السبت , أبريل 20 2024

الأخلاق الرياضية والمشجعيين والإعلام

بقلم / حبيب عبد النور

الرياضة هي ترويض للنفس قبل أن تكون حصداً للألقاب والكؤوس ، وشهرة وتلميع وفرداً للعضلات ، وهيمنة وسيطرة ونفوذ ..
وليس جيداً أن يكون الرياضي والبطل والممول والداعم والمشجع بلا أخلاق . الأخلاق الفضيلة ، والرياضية ، بمعناها الصحيح ، ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى ، لأنها بذاتها وسيلة ، وغاية لترويض النفس قبل الجسد ، فالصعود إلى قمة الشهرة يحتاج إلى جهد ، ومثابرة ، وتفان ، ومقدرة على الصبر والإبداع ، وهناك كثير من اللاعبين والأشخاص الذين وصلوا ، وسقطوا سريعاً في القاع ، ليضعوا صفحة سوداء ضمن سجل مسيرتهم الحافلة بالنجومية ، وذلك بسبب عدم التزامهم بالأخلاق الرياضية …
تتردد على مسامعنا بين الحين والآخر عبارات ، يعتقد كثيرون أنها صحيحة ، ولكنها في حقيقتها هي عبارات خالية من أي مضمون ، ومعنى مفيد ، بل هي مما اعتاد الناس على تداوله ، ظناً منهم بأنها عبارات تؤدي الغرض الذي يقصدونه ، ومنها شعار أن الرياضة أخلاق ، وعندما نتذكر الأحداث الرياضية ومنشوراتها ولله الحمد المتناولة وبكثرة على الصفحات التي لاتعد ولا تحصى ، فأننا نضع كل ما يدور بأروقتها من مشاحنات واختلاف وطعون وغايات وتعليقات في قائمة فرد العضلات التي كانت تحتاج إلى أخلاق ، وروح رياضية… إن التفكير «الصحيح» يقودنا إلى فكرة أن الأخلاق هي التي تقود الرياضة ، وهي التي توجهها نحو هدفها الصحيح، وهذا الأمر خاطئ ، وسلبي إن هذا الموضوع أصبح مهماً في زمن فقدنا فيه البوصلة الصحيحة ، التي يجب أن توجه الشارع الرياضي إلى المسار السليم، ولذلك نجد أن العودة إلى تحديد المصطلحات، والمفاهيم، أصبحت أمراً ضرورياً … على كل اللاعبين والرياضيين والاداريين والإعلاميين أن يلتزموا بالصدق، والأخلاق الحميدة في لعبهم وإدارتهم ونشرهم مهما كانت النتيجة، فالفوز ليس أهم من الالتزام بالصدق، والأخلاق الرفيعة، لأن محور حياة الإنسان السوي ، وأساس الحفاظ على إنسانيته الحقيقية، يقومان على الحفاظ على الأخلاق النبيلة ، فالهدف مهما كان كبيراً ، أم صغيراً لا يبرر للإنسان أن يكذب ، ويغش ، ويخدع ويتناول الغير بما لايرضي الله. 
هل تستطيع الرياضة أن تعلِّم الإنسان الصدق فيما لو تركت دون قالب أخلاقي صحيح؟ هل الرياضة بحد ذاتها هي التي تجعل هذا اللاعب خلوقاً ، وهذا اللاعب والرياضي والاداري والاعلامي غير ملتزم بالأخلاق النبيلة؟ هل الرياضة ومشاهدة المباريات والغوص بالمشاحنات تجعل المشاهدين و المتابعين والمعلقين يتحلُّون بالأخلاق الرياضية، والروح الرياضية العالية؟؟ 
أم إن التنافس الإعلامي والمآجور لبعض الصحف والمؤسسات الرياضية، جعل الأخلاق «تتعثر» في بلدنا الحبيبة مصر ، فأصبح من الفلكلور الرياضي أن نسمع ونشاهد الشتائم والاهانات تدخل بيوتنا لاولادنا واخواتنا وامهاتنا ، ونرى تصرفات قبيحة من بعض اللاعبين والإداريين والإعلاميين ومتابعيين ، أو المشاهدين والمشجعين؟. إن للإعلام دوراً كبيراً في نشر الأخلاق الرياضية النبيلة ، فهو محط أنظار عشاق الرياضة في جميع أنحاء العالم ، ومن خلاله يمكن إعادة المجتمع الرياضي إلى المنهج الصحيح السليم ، فابتعاده عن الخطأ ، وإيراده أقوالاً وأخباراً صحيحة، يؤثران بشكل كبير على المجتمع الرياضي ، بما يدفع الرأي العام نحو الأفضل، وليس من الجيد أن يكون الإعلامي ، أو المراسل، أو حتى المصور ، ممن يجعلون لميولهم تدخلاً في عملهم المهم ..
وفي الختام ، أرجو أن تسير رياضتنا نحو الأجمل والأفضل من حيث الأخلاق الحميدة ، والروح الرياضية ،،،

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.