الجمعة , مارس 29 2024
روان ـ الطفلة الضحية ـ

إلى وزيرة الصحة .. الطفلة روان تدفع حياتها مقابل استئصال اللوزتين ..

كتبت / أمل فرج
 
لازال الإهمال الطبي يكلف الأبرياء أرواحهم ح مخلفا الألم والحزن لذويهم ، دون ردع يذكر ، ويسمع صيته من القائمين على الأمر ، وكأنها سنة الطب في بلادنا ، أن يظل الإهمال ، والاستغلال ، والاستنزاف المادي ، والمعنوي أمرا موروثا ، وهكذا تتكرر حوادث الاستهتار الطبي ، والتي تروي الطفلة روان مشهدا من مشاهدها على لسان والدها المكلوم  ، كما رواها غيرها من قبل ..
 
قبلة على جبينها وابتسامة بسيطة ودّع بها  “رمضان” ابنته “روان” على باب غرفة العمليات، محاولًا طمأنتها، واعدًا إياها بهدية سيحضرها لها خصيصًا فور العودة إلى المنزل شريطة أن تلتزم الهدوء، وتتخلص من خوفها.
 
“كلها نص ساعة وتخرج” توجه بحديثه هذه المرة نحو زوجته، محاولًا طمأنتها، بصوت يغلب على نبراته الثقة والتماسك، ولم لا؟ فعملية بسيطة كاستئصال اللوزتين، يجريها الأطفال في عمرها كثيرًا ويخرجون منها سالمين، في أفضل حال، لكن كان للقدر كلمة أخرى لتخرج فلذة كبده وقد فارقت الحياة.
 
يروي رمضان فريك، 33 سنة، والد الطفلة “روان” تفاصيل ما حدث قائلًا: “تعرضت ابنتي التي تبلغ من العمر 4 سنوات للمرض فذهبت بها إلى طبيب أطفال، وبعد الكشف طالبني بضرورة إجراء عملية “لوز ولحمية” لها، وأرشدني بالذهاب إلى عيادة الدكتور ي. ش. أستاذ الأنف والأذن والحنجرة، وهو طبيب ذائع الصيت، وبعد الذهاب إليه وإجراء متابعات دورية معه أقر بضرورة إجراء العملية، وحولني إلى معمل تحاليل لإجراء الفحوصات الطبية لضمان سلامة الصحة العامة للطفلة، ومدى استعدادها لإجراء العملية.
 
يضيف “رمضان”: “بعد اطلاع الطبيب على نتائج التحاليل أقر بإمكانية إجرائها، واتفقنا معه على المبلغ المطلوب وقدره ألفي جنيه، ودفعت عربون له، واتفقنا على إجرائها في مستشفى خاص بدمنهور، وفي اليوم المحدد توجهت أنا وطفلتي ووالدتها إلى المستشفى، بعد تنفيذ جميع التعليمات من صيام الطفلة، وغيره لتدخل بالفعل غرفة العمليات.
 
يكمل الأب المكلوم: “بعد نصف ساعة تقريبًا خرجت “روان” على الترول ولاحظت خروج دم من الفم والأنف واصفرار في أطرافها وبرودة عالية بجسدها، وعند السؤال أجابوني بأنه لا داع للقلق وسوف تفوق بعد وقت قصير، وطالبتني ممرضة بالنزول إلى الحسابات لدفع باقي أجر العملية حتى يأتي الطبيب إلى “روان” ويطمئن عليها، ففعلت ودفعت المبلغ المالي المتبقي”.
 
ويستطرد “عند عودتي إلى ابنتي لاحظت حالة من الارتباك، وحركة غير عادية فارتبت في الأمر ودخلت سريعًا إلى غرفتها فوجدت الأطباء يلتفون حولها ويصرخون في وجه المسعفين لإحضار أنبوبة أكسجين، وأخذوها إلى غرفة العمليات مرة ثانية، بعدها لفظت ابنتي أنفاسها، ولا أدر كيف عملية “لوز ولحمية” يجريها جميع الأطفال وعلى يد أستاذ كبير تودي بحياتها بهذه الطريقة”.
ويوضح “رمضان”: “اتخذت الإجراءات القانونية وحررت محضرًا لإثبات وقوع إهمال طبي، وبعد ذلك بدأ الطبيب في إرسال وسطاء، وأبدى استعداده لدفع دية ابنتي مقابل التنازل عن المحضر فرفضت، فبدأ في ممارسة كافة الضغوط بتهديدي باستغلال نفوذه لمنعي من الحصول على حق ابنتي”.
“أنا صحيح راجل غلبان وشغال نقاش على دراعي بس عمري ما هبيع حق ضنايا ولو بمال الدنيا، أنا مش عاوز غير العدل وإللي أخطأ يتحاسب علشان ناري تبرد” بنبرات حزينة أنهى رمضان حديثه.
ولم يتسن الحصول على رد من الطبيب المتهم بالإهمال الطبي، إذ رفض التحدث في الموضوع جملة وتفصيلًا.

شاهد أيضاً

تفاصيل واقعة انتحار فتاة البراجيل

تتابع النيابة العامة في الجيزة التحقيقات وتحريات المباحث حول واقعة إنهاء فتاة لحياتها بتناول مادة سامة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.