الجمعة , أبريل 19 2024
أحمد السنوسي

كل الحقوق مصانةٌ في عرفهم وهكذا عن السياحة اتحدث .تتمه. (3) 

كتب الباحث الأثري والمرشد السياحي: 
 أحمد السنوسي

بعد حرب أكتوبر المجيدة وسياسة الانفتاح الاقتصادى في عهد الرئيس الراحل أنور السادات،وضعت السياحة على راس قائمة الدخل القومى بجانب قناة السويس والاستثمارات العالمية في مصر.وكذلك في عام 1975 اصدر قانون بقرار جمهورى رقم 810 بتنظيم
المجلس الأعلى للسياحة ويتشكل المجلس برئاسة رئيس مجلس الوزراء وبعضوية وزير السياحة وعدد من الوزراء ورؤساء الهيئات ذات الصلة،ويختص المجلس باقتراح التشريعات والنظم ووضع السياسات اللازمة للنهوض بالأنشطة السياحية،إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والصعوبات التي تعترض نمو الحركة السياحية بمصر،التنسيق بين الوزارات المختلفة في تنفيذ خطط التنمية السياحية،تقييم نشاط قطاع السياحة وإنجازاته.وبذلك تؤول لها الصلاحيات الكاملة بدلا من الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة والتى تاسست في عام 1957 على الورق فقط وبقرار جمهورى ولم يهتم بها أحدا على الاطلاق نظرا للظروف السياسية التي كانت تمر بها مصر آنذاك وفى سنوات لاحقة فيما بعد.
ورغب الرئيس السادات أيضا بان السياحة تدخل في مضمون التطور العلمى والبحث العلمى ولذلك صدر قرار جمهورى أيضا بانشاء كلية السياحة والفنادق في عام 1975 والتي تعد أعرق كلية في هذا التخصص في منطقة الشرق الأوسط وبتخصصاتها الثلاثة (ارشاد سياحة – فنادق)ولم يقتصر الامر عند هذا الحد بل قبل اغتياله بشهور قليلة صدر قرار جمهورى أيضا بتاسيس وانشاء هيئة تنشيط السياحة
جنباً إلى جنب الهيئات الإقليمية لتنشيط السياحة وذلك طبقاً للقرار الجمهوري رقم 134 لسنة 1981،لكي تكون مسئولة عن وضع تقويم شامل للمقومات السياحية في مصر ووضع خطط وبرامج تنشيط السياحة،والقيام بجميع وسائل الجذب السياحي إلى مصر،تقديم المعونة الفنية والتسويقية في مجال تنشيط.
وفى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك في عام 1991 صدر القرار الجمهورى بإنشاء الهيئة العامة للتنمية السياحية،لكي تتبع وزارة السياحة وتختص بوضع خطط تنمية المناطق السياحية والإشراف على تنفيذها،وتنفيذ مشروعات البنية الأساسية في المناطق السياحية،وإدارة واستغلال أراضي الدولة التي تخصص للأغراض السياحية. 
وبدات مصر تغزو العالم للسياحة وخاصة السياحة من مناطق أوروبا الغربية والعمل على اجتذاب السياح وجعل اقامتهم في راحة ويسر تلك السنوات التي بدات من عام 1991 بقوة وانتهت بعام 2011 وذلك الضعف السياحى الذى نشهده حتى الان.انها فترة العشرون عاما التي كنا فيها نتشدق بالسياحة،ونظن بأننا اكبر دولة سياحية فى العالم وخاصة لوجود اثار بلا حصر واهرامات،بجانب الشواطئ الخلابة والمدن السياحية الكبرى مثل الغردقة آنذاك وشرم الشيخ ودهب ونويبع وغيرهما.
وظهرت في تلك الفترة أيضا الهيئات والقطاعات وعلى راسهم جميعا وذلك من عجائب مصر أيضا حيث انه في مصر لا توجد عجيبة واحدة بل عجائب كثيرة ومنها:الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي،الهيئة العامة للتنمية السياحية،قطاع الفنادق والقرى السياحية
