أخلاقيات ومعرفة بدقائق الأمور

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.