الخميس , أبريل 25 2024
د أماني ألبرت

د أماني ألبرت تكتب أصدقائي المصريين المسلمين المستنيرين عاشت محبتنا .

لطالما سببت لي الأحداث الإرهابية المتكررة – بالإضافة للحزن العميق- حالة من الدوار والارتباك.

فالزخم المتزايد في تعليقات وتصريحات البعض، منهم من يندد ومن يشمت.

والحنجوريات  العالية في فلسفة الأسباب وخطأ المصليين مقابل جماعة تدافع بشراسة

عن حق المصليين

وتعلن استيائها مما يحدث، كلها أمور تصيب بالدوار والضيق.

سمعت قصصًا كثيرة عن اللحمة الوطنية، دفاعًا عن مبدأ ’’لكم دينكم ولي ديني‘‘.

 ولكني في الحقيقة فهمتها أكثر، من الأفعال والمواقف المتجسدة في تصرفات أصدقاء لي.

 بعد لقائي بالدكتورة رجاء الغمراوي  لأول مرة في كلية الإعلام جامعة فارس ذهبت للسفر ثم وجدت اتصالا تليفونيا من رقم لا اعرفه ’’حبيبتي انا رجاء انتي فين‘‘ كنت بمحطة القطار

لقد ارادت ان تأتي وتصطحبني لتناول الغذاء قبل السفر.

كنا في رمضان !! عرفت يومها اننا سنكون اصدقاء.

قلت لها ملتزمة بموعد القطار المرة القادمة سأفطر عندك في بيتك.

وقد كان، فكل رمضان يتصادف وجودي بالإسكندرية أذهب بيت أختى لنتمتع بجلسة جميلة في جو مفعم بالمحبة.

تغربت للعمل بالإسكندرية، ولم أكن أعرف الأماكن. وجدتها في الأيام الأولي تقول لي يالا نروح الكنيسة.

استغربت، قلتلها مش فاهمة؟

 قالت انتي متعرفيش الأماكن هنا أنا هوصلك  أدخلى صلي وهنتظرك، أحببت هذه السيدة التي بادرت دوما بالنزول معي قبل موعد العيد لنشتري سويا ملابس العيد وكانت تضحك ضحكة صافية وتقول سأشاركك وجدانيا

وأشتري أنا أيضا ملابس جديدة في عيدك. ولا أنسى موقف د. عبير الشربيني صديقتي حينما حدث بينها وبين أحدهم شد وجذب، لم أكن اعلم السبب.

ولكنى قلت لها عدى الأمور متدخليش في صراعات، فقالت لي انت مش فاهمة.

أنا دخلت في شد وجذب مع أشخاص ضيقة الفكر أنت موضوع الشد والجذب أني صديقتك

أشاركك كل شيء حتى الطعام.

في موقفين من أهم مواقف حياتي سألت عن اسمي فقلت اماني، ثم سألت اماني ايه فقلت ألبرت، اه البرت أيه فقلت أديب. وسكت.

 الموقف الأول كان مع البروفسير  الدكتور محمود يوسف أستاذي واستاذ الأجيال في العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة. وكنت ارجو ان يقبل الإشراف على في الماجستير.

نظر إلى نظرة عميقة وقال ابنتي انت من أهل الكتاب وقد أمرني ديني أن أعاملك أفضل معاملة.

لا تخافي أنسي أي معوقات واجهتك

 سأشرف عليكى وأقف معك. أحب هذا الرجل.

حقا الدين المعاملة.

الموقف الثاني مع السيدة الفضلي د. نوال الدجوي في مقابلة للعمل بالجامعة الحديثة للعلوم والآداب MSA وهي رائدة للتنوير في مجال التعليم.

بعد أن قلت اسمي ثلاثي قالت لي So you are Christian قلت لها yes ردت very good وبعد المقابلة خرجت دون أن انتظر نتيجتها، فأرسلت في طلبي من جديد ولما دخلت قالت ’’الإنسان بيصنع نفسه بنفسه، أنا مبسوطة بإمكانياتك، ويسعدنا أنك تنضمي لينا للعمل بالجامعة

في وسط جو صحي ممتع‘‘ أحب شهر رمضان جدًا، تعودت كل عام أن قبله بأيام وعلى غير موعد انتظر مفاجئة الفانوس من أختى الدكتورة  شيماء صبحي الجرس يرن وأجد يد تحمل الفانوس مع ابتسامة صافية.

وأمام ارتباكي من التنديد والشماتة والصراعات الكلامية، أتذكر هذه المواقف وهؤلاء الأشخاص فأمتلئ بالسكون. فهناك من ينشرون تنويرًا وينثرون اعتدالاً ليس بالكلام فقط بل بمواقف متكررة يوميًا.

ورغم  أنهم هم أنفسهم يجدون مقاومة من ضيقي الأفق وعدم ترحيب بكلامهم حينما يقفون في وجه الكراهية

وعدم قبول الآخر، ويرفضون التمييز، وحينما يصدون كلمات وافتراءات عن أشخاص

لمجرد كونهم مسيحيين، مثل ’’فلان شاطر بس خلي بالك منه اصله مسيحي‘‘ ’’فلان ده كويس بس مسيحي‘‘.

وحينما يطالبون بتنفيذ القانون وتحقيق العدالة.

في أوقات حوادث القتل المتكررة ضد المسيحيين، أواجه الحزن بدعم أصدقائي المسلمين، برفضهم القاطع أي شكل من أشكال التمييز، بمطالبتهم معي بالعدالة وانفاذ القانون.

 أنا لا أحزن وحدي، هم يشاركونني  أحزانى.

لأنهم ببساطة أصدقائي.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.