الجمعة , أبريل 19 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

لدرء البلاء في مسألة الغلاء

ماجد سوس

تمر بلادنا الحبيبة مصر بظروف اقتصادية قاسية تؤدي إلى احتياج مادي غير مسبوق بين فئات الشعب الدنيا والمتوسطة وفوق المتوسطة في الوقت التي راحت فيه الحكومة تسابق الزمن من أجل إرضاء البنك الدولي والدول الدائنة التي تريد أن ترى علاج ملموس للتضخم والتعثر الموجود في الاقتصاد المصري، بتحرك متسارع ومتواتر بدءاً بتعويم الجنيه المصري وانهياره أمام الدولار مروراً برفع أسعار الخدمات وصولاً إلى إلغاء الدعم الذي يعيش عليه غالبية الشعب


على الجانب الآخر الغالبية التي تتمرر من هذه الإجراءات القاسية التي بالطبع أدت إلى ارتفاع أسعار السلع ولاسيما بعد رفع جزء من الدعم على المواد البترولية كل هذا في ظل حد أدنى للمرتبات لا يتجاوز الأف ومئتان جنيهاً (٦٤ دولاراً شهرياً)


ونحن هنا لا بصدد التباكي لما نحن فيه أو لإلقاء المسئولية على أحد بعينه فالأمر يعود لسنوات من العمل الغير الممنهج لإدارة شئون البلاد الاقتصادية مع انفجار سكاني غير مسبوق كل هذا متماشياً مع فساد استشرى بين أنظمة الدولة مع وجود منظومة تعليمية غير متواكبة مع مناهج الدول الناهضة مع سلوكيات خاطئة في التعامل مع تلك الكوارث الاجتماعية
وأنا هنا لنبحث سوياً عن حلولٍ قد تساعد في تخفيف حدة الآزمة قدر الإمكان وسيكون تركيزي الأكثر على دور المواطن أولا ثم منظمات المجتمع ودور العبادة


أولا


آن الآوان كي نعود لفكرة أن قوتنا في اتحادنا حيث كان كل شيئاً بينهم مشتركا (أع٢ : ٤٢) علينا أن نخرج من عقولنا فكرة أنه من غير اللائق استعمال أشياء مستعمله وتبادلها مع غيرنا وهو أمر موجود في كل دول العالم المتقدم ويجب أن نعلم أولادنا هذا وحتى لا يقال أحد الرجعيين ما هذه الشحاتة فلماذا لا يكون هناك جراج سيل “Garage Sale ” تنظمه هيئات مجتمعية أو دور عبادة وتوضع أسعار رمزية جدا على كل الأجهزة والأدوات والموبيليا ويجيء هنا دور الخدام الحقيقيين من نظافة هذه الأشياء وتلميعها وتقديمها بشكل لائق.


ثانيا


حث ابنك وبنتك على العمل مع الدراسة من سن الثامنة عشر وعرفهم أن كل العلماء ورجال الأعمال الناجحين في العالم بدأوا العمل من هذا السن
اتذكر يوماً كان أحدنا يبيع الجرائد بالوزن ليصرف على الخدمة فالعمل ليس عيبا ودعه يشترك مع أصدقاءه في فكرة أي مشروع واعرف أن قوة اقتصاد الدول يعود إلى قوة حركة رأس المال بسبب عمل الشباب مبكراً


ثالثاً


اتفق مع زملاءك في العمل او الجامعة أو الكنيسة أو المسجد على فكرة الكاربول “ Car Pool” أن تتفقوا على أن يمر أحدكم على زملاءه المتجهين لنفس الاتجاه فإذا كنتم خمسة في السيارة معناها انك كل واحد سيستخدم سيارته مرة واحدة كل خمسة أيام.


رابعاً


على الأديرة أن تقدم كل منتجاتها بأسعار رمزية لكل المصريين وأن تعتبر نفسها كيوسف الصديق الذي أنقذ مصر ووقف بجانب شعبها دون النظر لديانة أو عقيدة أو طائفة رغم أنهم كان يعبدون الأوثان في ذاك الزمان وإذا استطاعت أن تتواصل مع الجمعيات والمساجد والكنائس سيكون عمل وطني تاريخ يكتب لحسابها في السماء


خامساً


على كل قادر أن يكفل أسرة غير قادرة وهو مشروع تقوم به إيبارشية لوس أنجلوس منذ سنوات باسم سانت فيرينا تشاريتي وهو يكفل آلاف الأسر في مصر بسرية تامة وهناك مشروع مماثل أسسه العملاق المتنيح الأب متى المسكين وهو مشروع الملاك ميخائيل وهو يخدم قرى كثيرة مسلمون ومسيحيون


سادساً


على كل جمعية أهلية او كنيسة او مسجد عمل مخازن إحداها لتخزين كل الأدوات والأشياء التي يتبرع بها من يجد أشياء زائدة عنده ومخزن للسلع التموينية وتوزيعها لكل اسرة محتاجه عن طريق الخدام الذي جاء وقتهم للعمل الجاد المخلص لنوال بركة حقيقية من يد الرب مباشرة.


سابعاً


دور الإعلام والجمعيات والكنائس والمساجد في نشر ثقافة المستهلك لترشيد النفقات والذي عليه ألا يخجل من شراء صباعين من الموز أو تفاحتين مثلاً او شقة بطيخ أو رغيفي خبز وعلينا أن نعلم أولادنا هذا


أخيرا


على المجتمع بكل فئاته وطوائفه واجتماعات الكنائس والمساجد والجمعيات فتح حوار مجتمعي لمساعدة الناس وسماع وجهة نظرهم وأراء الخبراء وغيرهم، الصغير قبل الكبير ليعرف كل شخص أهمية دوره في بناء مجتمع متكاتف للعبور إلى بر الأمان ولينجينا الله من الغلاء والوباء والفناء
أما دور الحكومة فللحديث بقية …
اكتب رسالة…

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.