الجمعة , أبريل 26 2024
أخبار عاجلة

محفوظ مكسيموس يكتب : شيطنة الآخر

من المؤسف جدا إن شعوبنا الشرق أوسطية لا تجيد ثقافة الإختلاف و بمجرد إختلاف في وجهات النظر أو إختلاف حياتي سرعان ما يتحول لخلاف جسيم لدرجة ( شيطنة الآخر ) فالزوج هو حبيب القلب والرجل الأعظم حتي يختلف مع زوجته فيصير شيطانا في جلسات الهانم !!!!! والزوجة هي سيدة الكون حتي تختلف مع زوجها فتصبح ( الحيزبونة الشمطاء ) في مجلس أصدقاء الزوج !!!!! و الأصدقاء يتغنون بعظمة الصداقة حتي تنشب الخلافات فتصير بوستاتهم و حكاياتهم مملوءة بالشجن و الغدر والتنكيل بالآخر لمجرد خلاف بعد ( عشرة عمر أو صداقة سنين ) !!!!!
تحلوا بالنزاهة و لا تحولوا الخلاف لإختلاف ولا تشيطنوا بعضكم بعض فتذكروا لبعض كل ماهو حسن وتذكروا لبعض كل بذل وكل مواقف إنسانية و تذكروا أننا كلنا لنا ما لنا وعلينا ما علينا . كل منا له ضعفاته ولكن هناك الكثير من الإيجابيات في كل شخص.
فعندما تختلفوا تمهلوا و تمهلوا عل تمهلكم يصنع حكمة فلا تقذفوا بعضكم البعض بأحجار الغضب السريع الذي لا ينتج عنه سوي ضغينة و كلمات كالبنزين المنسكب علي نار في يوم مملوء بالرياح التي تزيد إشعال لهب الكراهية إعمالا بالنص الكتابي ( إغضبوا ولا تخطئوا ) و تحليا بروح النزاهة و تفهما راقيا لثقافة الإختلاف .
أذكروا محاسن بعضكم تنالوا إحترام المستمع و تذكروا دائما أن كلامك عن غيرك هو إنعكاس حقيقي لمعدنك وثقافتك فأنت ترسم لوحتك بريشتك ولنا أن نري ما قدمته لنا من جمال أو قبح.
كفوا عن الهجاء والعداء و أنشروا الصفح والحب و تذكروا دائما أن الإختلاف صحي و أحيانا علاج ولكنه لا يجب أن يصنع خلاف.
إنتقدني بأدب و أختلف معي بكياسة ولكن لا تصنع مني شيطانا فأنا إنسان له نواقصه وله أيضا من الجمال حظا و مقدارا….. دمتم في رقي و وعي وإدراك.
( صباحكم برئ و راقي )

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.