قطاع الرقابة على الشركات والمرشدين السياحيين،قطاع التخطيط والبحوث والتدريب،الاتحاد المصري للغرف السياحية وصندوق 
دعم السياحة،ذلك الصندوق التي تحوم حوله شبهات كثيرة بلا حصر ومنها مثلا دعم الشارتر لعل وعسى والذى فشل أيضا فى هذه النقطة وهذا الامتياز في جذب السياحة الى مصر بل تراجعت كثيرا.
فكل هذه الاثار في مصر وكل هذه المدن السياحة في مصر وكل هذه الهيئات التي تعمل في التخصص السياحى فقط،ومع ذلك لم تصل مصر ابدا ولن تصل الى مرتبة العشرة دول الكبرى في السياحة.وهنا يتبادر الى الذهن سؤالا محيرا هل هذا خطا فينا نحن وفيما نخطط؟؟ام هناك عدو خفى وراء هذا التراجع بعد كل هذا التخطيط الكامل وانشاء مدن سياحية بلا حصر.ومن الغريب بانه حتى الان هناك ناس تتباكى على عام 2010 ذلك العام الذى حدث فيه طفرة سياحية في مصر لن تعود اليها مرة أخرى على الاطلاق.ولكن في ظل هذا البكاءعلى اللبن المسكوب،هل سال أحدا نفسه لماذا كانت هذه الطفرة؟؟هل لأننا عملنا بكل جدية وإخلاص للعمل والوطن ام هناك ظروف عالمية في بعض الدول سياسيا وغير سياسيا ومنها تركيا مثلا جعلت الكثير من السياح يتجهون الى مصر بدلا من تركيا والامارات ومن هنا حدثت الطفرة التي لن تعود ومازلنا نبكى عليها!!.
فلو كنا حقا جادين ومخلصين في العمل الوطنى ولإنجاح الوطن لكان على الأقل هذه الوزارة وكل هذه الهيئات كافحت من اجل عودة السياحة،بل الادهش انهم كلهم علقوا فشلهم على الإرهاب من ناحية وعلى الدعاية الصهوينة ضد مصر من ناحية أخرى؟؟ومع ذلك لا قضينا على الإرهاب ولا فضحنا المخطط الصهيوني في افساد السياحة والتنمية السياحة فى مصر،بل نجد الان من يتوسل الى عودة السياحة الاسرائيلية الى مصر وخاصة في مدن جنوب سيناء
ومن هنا تذكرت الشخصية الامريكية الكبيرة وهو (هنرى كيسنجر) في عام 1968،الامريكى الجنسية المانى الأصل واحد زعماء منظمة صهيون العالمية،وظهوره الى صفحات التاريخ الامريكى والعالمى عن طريق شيئين ومن قلب سيناء نفسها،وهو التنبيه والتمسك بفكرة السياحة العالمية لصالح اسرائيل فى منطقة سيناء والدعاية الامريكية الكاملة وافواج بلا حصر من الامريكان الأثرياء والأوروبيين الأثرياء ينزلون سيناء تحت اسم السياحة والاشادة بالمعاملة الاسرائيلية الحسنة وتلبية رغبات السائح ولو حتى طلب لبن العصفور.وزار سيناء وكانت هذه الزيارة مثار حديث لاسبوع كامل فى الصحف الامريكية والعالمية والحق التاريخى لاسرائيل فى استعادة ميراثها القديم.وما لبث وان نزل المكتشفين الامريكان والمهتمين بالاثار واظهار حضارة غريبة من نوعها وهى التى تعرف باسم (حضارة ايلات) وتم الاعتراف بهذه الحضارة رسميا في عام 2002 عن طريق جامعة (بن جوروين) وبموافقة اليونيسكو نفسها أيضا.وبداية جديدة فى اللخبطة التاريخية والاثرية والتى تعانى منها مصر حتى الان فى تحاور الحضارات وخاصة لتاريخ مصر القديم
وتاريخ ارض سيناء.
الم أقول لكم بان كل الحقوق مصانةٌ في عرفهم وهكذا عن السياحة اتحدث
والى لقاء مع المقال القادم وهو الرابع في تلك السلسلة باذن الله

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.