الجمعة , أبريل 26 2024

ماجدة سيدهم تكتب : دواير الجهل والخرافة ..وعذرا للإطالة

يحكى عن كاهن راح زار أسرة يفتقدها .. طبعا بعد الترحاب الكبير.. طلب في آخر الزيارة الكتاب المقدس ليقرا فيه ..هبت الاسرة كلها يتسابقوا يجيبوا الإنجيل لأبونا ..إنجيل فخم فعلا ..مسحوه من الغبار ولمعوه وقدموه للأب الكاهن. اللي أول مافتح الكتاب لقى بالصدفة ظرف مقفول فأخده وحطه على الترابيزة .. وبسرعه مد الأب ايده أخد الظرف وطل فيه بعد ما اتلمت الأسرة حو اليه وراحوا بصوت هيستيري .:مش ممكن يا أبونا ..إنت فعلا رجل الله ..معجزة ..إنت قديس يا أبونا ..الظرف دا بندور عليه من سنتتين وانت بإيدك المباركة دي لقيته ..أبوس إيدك يا ال بونا ..جزمتك .. ومطانيات .. باركنا ..صللي لنا ..)

وتحول المشهد إلى اعترافات جانبية كل واحد على حده حتى يقول أبونا كلمته اللي مش حاتنزل الأرض أبدا .. لحد هنا انتهت الحكاية ..

للأسف بدل ماتفطن الأسرة أنها من سنتين مافتحوا الكتاب .. انتبهوا بس إن الكاهن دا قديس لمجرد صدفة ..وكل ماحاول الكاهن ينفي عن نفسه قداسة مش حقيقية ينتشر الكلام أكتر والمعجزات تكتر

المشهد دا بيفكرني. بحكاية سيد نفيسة في مسلسل السبع وصايا اللي بيوضح ازاي الجهل والخرافات بيصنعوا من إنسان عادي ولي حتى لو هو ميت ويلف حواليه ملايين البشر

.. للاسف اغلب رجال الدبن على السواء خاصة الجدد جهلة لاثقافة ولا فهم ولا ونضج في الحياة (على فكرة دي مش شتائم دي صفات متوفرة ) والمصيبة تلاقي واقف ادامه طابور من الاعترافات مابينتهي ..

وللاسف كمان أغلب اللي بيعترفوا ستات ..يعني مساحة أعمق من الجهل ..

وللاسف أكتر دي مش اعترافات روحية ..لكن أغلبها شكاوى أسرية وعائلية وخصوصية ومع الجيران وأصحاب العمل والاولاد ومشاكلهم ..طيب رجل الدين خصوصا الحديث إيه خبرته الاجتماعية أو النفسية أو الحياتية لحل كم هائل من المشكلات المتناقضة اللي مختلفة في ظروفها وخصوصيتها ..

فطبعا ببكون المهرب الوحيد لكاهن بسيط حتى معلوماته الدينية غالبا متواضعة أنه يعطي جرعة مسكنات متداولة زي مثلا أصبر واستحمل على اعتبار إن الخرس قداسة ..ربنا موجود …إرادة ربنا (على غرار قدر الله وماشاء فعل) .. المهم الملكوت اللي هو الجنة ..كل دي اكاليل ليك زي كله في ميزان حسناتك ..شوف القديس الفلاني ..ربنا هايدخل في الهزيع الأخير (يعني لما تسود خالص انشالله تخسر كل شيء.). وحاجات من دي ..وكل الكلام السلبي الممتاز اللي بيصنع شعب خايف ومنعزل وبيحب الجهل والمسكنة باعتبار إنها قداسة لمجرد رجل الدين قال ..

دي مش إهانة لرجال الدين لأنهم بشر مش فلاسفة ولا علماء ولا متخصصين في المشورة .. لهم ثقافتهم وقناعتهم ..دورهم روحي في المقام الأول والأخير اللي بيترجم في ممارسة الطقوس الدينية والانشطة الروحية الموازية .. ياريت تبعدوا رجال الدين عن مشكلاتكم الاجتماعية ..

علشان كدا مش حاسأل مين اللي بيغيب التاني ..البيضة ولا الفرخة ..هل احنا اللي بندعم الجهل في رجال الدين بتبعيتنا ليهم بلا فهم.. ولا هم اللي بيستغلوا جهلنا فيعززوه أكتر بتخوفينا .. الحقيقة دا توجه خبيث من دولة ساقطة إنسانيا وحضاريا ولا تنتمي للوطن ولا للشعب فبقت وكر خطير شعبها خايف ومسجل خطر ..

حالة تشوه

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.