الجمعة , مارس 29 2024

ماجدة سيدهم تكتب : التنوير كارت محروق ..

(سامحوني تاني لإطالة )

الفرق بين العلمانية والانحطاط فرق يحسمه وعي وفكر وتحضر وضمير وهدف وثقافة قادة ونخب أي مرحلة في تاريخ الشعوب..

للاسف ما أسفرت عنه الثورات ببلادنا لم يتعدي بضعة مصطلحات انتهت صلاحيتها سريعا عدا مصطلح العلمانية الذي وجد ضالته من قبل دعاة التنوير في استعراض شتى النزاعات وتبادل الاتهامات والتراشق بالسباب مع شيوخ الفكر السلفي ..محققين في ذلك البطولات الوهمية فضلا عن الشهرة والمال والعديد من الإمتيازات على جثة احلام شعب تعفن لكثرة الاستغلال والسخرية منه ..

في نقاط ..

١* حين وجه لأحد التويرين من دعاة العلمانية سؤال عما إذا كان يقبل أن يكون رئيس الدولة مسيحيا.. لتنطلق إجابته باندفاع تلقائي مشيرا إلى كم التراكمات والموروثات السلبية والأفكار الراسخة السلفية والمتخلفة بالمجتمع التى بدورها لاتقبل هذا..بل وتقف عائقا أمام أي تغيير…

( يفترض أن التنويري يعمل ضد السياق المتخلف ولا يواكبه ..و لما حضرتك معشش جواك سلفي خطير يرفض أي تقبل للاخر ..وفي ذات الوقت تدعو لمجتمع علماني . .تفسر دا بإيه يا تنويري ) دا لا هو تنوير ولا دي علمانية ..دا انحطاط يافندم ..

٢* في مشهد عبثي للست الممثلة المحجبة المعتزلة والداعية السابقة لتؤكد في برنامج شيخ الحارة أن إعتزالها طوال هذه السنين كان بسبب عمل وسحر والحمد لله اتفك (طبعا هي تعلن صراحة رغبتها الملحة في العودة للتمثيل بش بشوية كبرياء. رغم فشلها التام كممثلة …

طيب يامبدعة ياللي المفروض دورك تنوير المجتمع من خلال الفن.. لما تخرجي وتقولي عمل وسحر وضرب ودع .. يبقى حضرتك كدا بتروجي للخرافات والشعوذة ..وماتفرقي ابدا عن اي جاهل دجال سلفي متخلف ..طبعا دا نتيجة صراعاتك مابين الخرافة والحقيقة )

الشيء الظريف ياحجة ..لما تؤكدي أن عورة المرأة في جسدها كله مش شعرها ..طبعا مصدقاك بدليل الخصلات الملونة المتدلية من حجاب أشبه بالكاب ..كل مافي الأمر إن أول الرقص حنجلة.. يعني ف طريقك لخلع الحجاب نهائيا ..إنتي حرة.. لكن انت متهمة بنشر الخرافة والكدب والإدعاء وتصريحاتك السابقة فور حجابك تشهد عليك ..دا ياحضرة الداعية المبدعة لا هو فن ولا تنوير ولا ابداع ..دا انحطاط يافندم ..

٣* حين تكون الفنون جميعها لاتخرج عن كونها شوية دراما وشوية مهرجانات وفاعليات وتغطية إعلامية لأحدث خطوط الشد والنفخ والمكياج ..دون أن تقدم أدنى قيمة أخلاقية أو إنسانية مؤثرة في المجتمع .. أو طرح أية قضايا سلبية ومعالجتها بكل جرأة وتصحيح …حتى الاعلانات أصبحت ابتذالا (هالله هالله على الفانلة ) إذن لا هي رسالة ولا دا تنوير . دا انحطاط يافندم. ..

٤* لما تخرج البرامج الرياضة تحلل وتشير إلى ضعف الفريق القومي اللي يمثل مصر في مباريات كأس العالم مقارنة بالفرق الرياضية العالمية المرعبة ..وإن المنتخب لايلعب بروح الفريق رغم كل الملايبن الباهظة التى تصرف عليه بما فيها باص الكرانيش البمبي .. وفي الآخر تكون التوقعات مخيبة الآمال بالخروج من أول مجموعة ..يبقى دا لا هي رياضة ولا انتماء ولا اسم مصر ..دا انحطاط يافندم ..

٥* لما أكدب وأروج أن المؤامرة خارجية .. وإن الإرهاب صناعة غربية أمريكية .. والحقيقة الواضحة أنها مؤامرة داخلية لأن الخيانة من جوه وإن الخراب صناعة محلية والارهاب منتج محلي لاغش فيه ..تقفيل محلي ويصدر عالميا بالشعار المحلي (الله أكبر ). ولأن التشطيب محلي فاجر فالنتيجة فوضى وترويع ودم في الشوارع ..دا أحقر من الانحطاط يافندم ..

* حين تكون العلمانية المروج لها أبعد ماتكون عن ايه التزام أخلاقي وأية قيم إنسانية نبيلة متحضرة ..أو سلوك شرف تجاه الوطن والآخرين وأن الحياة مسؤولية خطيرة ..إذن العلمانية لدينا مجرد حالة من الغضب والتمرد على تعجيزات الدين المعوقة والسخرية من الأديان المغايرة و التشهير بسمعة الآخرين كما انها مجرد استعراض بطولي للسكر والعربدة والأباحية الجنسية كحرية شخصية ..كدا تكون العلمانية مجرد سرير في الشارع …داسمه اهتزاز قيمي وخلل نفسي ..يعني انحطاط ثقافي مربع يافندم..

٦* حين يلتف الجمهور ويتابع باهتمام أي تنويري لمجرد هجومه أوشتائمه لأي مسوؤل أو للدولة أو لرجال الدين أو الاعتراض على نصوص دينية بعينها .. دا جمهور يعاني الكبت ذاته لكنه خائف ..شعب لا يقبل التغيير ..يحب التخلف وآنس به ..لكنه يستمتع بكشف عورات وفضائح الآخرين خاصة لمن هم في دائرة الضوء ..دا انحطاط مخيف يافندم..

٧* إذن أين تنويرك ودورك أيها التنويري أمام كل هذا التفاقم لمشاكل الضياع و الإلحاد والرغبة الأكيدة للهجرة لدول أوروبا واميركا اللي بتتهموها بصناعة الإرهاب..اين دورك الحاسم في نهضة مجتمع مقهور ومكسور ومحطم نفسيا و مصنف عالميا بسوء السمعة .. ..دا كدا مش تنوير دا انحطاط فكري يافندم ..

(للعلم لا عندنا ملحدين ولا علمانيين ..عندنا طاقة غضب ورفض وعنف بس ) .

كفانا تنوير ..الحل هو تفعيل القانون بصرامة وعلى الجميع بلا استثناء ..القانون حتى لو هانعلم الناس النظافة والالتزام بالمواعيد ..القانون ثم القانون .. حقيقي باعتذر الإطالة

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.